الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطة الدفاع المحلي في أفغانستان

16 يوليو 2010 22:43
في خطوة ترحيبية منه باستراتيجية إدارة أوباما المتعلقة بالحرب في بلاده، أعلن الرئيس الأفغاني موافقته على خطة تدعمها الولايات المتحدة وتهدف إلى إنشاء وحدات للدفاع المحلي في المحافظات والمناطق الأفغانية، على أمل بناء حركة شعبية قوية لمواجهة "طالبان"، على حد تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين والأفغان يوم الأربعاء الماضي. ويدعو برنامج الدفاع المحلي هذا إلى تجنيد نحو عشرة آلاف من ضباط الشرطة المحليين، على أن تتكلف وزارة الداخلية الأفغانية بفحصهم وتعيينهم وصرف رواتبهم، وفقاً لتصريح أحد كبار المسؤولين الأفغان. ويذكر أن الرئيس كرزاي كان قد اعترض على خطط شبيهة سابقة لم تضع جميع العناصر الخاصة بالتنفيذ تحت السيطرة الكاملة لحكومته. وجاءت هذه الصفقة معه إثر تعرض ريتشارد هولبروك -المبعوث الخاص للرئيس أوباما لكل من باكستان وأفغانستان، والدبلوماسي الرئيسي المسؤول عن الجانب المدني من الحرب الأميركية في أفغانستان- إلى انتقادات ثنائية حزبية حادة من قبل المشرعين الذين وصفوا استراتيجية أوباما الخاصة بالحرب الأفغانية بأنها تفتقر لأهداف واضحة يمكن لجميع الأميركيين فهمها وتأييدها أو الوقوف ضدها. فخلال جلسة استماع حضرها هولبروك أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ بهدف مناقشة خطة ترمى إلى تعزيز الأمن والاقتصاد الأفغانيين، قال السيناتور ديفيد كيري مخاطباً هولبروك: "إن تقدمنا في هذه الخطة يتطلب تحديداً دقيقاً لأهداف استراتيجيتنا. ولا يزال الكثيرون هنا يتساءلون عما إذا كنا قد نجحنا في بلورة الاستراتيجية الأفغانية الصحيحة". ومن جانبه عبر السيناتور الجمهوري البارز ريتشارد لوجار عن قلقه إزاء الجانبين المدني والعسكري معاً من استراتيجية الحرب الأفغانية، واصفاً إياها بالافتقار إلى التحديد الدقيق لمعنى النجاح أو النصر. وهناك من الأعضاء من عبر عن رأيه بنبرة انتقادية أكثر حدة. فمثلا قال السيناتور بوب كروكر في الجلسة نفسها: "رغم مضي ساعة كاملة من الحديث المتواصل للسيد هولبروك، فإني لم أسمع شيئاً واحداً عن كيفية إحرازنا للتقدم في أفغانستان. وليست لدي أدنى فكرة عن أهداف الجانب المدني من الحرب. وحتى الآن لم تكن جلسة الاستماع هذه سوى مضيعة للوقت". ثم تلا ذلك تعليق السيناتور جيمس ويب: "لا يزال الكثير من المواطنين هنا مشوشين جداً إزاء حربنا في أفغانستان". ومن جانبه كرر هولبروك شرحه لأهداف الجانب المدني من استراتيجية الحرب، بما في ذلك تركيزها على مجال التنمية الزراعية وتحسين نظام الحكم في أفغانستان. وقال إن الهدف النهائي للاستراتيجية هو تمكين المواطنين الأفغان من هزيمة "طالبان" وتحييدها بأنفسهم. وقال إن الإدارة ترمي إلى نتائج قابلة للقياس والتحقق منها، بينما يطالب الرئيس بتحقيق هذه النتائج في الجانبين المدني والعسكري من الحرب على حد سواء. وفي معرض رده على السيناتور ويب، الذي كان يلح في مطالبته بمعرفة ما تحقق، قال هولبروك: "ليس بوسعي شرح الضغوط التي نواجهها هناك. لكننا ندين لجميع المواطنين الأميركيين الذين يدفعون فاتورة هذه الحرب، ومنهم من يبذل روحه فداءً لأهدافها. تقديراً لكل ذلك فإننا نؤمن بضرورة نجاح الحرب وتمكينها من الوصول إلى أهدافها". غير أن الانتقادات الموجهة إلى استراتيجية الحرب الجديدة التي أعلنها أوباما في ديسمبر الماضي، قد تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة، نتيجة لتزايد عدد القتلى والضحايا، بينما تجاوزت الحرب الأفغانية سابقتها في فيتنام، لتصبح بذلك أطول حرب تخوضها أميركا في تاريخها. وفي الوقت نفسه تتسم معظم التقارير حول الحرب بقدر كبير من التشويش، وضمْن ذلك ما يشاع عن انتشار ممارسات الفساد في أوساط المسؤولين الأفغان، وبطء تنفيذ العمليات العسكرية الميدانية من قبل القوات الأميركية وقوات "الناتو". وعليه، فقد انعكس نفاد صبر الشارع الأميركي على تصاعد تكلفة الحرب وتزايد عدد قتلاها ومصابيها، من خلال إلحاح أعضاء الكونجرس في المطالبة بتحقيق النتائج المرجوة للحرب. كما شجب الكثير من الأعضاء الجمهوريين الموعد الذي حدده أوباما لبدء خفض عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان اعتباراً من شهر يوليو من العام المقبل. ووصف بعضهم خطة بدء الانسحاب العسكري هذه بأنها تعد خدمة للعدو الإرهابي وتذليلاً لمهامه وأهدافه العدوانية. من الجانب الآخر طالب أعضاء ديمقراطيون بالعودة الفورية للجنود إلى الوطن. وهناك من الأعضاء المشرعين من تساءل عن مبررات ضخامة البرنامج المدني من الحرب، طالما أن الهدف النهائي لاستراتيجية الحرب الأخيرة المعلنة هو سحق تنظيم "القاعدة" في أفغانستان وباكستان. كما يلاحظ أن أكثر الأعضاء تأييداً لمبادرة الخطة المدنية، لم يكفوا بدورهم عن التعبير عن تزايد قلقهم إزاء نجاح الجهد العسكري المبذول برمته. وربما كانت بؤرة الضوء الساطع التي تلوح في الأفق الآن، هي ذلك المؤتمر الدولي المتوقع عقده خلال الأيام المقبلة، والتي ستستمع فيه وزيرة الخارجية الأميركية وممثلو عشرات الدول إلى خطط الرئيس كرزاي الهادفة إلى إعادة إدماج صغار مقاتلي "طالبان" الذين تم إبرام صفقات معهم بشأن وقف نشاطهم العدواني، وتلك الخطط الأخرى المتعلقة بمكافحة ممارسات الفساد الحكومي، وغيرها من المبادرات الأخرى! كارين دي. يونج وراجيف كاندرارسيكاران كاتبان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©