الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خادم الحرمين: «عاصفة الحزم» جاءت استجابة للدفاع عن الشرعية اليمنية

خادم الحرمين: «عاصفة الحزم» جاءت استجابة للدفاع عن الشرعية اليمنية
6 مايو 2015 14:46

الرياض (وام) اختتمت في الرياض أمس أعمال القمة التشاورية الخليجية الـ15 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية. ورأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله- وفد الدولة إلى القمة التي حضرها الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند كضيف شرف. وضم وفد الدولة المشارك في القمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وسعادة خليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي وسعادة محمد سعيد محمد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية. وألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة في بداية الجلسة الافتتاحية حيا خلالها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الفرنسي وقال يشرفني في هذا المقام أن أحييكم وأبارك جمعكم الكريم في اللقاء التشاوري الـ15، الذي ينعقد بضيافة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وأضاف ينعقد هذا اللقاء، ونستذكر اليوم ببالغ الاعتزاز والتقدير والعرفان السيرة العطرة للمك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، وجعل الجنة مثواه، الذي نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية وعزاؤنا الكبير لخير خلف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يتولى قيادة المسيرة المباركة بحكمته المعهودة وخبرته المشهودة. ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كلمة فيما يلي نصها:بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. الأخوة الأعزاء أصحاب الجلالة والسمو فخامة الصديق فرانسوا هولاند الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إنه لمن دواعي سرورنا أن نرحب بكم وبفخامة السيد فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة الذي يشاركنا اليوم كأول ضيف شرف في هذه القمة التشاورية ليعكس ذلك متانة العلاقات بين دول مجلس التعاون وفرنسا. وإننا إذ نقدر لفرنسا دورها الفاعل في الإسهام في استقرار منطقتنا ومواقفها الإيجابية تجاه قضايانا الإقليمية لنتطلع إلى تعزيز ما يربطها ببلداننا من علاقات وطيدة في المجالات كافة. الأخوة أصحاب الجلالة والسمو:الحضور الكرام:في مستهل اجتماعنا هذا فإننا نستذكر المآثر الجليلة لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - تغمده الله بواسع رحمته- والذي كان حريصاً أشد الحرص على تحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من الارتقاء بمسيرة عملنا المشترك ليكون مجلسنا هذا كياناً منيعاً يشكل مظلة قوية لحماية أمن دولنا واستقرارها. أيها الأخوة: يأتي لقاؤنا اليوم وسط ظروف صعبة وتحديات بالغة الدقة تمر بها منطقتنا وتستوجب منا مضاعفة الجهود للمحافظة على مكتسبات شعوبنا ودولنا ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من أطماع خارجية ترتكز في سعيها لتوسيع نفوذها وبسط هيمنتها على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها وزرع الفتن الطائفية وتهيئة البيئة الخصبة للتطرف والإرهاب. وقد جاءت استجابة دول التحالف لمناشدة السلطة الشرعية في اليمن الشقيق للدفاع عن النفس بعد أن رفض الانقلابيون مساعي مجلس التعاون والمجتمع الدولي الهادفة إلى تجنيب الشعب اليمني العزيز الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال. وإننا وبعد أن حققت عملية عاصفة الحزم - ولله الحمد - أهدافها لنتطلع إلى أن تدفع عملية إعادة الأمل جميع الأطراف اليمنية للحوار وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وذلك من خلال الالتزام التام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم/2216/ والإسراع في تنفيذه لينعم اليمن الشقيق بالأمن والاستقرار. كما أننا نؤكد ترحيب دولنا بانعقاد مؤتمر الرياض لكل الأطراف اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره، وذلك تحت مظلة مجلس التعاون قريباً بإذن الله. وفي إطار حرصنا على بذل كل الجهود لمساندة الأعمال الإنسانية والإغاثية، والتي يأتي في مقدمتها الوقوف إلى جانب الشعب اليمني العزيز في معاناته الإنسانية فإننا نعلن عن تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية، ويكون مقره في الرياض آملين في مشاركة الأمم المتحدة بفاعلية فيما سيقوم به هذا المركز من تنسيق لكل الأعمال الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق وبمشاركة الدول الراعية للمبادرة الخليجية. وتقديرا منا للأوضاع الحالية التي يمر بها الشعب اليمني الشقيق ومؤازرته في هذه الظروف فقد أصدرنا توجيهاتنا بتصحيح أوضاع المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية من أبناء اليمن الشقيق والسماح لهم بالعمل، وذلك لتخفيف الأعباء عليهم، ولتمكينهم من كسب العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم وسنستمر بحول الله في جهودنا الرامية إلى دعم اليمن الشقيق بكل الإمكانات الممكنة حتى يتمكن من اجتياز أزمته، ليعود عضواً فاعلاً في محيطه العربي. الأخوة أصحاب الجلالة والسمو الحضور الكرام: إن السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي يمثل تهديداً بالغ الخطورة ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين، وإننا لنهيب بالمجتمع الدولي خصوصاً مجموعة دول الخمسة زائد واحد للاضطلاع بمسؤولياتها الجسيمة بهذا الخصوص ولوضع قواعد صارمة تضمن المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها وبما يكفل الحيلولة دون الاندفاع في المنطقة نحو سباق التسلح، الذي لن يكون إلا على حساب مسارات التنمية ورخاء شعوب المنطقة. أصحاب الجلالة والسمو:الحضور الكرام: تظل القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمتين العربية والإسلامية، نظراً إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق من مأساة، ولما يمثله الاحتلال الإسرائيلي من تهديد للسلم والأمن الدوليين وقد حان الوقت لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته وتفعيل دوره من خلال صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يتبنى مبادرة السلام العربية ووضع ثقله في اتجاه القبول بها. وبالنسبة للأزمة السورية التي طال أمدها وزادت خلالها معاناة الشعب السوري الشقيق وتفشى الإرهاب فإننا نرى أن ما تضمنه بيان «جنيف1» يمثل مدخلا لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا مع تأكيدنا على أهمية أن لا يكون لرموز النظام الحالي دور في مستقبل سوريا. وختاما نأمل أن يحقق اجتماعنا هذا تطلعات شعوبنا في دول المجلس لنكون أكثر تماسكاً وتكاملًا بما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك، ويحقق الغايات من قيام المجلس في التكامل والوحدة. ثم ألقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلمة عبر فها عن شكره وتقديره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولأصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على دعوته كأول ضيف شرف في لقائهم التشاوري الخامس عشر. وقال هولاند: أشكركم على إعطائي هذه الثقة بتوجيه هذه الدعوة لي، وأنا أدرك هذا الشرف الذي أعطيتموني إياه لألقي كلمة أمام اجتماع اللقاء التشاوري لقادة دول لمجلس التعاون الخليجي وأود أن انتهز هذه الفرصة لأحيي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ على علامة الصداقة. وأضاف في عام 1981 عندما تم إنشاء مجلس التعاون الخليجي كانت دولكم متحدة لمواجهة خطر يتمثل في الحرب العراقية الإيرانية واليوم أنتم تواجهون تحديات جديدة وهي مرتبطة بالجماعات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة والتحديات التي تمثلها زعزعة استقرار عدد من الدول المجاورة بما في ذلك اليمن وقد تفضلتم يا خادم الحرمين الشريفين بتذكيرنا بذلك، وكذلك المخاطر التي تترتب على أطماع عدد من الدول التي تتدخل في شؤون الآخرين وأمام هذه الأزمات لقد اخترتم إطلاق عدد من المبادرات وهذا معنى العمل الذي قمتم به مثلاً فيما يتعلق بسوريا لقد وقفتم إلى جانب المعارضة السورية، وكذلك لا ننسى أن القمة الأخيرة التي انعقدت في مارس والتي قمتم خلالها بالإعلان عن تشكيل قوة عربية. وتابع: فرنسا تدعمكم في العملية التي أطلقتموها في اليمن «عاصفة الحزم» التي تحولت الآن إلى عملية إعادة الأمل بغية إعادة الاستقرار إلى اليمن وأود أن أشير إلى أن ضمان أمن البلدان المجاورة إنما هو تصرف ينبع من صديق وحرص على سلامة وأمن المنطقة ودولها، فهناك أخطار وهناك تهديدات تواجه دولكم ونواجهها نحن أيضاً، وأود أن أعيد التأكيد على التزام فرنسا بالوقوف إلى جانبكم ودعمكم وليس فقط بوصفنا الصديق والحليف لكم، ولكن لأن الدفاع عن مصالحكم يعني أيضاً الدفاع عن أنفسنا. وقال الرئيس الفرنسي في كلمته: إننا اتفقنا مع خادم الحرمين الشريفين على ترقية اتفاق الدفاع القائم بيننا على أعلى المستويات، وهذا ما تفعله فرنسا في هذه المنطقة منذ ثلاثين عاماً، وكنا بالأمس في قطر وتناولنا أيضاً مثل هذا الموضوع والاهتمامات من أجل الاستقرار والأمن وإن فرنسا كانت دائماً وما تزال تصر على صداقة، وعلى أن تكون شريكاً وحليفاً قوياً له مصداقية، ويمكن الوثوق به، ونحن نفعل ذلك عن طريق توفير أفضل التكنولوجيا وعن طريق الالتزام بشراكة في المجال الصناعي وفرنسا ستستمر في لعب دورها، وستستمر في العمل من أجل إيجاد حلول للأزمات، ونحن لن نألو جهداً في سوريا مثلاً كي نقوم على جمع المعارضة المعتدلة ودعمها، وكذلك كل أطراف المعارضة لكي يكون لسوريا مستقبل ينعم بالسلام. وأضاف أننا شريك وسنبقى شريكاً للتحالف القائم في العراق لمكافحة جماعة داعش الإرهابية، ونحن دائماً ندعو إلى المصالحة بين كل الفرقاء العراقيين، ولم شملهم وبموازاة ذلك نعمل من أجل التوصل إلى اتفاق في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة لكي يكون هناك تحول سياسي يعيد الاستقرار إلى هذه المنطقة. وأضاف إن فرنسا تقف إلى جانبكم فيما يتعلق بدعم الشرعية في اليمن من أجل وحدة وحرية اليمن وتنفيذ القرار 2216 لمجلس الأمن الذي كنا شاركنا في تقديمه، وهذا القرار يجب أن ينفذ بأسرع ما يمكن ويجب أن نستمر في دعم السلطات الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي حتى يتمكن من العودة لتحقيق المصالحة في اليمن وأود أن أحيي المبادرة التي قمتم بها سيدي خادم الحرمين الشريفين، لعقد المؤتمر في الرياض قريباً. وفيما يتعلق بإيران قال هولاند المباحثات الجارية حالياً حول الملف النووي الإيراني تستحق منا الحرص واليقظة وفرنسا تفعل ذلك، ونحن نريد أن يكون الاتفاق قوياً ومستداماً وقابلاً للتحقق ويجب أن نعرف وتتعهد إيران بأنها لن تحصل على السلاح النووي واتفاق لوزان ليس سوى اتفاق مرحلي هو مجرد خطوة على الطريق والطريق لا يزال طويلاً ، ونحن نريد أن تكون هناك شفافية كاملة وتامة. وفيما يتعلق بالعقوبات قال: إننا نؤيد أن يتم رفعها بشكل تدريجي ويجب أن نبقى متنبهين لتصرفات إيران والاتفاق الذي يجب أن نتوصل إليه لا يمكن أن يكون سبباً أو يؤدي إلى زعزعة الدول في هذه المنطقة، ونرى كذلك أن الحظر على توريد الأسلحة نحو إيران يجب أن يبقى قائماً، ونحن نريد أن نحكم على إيران بالأفعال وليس بالأقوال. شركاء للتحالف قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أننا سنبقى شريكاً للتحالف القائم في العراق لمكافحة جماعة داعش الإرهابية، ونحن دائماً ندعو إلى المصالحة بين كل الفرقاء العراقيين، ولم شملهم ونعمل في موازاة ذلك من أجل التوصل إلى اتفاق في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة لكي يكون هناك تحول سياسي يعيد الاستقرار إلى هذه المنطقة. ودعا إيران إلى التعهد بعدم الحصول على سلاح نووي ، مؤكداً أن الإتفاق النووي الأخير هو اتفاق مرحلي وأن الطريق لا يزال طويلاً. النووي تهديد بالغ الخطورة قال خادم الحرمين الشريفين في كلمته: «إن السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي يمثل تهديداً بالغ الخطورة ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين، وإننا لنهيب بالمجتمع الدولي خصوصاً مجموعة دول الخمسة زائد واحد للاضطلاع بمسؤولياتها الجسيمة بهذا الخصوص ولوضع قواعد صارمة تضمن المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها وبما يكفل الحيلولة دون الاندفاع في المنطقة نحو سباق التسلح، الذي لن يكون إلا على حساب مسارات التنمية ورخاء شعوب المنطقة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©