الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفجيرات أوغندا ...دور جديد لفروع «القاعدة»

تفجيرات أوغندا ...دور جديد لفروع «القاعدة»
16 يوليو 2010 22:42
تعتبر التفجيرات الأخيرة التي وقعت في نادي للركبي كان مكتظاً بمشاهدي المباراة الختامية في مونديال جنوب أفريقيا، يوم الأحد الماضي، أحدث مؤشر على تطلعات تنظيم "القاعدة" والجماعات المتحالفة معه، خاصة وأن هذه الهجمات كانت من تنسيق وتنفيذ مقاتلي حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية. كما تعد هذه الهجمات امتداداً جديداً لنشاط التنظيم وحلفائه خارج مسارح العمليات التقليدية الجارية الآن في كل أفغانستان وباكستان والعراق. وفي الوقت نفسه تعد هذه الهجمات التي قصد منها قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين، أول عمل عدواني ذا بعد دولي تنفذه حركة "الشباب المجاهدين" خارج حدود الصومال وفي منطقة حيث تبذل الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها جهوداً تهدف إلى وقف تنامي التطرف الإسلامي فيها. وحسب المعلومات المتوفرة عن الضحايا، فقد قتل على الأقل مواطن أميركي واحد، إضافة إلى إصابة مدنيين آخرين. ويذكر أن الولايات المتحدة قدمت ملايين الدولارات، في شكل مساعدات عسكرية واقتصادية وكذلك في مجالات التدريب وتوفير المعدات والدعم اللوجستي والاستخباراتي، لحلفائها الإقليميين في المنطقة؛ مثل أوغندا وكينيا وإثيوبيا، مساندةً منها للجهود التي تبذلها هذه الدول في مجال مكافحة الإرهاب. وتعتبر أوغندا مسرحاً لعمليات تدريب جنود الحكومة الصومالية المؤقتة، التي تسعى حركة "الشباب المجاهدين" للإطاحة بها. وتتم هذه التدريبات في إطار برنامج عسكري أمني تدعمه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتساهم كل من أوغندا وبورندي بالنصيب الأكبر في تشكيل قوة حفظ السلام الأفريقية المنتشرة في العاصمة الصومالية مقديشو. وفي تصريح لعلي محمد راقي، وهو ناطق رسمي كبير باسم حركة "الشباب المجاهدين" أطلقه في مقديشو، أكد مسؤولية الحركة عن تلك التفجيرات، بينما أثنى على تطلعات حركته لاستخدام أراضي الصومال ميداناً تنطلق منه الهجمات الدولية. كما هدد "راقي" بشن مزيد من الهجمات على كل من أوغندا وبورندي فيما لو استمرتا في مد قوة حفظ السلام الأفريقية بالجنود. غير أن "فيلكس كوليجي"، الناطق باسم الجيش الأوغندي، تعهد بعدم مغادرة جنود بلاده لأراضي الصومال بقوله: "سوف تقوي هجمات الأحد الماضي عزمنا على ضمان بسط الأمن والسلام في الصومال. وليس من مجال لتنامي وتوسع نشاط هؤلاء المجرمين، لأنهم يمثلون تهديداً جدياً للأمن الإقليمي والدولي معاً. وفيما لو اعتقد هؤلاء أن تلك الفعلة الجبانة التي نفذوها يوم الأحد الماضي سوف ترغمنا على مغادرة الصومال، فلا شك أنهم مخطئون كثيراً". ويجدر بالذكر أن شوكة حركة "الشباب المجاهدين" قد قويت كثيراً عقب توافد عدد من المقاتلين الأجانب الذين تلقوا تدريبات عسكرية على الهجمات والعمليات الإرهابية في كل من أفغانستان وباكستان إلى صفوف الحركة، وأصبح لهم نفوذ كبير داخلها. وتمكنت هذه العناصر الوافدة من استيراد تكتيكاتها وأساليب عملها التي اكتسبتها في مسارح عمليات باكستان وأفغانستان. ويذكر أيضاً أن الانتحاريين تمكنوا من شن عمليات عديدة داخل العاصمة مقديشو خلال الشهور الأخيرة الماضية. كما تواصل هذه المليشيات سعيها إلى تجنيد بعض الأميركيين في صفوفها، بمن فيهم اثنان تم اعتقالهما في نيوجيرسي الشهر الماضي ووجهت إليهما السلطات الأمنية الأميركية اتهامات بالسعي للانضمام إلى حركة "الشباب المجاهدين" التي أدرجتها واشنطن في قائمة المنظمات الإرهابية. وقد حدثت هجمات الأحد الماضي في العاصمة الأوغندية كمبالا بعد مضي سبعة أشهر على فشل محاولة تنظيم "القاعدة" اليمني -أو ما يسمى "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية"- في تفجير طائرة أميركية أثناء هبوطها على مطار ديترويت نهاية العام الماضي. وفي شهر مايو المنصرم فشل هجوم آخر على ميدان "تايمز سكوير" ثبت تورط حركة "طالبان" الباكستانية، التي تربطها علاقات قوية بتنظيم "القاعدة"، فيه. وكان القيادي البارز في "الشباب المجاهدين"، مختار عبد الرحمن أبو زبير، قد اتهم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال بتنفيذ المذابح الجماعية بحق المواطنين الصوماليين. وحذر من أن مليشياته سوف تشن عمليات انتقامية ضد مواطني كل من بورندي وأوغندا. وفيما يتعلق بالهجوم الأخير الذي شنته الحركة على مشاهدي المباراة النهائية لكأس العالم في ناد للركبي في العاصمة الأوغندية كمبالا، فإنه ينسجم ومواقف الحركة وسياساتها التي تشبه كثيراً سياسات حكومة "طالبان" الأفغانية التي حرمت على المواطنين حينها كل شيء. فمثلها حرمت حركة "الشباب المجاهدين" -التي تطمح إلى إقامة إمارة إسلامية في مقديشو- كرة القدم في الكثير من المناطق، ومنعت بث مباريات كأس العالم واصفة إياها بأنها فعل شيطاني مفسد لأخلاق المسلمين وأرواحهم. هذا وقد شملت التفجيرات نادي كياندونو للركبي في كمبالا، إضافة إلى مطعم إثيوبي. وفي النادي بالذات كان يحتشد عدد كبير من جمهور مشاهدي المباراة النهائية للمونديال بين هولندا وإسبانيا، وكان معظمهم من الأجانب، بينما ازدحم المطعم الإثيوبي بمشاهدين إثيوبيين وإريتريين في الغالب. وأثناء زيارته للنادي الذي وقعت فيه الهجمات، قال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني: "إذا ما أراد هؤلاء الجبناء القتال، فإن عليهم أن يبحثوا عن الجنود وليس عن متفجرين أبرياء في كرة القدم. وضمن ردود الأفعال على تلك الهجمات أدان الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته الهجمات وقدما تعازيهما في الضحايا. بيد أن هذه الهجمات تستدعي من دول المنطقة، وحليفتها أميركا، بذل ما هو أكثر من مجرد الإدانة فحسب. سودارسان راجفان - كمبالا ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©