الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزوج «المغازلجي»

الزوج «المغازلجي»
8 مايو 2011 21:42
المشكلة: عزيزي الدكتور : أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولدىّ طفل، ونعيش عيشة نحمد الله عليها، لم أكن أعرف زوجي قبل الزواج. ومشكلتي تتمثل في زوجي. فهو من النوع “المغازلجي” الذي يسعى ويكرس كل اهتمامه في الجري وراء النساء والفتيات في الأسواق والمنتديات، فهو مشغول طيلة الوقت بهاتفه الشخصي، والرسائل التي تصله أو يكتبها للرد. ولا يخلوا بريده الإلكتروني من الرسائل لدرجة أنه قام بفتح أربعة “ايميلات”، ويكرس كل طاقته وجهده لهذا الاهتمام. ولا أعرف كيف يوفق بين كل هذا الكم من المعارف النسائية ليكلمهن دون علمي. ويتبادل الصور المحرمة بينه وبين من يعاكسهن. وعندما اكتشفت وتأكدت من ذلك واجهته بالأمر، وأقر واعترف وكان يتباهى بين أصدقائه ومعارفه بذلك. وطلب مني مسامحته ووعدني بالتوقف عن ذلك، وأنها معارف وصداقات ما قبل الزواج، وتعهد بعدم تكرار ذلك. لكنه لم يوف بوعده فلقد كشفته أكثر من مرة. كما أنه لا يصلي. وأخبرت والدته بذلك. وبعد عناء صارحني بأنه من النوع الذي يحب الجنس اللطيف، وانما الأمر يقتصر فقط على المغازلة والتسلية فقط لكسب الخبرة في الحياة. وأقسم أنه لم يتجاوز مع إحداهن أكثر من ذلك. وأنه يحبني، لكنه يحب أن يكون يبني وبينه حدود وخصوصيات. وعندما أسأله عن شيء يقول إن هذا الأمر من خصوصياتي، وليس لي الحق في أن أطلع عليه، فضلاً على أنه لا يهتم بي ولا بابني، ودائما ما يجرحني بالكلام ويسبني أحياناً، وعندما أناقشه أو أغضب منه، يقول لي أنه كان يمزح ولا يقصد إهانتي. وعندما هددته بالذهاب إلى أهلي، غضب وهددني، وقال لي:” إذا لم تكوني تريدينني اذهبي لأهلك وخبريهم بأنك لا تودين العيش معي لأنك لا تحبينني، وان قلتي لهم أنني أجري وراء البنات والنساء سأسوي لك مشكلة لا تخرجين منها، وأقلب كل حياتك على رأسك”. نفسيتي تعبانة للغاية، ومحتارة، وأشعر أنني غير قادره على التحمل، رغم ذلك أحبه، كما أنني حامل للمرة الثانية، وأشعر أنني لن أستطع مواجهة الحياة والمشاكل بدونه، وأخشى كلام الناس. أرجو النصيحة، وأريد أن أعرف كيف أتصرف معه؟ وجزاكم الله خيراً. هدير محمد النصيحة: الزواج راحة نفسية واطمئنان عاطفي، ومودة وسكينة ووقار. الزواج تراحم وتعاطف وتآزر، الزواج حب ووئام واحترام. الزواج هو الاستقرار النفسي والهدوء الوجداني، وهو تفاهم وتحاور ومصالح مشتركة، يطمح في تحقيقها كلا الزوجين.، الزواج صبر وشراكة في السراء والضراء. أنت لم تتحري عن زوجك قبل الزواج، فإذا كنتم سألتم وتبين لكم أنه ذو خلق ودين ثم رضيتم به، وبعد الزواج بدر منه هذه السلوكيات الخاطئة، فلكم العذر ولكم الحق فيما تتصرفون فيه أو تتخذونه من قرارات. أما إذا لم تكونوا سألتم عن هذا الرجل فلا عذر لكم. وفي هذه النقطة أشير إلى أن الحب قبل الزواج ليس مبرراً لقبول الزوج مهما كان دينه أو كانت أخلاقه، لأن الحب قبل الزواج ليس دليلاً على حياة زوجية سعيدة في المستقبل. وإنما الدليل هو التوافق على الدين والأخلاق. الآن أنت متزوجة منذ ثلاث سنوات، ورزقك الله طفلاًً، وتعانين من مشكلة أخلاقية ودينية في زوجك، وهو أنه على حد قولك “مغازلجي”، ولم يتوقف الأمر على المعاكسة الهاتفية أو رسائل الإنترنت، بل تعدى ذلك إلى أمور تبادل الصور المحرمة بينه وبين من يعاكسهن، ويفتخر بذلك، إضافة إلى سبك وشتمك وتهديدك واهماله لك ولابنك، وأمور أخرى أعظمها وأكبرها أنه لا يصلي! وبعد كل هذا تسألين ما الحل ما المخرج ما الرأي الصواب ما الطريقة والأسلوب؟ إن عدم أو تقطع صلاته تحتاج استشارة عالم راشد في أمور الدين. أما معاكسة البنات والفتيات بهذا الشكل المقزز، فأنت وكرامتك وغيرتك وعزة نفسك، قد يتغير في المستقبل ويترك هذه التصرفات غير الأخلاقية. فقد يمل منها، ويعود إلى رشده، وقد يمر به موقف من إحداهن يجعله يترك هذا السلوك ويدرك خطئه في المستقبل. أما إن كانت نفسك عزيزة وكريمة ولا ترضى بهذا، قولي له صراحةً : “أنني لا أرضى ولا أقبل أن تشاركني فيك أي انسانة . وإن كنت تريدني زوجة لك وأبقى معك فاترك هذا السلوك وإلا اذهب بي إلا أهلي، وأنا في طريق وأنت في طريق، ولا أرضى بمثل هذه الأخلاقيات السيئة، والأخلاقيات غير الرجولية في زوجي، وإن أصررت إلا على الاستمرار في هذا الطريق فاذهب بي إلى أهلي، ولن أخبر أحد منهم عنك، فلن أفضحك ولن أفضح نفسي، لأن فضيحتك فضيحة لي”. واحسمي أمرك دون خوف أو تردد، ولا تهتمي بتهديداته حتى لا يستغلها في التمادي في الخطأ. وأعتقد أن زوجك إذا سمع منك هذا الكلام وهذه العزيمة الجادة، فإنه ستوقف قليلاً مع نفسه، ولن يذهب إلى أهلك، وسوف يعدك بأنه سيعدل هذا الخطأ. وإن ترك طريقة الخطأ فاستمري معه، وإن لم يترك هذا الخطأ ويرجع إلى ربه ويحافظ على صلاته، ويلتزم بواجباته، ويترك سلوكياته السيئة فأنا أرى أن تذهبي إلى أهلك، فإن جاء وطلب عودتك ووعد بعدم العودة إلى ما سبق فعودي معه، وإلا فعسى أن تكرهي شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. صحيح أن الطلاق ليس هو الحل الوحيد لجميع مشاكلنا، لكنه قد يكون الحل الأخير إن لم يكن هناك طريق بديل. مع أطيب التمنيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©