الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حاكم الشارقة يشهد انطلاق مهرجان المسرح الخليجي

حاكم الشارقة يشهد انطلاق مهرجان المسرح الخليجي
18 مايو 2014 00:27
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، انطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح الخليجي للفرق الأهلية، الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وذلك مساء أمس بمسرح قصر الثقافة بمشاركة 9 عروض مسرحية تضم ستة عروض داخل المسابقة الرسمية، إضافة إلى ثلاثة عروض إماراتية على هامش المهرجان. وكرم المهرجان، خلال حفل الافتتاح، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باعتباره شخصية العام المسرحية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ويأتي التكريم تقديراً لدوره الكبير في إثراء المشهد الثقافي الخليجي والعربي بالعديد من المؤلفات المسرحية ودعم سموه للحركة المسرحية على المستويات المحلية والخليجية والعربية. وبهذه المناسبة، ألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كلمة قال فيها: «يطرح المسرح قضية الإنسان الذي يبدو متوتراً بفعل نزاعات وصراعات ذات صبغة أخلاقية: الأسرة والدولة الدين والمجتمع، الطاعة والتمرد، كما أننا نجد فيه شعوراً قوياً بصروف الحياة وتقلباتها بتداول الأيام، بتناوب الأفراح والأتراح، ولكنه لا يتذمر من ذلك ولا ينظر إليه كمظلمة، وإنما يجابهه برؤية مضيئة عن عالم آخر، عالم الإيمان الذي لا يبليه الزمن، والذي يستحق وحده احترامنا وتقديرنا». وأضاف سموه: «لنطرح على مسامعكم مشكلة جوهر الظاهرة المسرحية والعلامة المعقدة القائمة بينها وبين المجتمعات التي تنشأ فيها والموقف من العناصر الموجودة في بعض أشكال التعبير الفني والإنساني الأخرى. ونعرف عناصر التعبير الفني كما يلي: التراجيديا: فالرواية المأساوية (التراجيديا) بإثارتها مشاعر الخوف أو الشفقة لدى المتفرج تجعله يتحرر من الضغوط النفسية التي تفرج عن نفسها في شكل انفعال وتعاطف من العمل الدائر فوق خشبة المسرح (خوف غضب شفقة).. وفي نفس الوقت تنعش قواه، ويصبح مستعداً لتحمل المهام التي تتطلبها منه المدينة كمواطن، ويتمثل ذلك فيما سمي بتطهير النفس من لواعجها». وتابع سموه: «الدراما مزيج من الفن أو الأدب المسرحي في حالة تنطوي على تضارب عنيف وممتع بين قوى مختلفة برز هذا الفن في الغرب تحت تأثير التطورات السياسية والاجتماعية، أما في عالمنا العربي، فيرى البعض ممن ينتمون إلى التيار الذي يضع منزلة الإنسان في عنصري النزاع والصراع النابعين من موقع التمرد على الأمر الواقع أن الوعي الدرامي يتعارض مع العقلية العربية الإسلامية، وأن انعدام هذا الفن في أشكال التعبير الفنية العربية يرجع إلى عجز الفكر العربي عن ممارسة موقف الرفض والتمرد، وإلى سيادة النزعة التسليمية الإيمانية الدافعة إلى الرضوخ للأمر الوقع». وقال: «كلمة حق أريد بها باطل، إن أصحاب ذلك التيار من منطلق كرههم ومعاداتهم للإسلام وعجزهم عن استنباط أشكال فنية جديدة للتعبير عن قيم المجتمع العربي لجأوا إلى ذلك المنطق دون دراسة واقع الدراما في الغرب تحت تأثير التطورات السياسية والاجتماعية في القرن التاسع عشر، أما أنا فقد لجأت إلى دراسة الدراما تحت تأثير التطورات السياسية والاجتماعية قبل أن أكتب مسرحياتي التي عرضت منذ عدة سنوات، وكانت تمثلها أعمال كتاب مثل (هنري بيك) و(أكتاف ميربو)، التي ساهمت في الانتقال من المسرح الكلاسيكي إلى الدراما الرومنطيقية والأشكال المسرحية الحديثة، تحتذي الدراما الرومنطيقية في المقام الأول بالنموذج الشكسبيري بإعطائها الأولوية للتاريخ وبعنف المواقف وبحرية البناء السردي، وتجسد البطل الذي يواجه العالم يحاول أن يؤثر فيه، ولكنه يتحطم على صخرة قوانينه». وأضاف سموه: «وأنا هنا أقدم للكتاب المعاصرين من كنوز التاريخ ليقوموا بإسنادها إلى الأحداث الراهنة لإيجاد شكل مسرحي واقعي يلزم أن تشبه أحداث المسرح التي تقع أمام أعيننا كل يوم». وأكد سموه في كلمته: «إننا بحاجة في هذه الأيام إلى عمل درامي يضع وجهاً لوجه عملاق النور وعملاق الظلام وتنتهي بهزيمة عملاق الظلام، مبرهناً على انتصار العلم على الجهل والحق على القوة الغاشمة وتفوق الخير على الشر». وقد حضر حفل الافتتاح إلى جانب سموهما، معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وعبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وجمال سالم الطريفي المستشار في مكتب سمو الحاكم، ومحمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري، وحكيم الهاشمي رئيس المهرجان، وعدد من كبار الشخصيات والفنانين ووسائل الإعلام المختلفة. بدأت مراسم الحفل بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قال فيها: «إن تكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هو تكريم للإمارات جميعها، بل إنه تكريم لجميع المهتمين بالثقافة والفنون في منطقة الخليج كلها»، لافتاً إلى أن سموه رمز من رموز الأدب والفكر ومسرحي قدير وصاحب رؤية ثاقبة واطلاع واسع وإسهامات كبرى ذاع صيتها عبر الوطن العربي كله من أقصاه إلى أقصاه. وقال معاليه: «إننا جميعاً نلمس في شخصية سموه الرفيعة الراعي الحاني دوماً على الجميع والحريص كل الحرص على دعم الأدباء والكتاب والفنانين في المنطقة العربية كلها كما أن تكريمكم سموه إنما هو في واقع الأمر تكريم للتكريم ذاته». وأضاف معاليه «إننا نتقد م إلى سموه معا بفائق التحية والتهنئة لما نحظى به من فضل تكريمه في هذه الدورة الثالثة عشرة للمهرجان، باعتبار سموه شخصية العام في مجال المسرح على مستوى دول مجلس التعاون كلها: تقديراً وتمجيداً لجهود سموه المتعددة والمتلاحقة وسعي سموه الدائب والمتواصل لتطوير المسرح تأليفاً ودعماً ورعاية ومساندة للحركة المسرحية محلياً وخليجياً وعربياً بل وعالميا على السواء، ويكفينا فخراً أن نشير إلى عظمة الإبداع لديكم يا صاحب السمو لكم صولات وجولات في التأليف المسرحي أمثال مسرحيات (عودة هولاكو) و(القضية) و(الواقع صورة طبق الأصل) و(الإسكندر الأكبر) و(النمرود) و(شمشون الجبار) و(الحجر الأسود) و(طورغوت)، هذه الإبداعات القاسمية أمثلة رائدة ورائعة لما نود الإشارة إليه، والتي هي من وجهة نظري امتداد طبيعي لما أسستموه من مشروع ثقافي عظيم جعل من إمارة الشارقة وعن جدارة عاصمة للثقافة العربية وعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014». كما رحب معاليه بالضيوف والمشاركين في المهرجان، وقال: أتطلع معكم إلى ما سنقوم به في هذا المهرجان من تكريم أقطاب المسرح في دول مجلس التعاون الخليجي، مهنئاً ومتمنياً للجميع استمرار العطاء والتميز باعتبار ما لهم من دور أساسي في تشكيل وجدان الأمة وإثراء حياة الفرد والمجتمع، بل وأيضاً في تعميق العلاقات الفنية والثقافية بين الأشقاء في منطقة الخليج، بل ومع المهتمين بالفنون في العالم كله. وأوضح معاليه أن هذا المهرجان المسرحي لدول الخليج العربية هو نهر عطاء يتدفق يرتقي بفنون المسرح إلى آفاق واسعة من الإبداع والابتكار، كما أنه كذلك مناسبة تسلط الضوء على مسؤولية العاملين في مجال المسرح وما يتوقعه المجتمع منهم من القيام بدور الريادة في حفز الهمم والتنبيه إلى القضايا والمخاطر، مشيراً معاليه إلى أن الدور الذي يقدمه العاملون بالمسرح هو دور نابع بالأساس من حرص دول الخليج على أن يكون الفن مرتكزاً على أخلاقيات راسخة وقيم رفيعة ومبادئ هادفة دوماً إلى إعلاء قيم الخير والحق والجمال. وقال معاليه: «إنني أعبر لكم عن سروري البالغ بأن المسرحيات كافة في هذا المهرجان هي انعكاس حقيقي لكل ذلك، بل إنها أيضاً ملتزمة تماماً بالتعامل الهادف مع مفاهيم وتحديات القرن الحادي والعشرين. إننا نحمد الله أننا نعيش في منطقة عميقة التراث والثقافة تشجع الإبداع، وتحرص على تحقيق حركة فنية نشطة، وأنتم أيها الإخوة والأخوات المشاركون في هذا المهرجان عليكم واجب ومسؤولية، وإننا نتطلع إلى أن يكون إنتاجكم غزيراً ومتميزاً، بل وأن يكون كذلك تعبيراً صادقاً عن روح المنطقة وعن مستقبلها المرموق بإذن الله. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق كم في أداء هذه المسؤولية على أكمل وجه». وأضاف معاليه: «إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نعي تماماً أبعاد هذه المسؤولية ونحرص جميعاً على أداء دورنا الثقافي الرائد ونسعى دائماً وباستمرار لأن تكون الفنون وسيلة لإسعاد الناس وتحقيق جودة الحياة لهم، ونحن في ذلك نسير في ضوء توجيهات صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وأنتهز هذه المناسبة لأرفع إلى صاحب السمو الوالد رئيس الدولة أصدق معاني الشكر وأبلغ آيات الامتنان والعرفان على حرصه الدائم لتشجيع الثقافة والفنون وإقامة مثل هذه اللقاءات بهدف تعميق التواصل وتبادل الآراء والأفكار من أجل تطوير دائم ومجتمع متقدم». كما تقدم معاليه بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات على دورهم البارز في دعم ومساندة هذه الأنشطة الهادفة والناجحة كافة، كما تقدم بالشكر والتقدير لجهود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على حرصه الكبير على دعم الثقافة والفنون والعمل على نشرها ورواجها لتكون مثل الماء والهواء في الدولة. وفي ختام كلمته، وجه معاليه الشكر للجنة المنظمة للمهرجان والمسرحيين الحضور، متطلعاً إلى أن يكون مهرجان هذا العام نقطة مضيئة على طريق اهتمام الدولة بالفن المسرحي الذي هو تاج الإبداع وأبو الفنون جميعها. وتضمن الحفل عرض فيلم تسجيلي عن شخصية العام المسرحية لعام 2014 صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وما قدمه سموه من إبداعات في مجال المسرح وإسهاماته المتعددة في دعم مسيرة المسرح على المستويات كافة. كما احتوت فعاليات الحفل على أوبريت «جسر المحبة»، وتضمن فقرات غنائية عبرت عن الحب والاعتزاز بدول مجلس التعاون الخليجي. وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد تفقد المعرض المصاحب لمهرجان المسرح الخليجي، الذي ضم العديد من مؤلفات سموه في مجال المسرح، كما احتوى على الكلمات التي ألقاها سموه في دعم مسيرة المسرح في المحافل العالمية. (الشارقة - وام) في مؤتمر صحفي سبق الافتتاح الرسمي فرقة الصواري البحرينية تقدم مسرحيتها «صمت الحكواتي» محمد عبدالسميع (الشارقة) عقد صباح أمس مؤتمر صحفي بفندق هليتون الشارقة للإعلان عن عرض المسرحية البحرينية «عندما صمت عبدالله الحكواتي»، الذي تقدمه فرقة الصواري البحرينية على هامش مهرجان المسرح الخليجي الثالث عشر صباح اليوم الأحد في جمعية المسرحيين بالشارقة. وقال الفنان غنام الغنام المسؤول الإعلامي عن المهرجان: إنها بداية مباركة في أول أيام المسرح الخليجي، حيث تقدم فرقة الصواري البحرينية مسرحية «عندما صمت عبدالله الحكواتي» فالمسرح في البحرين متطور، كما أن مؤلف ومخرج العمل فنان مثقف باحث ومشاكس، وقدم صورة جميلة إخراجاً وتأليفاً ويحمل معه تجربة ثلاثة أجيال مسرحية، وهذا العرض سوف يقدم على مدار يومين في جمعية المسرحيين بالشارقة كونه يستحق المشاهدة. ثم تحدث المخرج حسين عبدالعلي مخرج ومؤلف العرض، مشيراً إلى أنه خريج إعلام، قسم إخراج وصحافة، وعضو في فرقة الصواري وهو من الجيل الثالث، كما أنها المرة الثالثة التي يقدم فيها هذا العرض، كانت الأولى في البحرين والثانية خلال مهرجان المسرح العربي بالشارقة، ويعود الآن إلى الشارقة ضمن مهرجان المسرح الخليجي. وخلص إلى القول: ماذا سنقدم؟ كيف سنقدم؟ الأسئلة تطرح دائماً من الصفر. وأضاف «إنها نقلة من حوش منزلي إلى الصالة، استفدنا من المقترحات، وتفاعل أبناء البحرين مع أبناء الخليج لتأسيس تواصل، كما حصلت بعض التغيرات في العمل لكن مع ثبات الثيمة؛ لأنها جزء من السؤال والبحث هو التدارس مع المتلقي لكسر الروتين (العلبة الإيطالية)، لقد حاولنا أن نكون قريبين من خلال اللهجة والتواصل الإنساني مع المشاهدين». وتابع: إن التشجيع دافع للعطاء والكل مشارك في المسيرة المسرحية، وفرقة الصواري معروفة منذ تجربة د. إبراهيم غلوم إلى تجربة إبراهيم بحر، حيث تم منحنا الثقة وقد تعرضنا كما الرواد إلى بعض الصعوبات، لكن الفرقة ما زالت تسأل عن المعطيات لديها، وهو سؤال لا يتوقف عن الحضور. من جهته، قال الدكتور إبراهيم غلوم «أخشى أن أصبح حكواتياً وأخرج من المكان، فأنا أعيش الحب مع هذه الفرقة وأعمالها، ونحن مدينون بما أثاره العمل من أسئلة. لقد ناقشت العمل مع أفراده وكتبت سلسلة من المقالات وقفت أثناءها مع أبعاد معرفية، حيث إن مصدر العرض هو حكاية (ألف ليلة وليلة) وفيه فكرة عبقرية، إذ إن جوهر فكرته هو اللامتناهي والجدل والتناقض بين الموت والحياة، وأرى أنه لا بد من دراسة الموضوع فكرياً وسيكولوجياً، فكلام الحكواتي والكلام اليومي الذي ينسج في كل لحظة نبوءة لموت جديد والسكوت يخترق الكلام أما الصمت فحالة دائمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©