24 أكتوبر 2008 00:44
ينهمك النوخذة أبو محمد الحمادي بصيانة محامله الأربعة ''وحداوي ''21 و''وحداوي ''194 و''المعترض ''149 و''جرقشان ''48 قبل انطلاق سباق ''أبو الأبيض'' للمحامل الشراعية التقليدية فئة 43 قدم غداً·
يشارك أبو محمد بمحامله سنوياً في السباق الذي ينظمه ''نادي تراث الإمارات'' في أبوظبي، يفرد الأشرعة على المحامل ويكثف التدريبات ''خصوصاً قبل ثلاثة ايام من السباق، ويشارك فيها البحارة لتعريفهم على مهامهم والتأكد من سرعة ''المحمل''، بحسب أبو محمد·
بدات السباقات البحرية في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم، بناء على أوامر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد آل نهيان ''رحمه الله'' بإقامة خمسة سباقات بحرية·
في سباق الغد، يسمح فقط للقوارب التقليدية فئة 43 قدم اًوالمصنوعة من الخشب الخالص المشاركة، وتسع هذه القوارب لـ 16 شخصا كحد أقصى، ويأتي بينهم ''النوخذة'' وهو الرجل المخضرم الذي يوجه عمل القارب ويغير وجهة الشراع، يليه في الترتيب على القارب ''السكوني'' وهو ينفذ الخبير بتنفيذ توجيهات النوخذة وادارة البحارة وتحميسهم على العمل كمجموعة، في حين أن البحارة ينقسمون إلى قسمين لكن يعملون بيد واحدة· فئة تفرد الشراع وتعمل على الحفاظ على توازن القارب، والثانية تؤمن المتطلبات اللوجستية في القارب·
ينعكس الحماس للمشاركة في السباق بوضوح على أبي محمد لأن هذا السباق هو ''ناموس''، والفوز فيه يولد افتخاراً لي وللبحارة والقبيلة والشيخ الذي أشارك باسمه''·
يذكره السباق بالأيام الماضية ''حينما كانت تسود المحبة والإلفة والأخوة بين الناس''، ويقول ''في الماضي كان الناس يجتمعون من الإمارات السبع ويتعاونون كالإخوة، وسباقات يوم تعيد شيئاً من تلك الأيام''·
ويقام على هامش السباق المهرجان البحري لعروض القوارب والأدوات التراثية، وتستعاد خلال السباق تقاليد الحياة البحرية· فيبدأ البحارة باصطياد السمك وتجفيفه وتمليحه، وينشدون نهمات ''أغاني'' تراثية وتقدم فرقتي ''العيالة'' و''الحربية'' لوحات ورقصات من الفلكلور الإماراتي الشعبي، وتعود مجالس البحر ين النواخذة القدماء ويستعيدون خلالها الذكريات الماضية·
يبلغ عدد المشاركين في السباق هذا العام 2000 متسابق، بحسب نادي تراث الإمارات، وسيتوزعون على 170 محملاً، وكل طاقم السباق يجب أن يكون مواطناً مسجلاً في نادي تراث الإمارات ويملك بطاقة عضوية· وذلك بناء على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس نادي تراث الإمارات بضرورة توطين السباقات البحرية المحلية التي ينظمها النادي· ولا يتم قبول أي قارب غير مسجل في النادي ويملك كل المواصفات المطلوبة، لكن يسمح بمشاركة اعضاء من دول خليجية، ويشارك في سباق هذا العام فريق من سلطنة عمان سيقطع المتبارون مسافة تصل الى 18 ميلاً بحرياً انطلاقاً من الضبيعة الى كاسر الأمواج· واللافت أن معظم المشاركين هم من فئة الشباب وتبدا اعمارهم من 16 سنة وما فوق·
تصطف القوارب جنباً إلى جنب على شاطئ الضبيعة، يلقي النواخذة النظرة الأخيرة على التجهيزات، ويجلس عند آخر المحمل ماسكاً ''السكانة'' و''الدفة'' تحضيراً للحظة الصفر·
تطلق إشارة الانطلاق بعد قيام لجنة التفتيش بالكشف على القوارب والتأكد من مطابقتها للمواصفات، في حين تقف لجنة التحكيم على الرصيف والى جانبها لجنة البيئة للتأكد من المحافظة على الحياة البحرية في عرض البحر أثناء السباق·
عند كاسر الأمواج توضع ''باورة'' وهي علامة ملونة بالأحمر وتدل على نقطة الانتهاء، والسفينة التي تجتازها بداية تكون هي الفائزة· وقبل إعلان النتيجة النهائية لأول عشرة قوارب فائزة تعود لجنة التفتيش للكشف عليها مجدداً للتأكد من أن طاقمها لم يخالف قوانين السباق·
إذا كان لأي متسابق احتجاج خلال السباق عليه إكمال السباق حتى نهايته، ويرفع احتجاجه للجنة الحكم في وقت لاحق للنظر في أمره·
المصدر: أبوظبي