لا يكاد رمضان، يهل علينا برحماته وفضائله وخيراته الكثيرة، وأيامه ولياليه الروحانية الجميلة، إلا وتتسارع أيامه ولياليه العطرة، التي تترك في النفوس المؤمنة والقلوب الخاشعة راحة إيمانية تسكن وتسعد بها قلوبنا وأرواحنا، تتجلى بالصفاء، والخشوع الإيماني.
وقد مضت علينا أيام وليالي الشهر الفضيل مسرعة، وكأنها نسمة هواء عليلة، عطرت أجواءنا بأحلى وأجمل اللحظات، حيث عايشنا أجواءً مفعمة بالنفحات الروحانية والهمة والنشاط الاجتماعي، من خلال اللقاءات والزيارات المتبادلة بين كافة أفراد المجتمع من العوائل والأفراد. هذا إلى جانب اللقاءات الفكرية، حيث أقيمت الكثير من الندوات والمحاضرات الدينية والفكرية، وذلك من خلال المجالس الرمضانية، وعلى رأس تلك المجالس «مجلس الشيخ محمد بن زايد» الذي يقيم دائماً في رمضان وغيره، المحاضرات الرفيعة القيمة.
لقد أصبح لهذه المجالس الرمضانية الدور الإيجابي الفعال، في إثراء حركة الفكر والمعرفة، لأنها تمثل حلقة وصل بين أفراد المجتمع كافة من خلال لقاءات مباشرة، تكون فيها الحوارات الهادفة، والأفكار المتبادلة التي ترتقي بمستويات الوعي، فهذه اللقاءات توثق وتقوي من أواصر العلاقة بين كافة أطياف المجتمع.
وهكذا هو رمضان، يأتي دائماً إلينا بفضل الله وكرمه، بالأفكار المستنيرة التي تضيء لنا دروب الطريق، لنواصل مسيرة الخير والعطاء. فالشكر والحمد لله على النعم الكثيرة، التي تعم العباد والبلاد الإسلامية، فتكثر الاحتفالات وتتزين الميادين، وتشرق بأبهى صور الاحتفال بالشهر الكريم.
وقبل ذلك وهو الأهم، هو إخلاص النية في العبادة لله الواحد القهار. والحقيقة أننا، ومن مدرسة رمضان الإيمانية، نتعلم ونكتسب قيم الخير والمحبة والعطاء والإخلاص في العمل. وهذا هو أثر الأعمال الصالحة والطاعات الإيمانية، التي تتضاعف بفضل الله، في هذا الشهر الكريم، ونرجو أن تتضاعف الحسنات وأن يكون عملنا مقبولاً، وأن نتزود من تلك الطاعات مكامن القوة الإيمانية، التي تُعيننا وتدفعنا إلى المزيد من العطاء والإخلاص في العبادة لله سبحانه وتعالى وقد أكرمنا بأفضل الشهور التي نخلص فيها العبادة والأعمال الصالحة لله رب العالمين.
فاللهم أعنا على طاعتك، وزدنا إيماناً ويقيناً وشكراً على نعمك التي لا تعد ولا تحصى، وكل عام وأمة الإسلام بخير ووئام بمناسبة اقتراب قدوم عيد الفطر السعيد.
همسة قصيرة: الإخلاص في العبادة، ينبع من القلوب الخاشعة.
عدد اليوم
