الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجيش الإسرائيلي ينشئ وحدات خاصة لسرقة المواشي والألبان

1 يناير 2006

أحمد إبراهيم :
يبدو أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بالعمليات الإجرامية التي يقوم بها في المناطق الفلسطينية سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة ضد المدنيين الأبرياء ، ولكنه سعى أخيراً إلى تصعيد هذه الجرائم لتشمل السرقات الاقتصادية بمختلف أنواعها لينهب جنود الجيش الإسرائيلي العديد من المزارع والمراكز التجارية التي باتت تعاني نتيجة لسياسات السرقات المنتظمة التي تقوم بها إسرائيل من انهيار وكساد في أعمالها ، وهو الانهيار الذي بات يكبد الاقتصاد الفلسطيني خسائر ضخمة للغاية·
مجلة هاعساقيم الاقتصادية الأسبوعية كشفت في تقرير لها عن تشكيل الجيش الإسرائيلي أخيراً لعدد من الوحدات المتخصصة في سرقة المزارع الفلسطينية بداية من المزارع الحيوانية أو حتى السمكية ، حيث يقوم هؤلاء الجنود بسرقة الحيوانات من هذه المزارع بداية من الأبقار أو الماعز وحتى منتجات الألبان والأسماك وتوريدها إلى المخازن التابعة للجيش الإسرائيلي ، وهي المخازن التي باتت تمتلئ بالمنتجات المسروقة من هذه المزارع·
واعترف التقرير أن الجنود الإسرائيليين لم يراعوا الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني نتيجة للاحتلال المفروض عليه بل قاموا أيضاً بسرقة خيراته الاقتصادية بلا رحمة وتوريدها لمخازن الجيش الإسرائيلي التي تنتشر في أكثر من منطقة·
المستفز أن عدداً كبيراً من الجنود الإسرائيليين من أعضاء هذه الوحدات المتخصصة في سرقة الفلسطينيين زعموا أنهم يقومون بذلك لسببين أساسيين ، الأول وهو الانتقام من الفلسطينيين الذين يواصلون القيام بالعمليات الاستشهادية ضد الإسرائيليين ويتسببون في قتل العشرات منهم الأمر الذي يجعل من سرقة هذه المزارع التي تورد منتجاتها للمناطق الفلسطينية أفضل عقاب لهم ، والثاني وهو مواجهة الأزمات الاقتصادية التي يتعرض لها الإسرائيليون خلال الفترة الأخيرة ، حيث واجهت العديد من مخازن الأطعمة في أكثر من وحدة عسكرية أزمات اقتصادية حادة بسبب عجز الحكومة الإسرائيلية عن توفير الاعتمادات المالية لها بسبب الأزمة التي تعيشها نتيجة للآثار التي خلفتها الانتفاضة الفلسطينية والتي أثرت على الوضع الاقتصادي الإسرائيلي برمته ، وجعلت الحكومة ولأول مرة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 تعجز عن توفير الاعتمادات المالية اللازمة للجيش· و قد انتقدت العديد من جماعات حقوق الإنسان والجماعات اليسارية الإسرائيلية ما يقوم به الجيش من عمليات نهب في المناطق الفلسطينية ، زاعماً أن الجيش الإسرائيلي تحول إلى جيش متخصص في سرقة الفقراء والمساكين الفلسطينيين بلا رحمة ، ليزيل بذلك الأساطير و القصص التي تزعم بقوة هذا الجيش الذي لا يقهر·
بيع المسروقات
وأكدت جمعية ' بيتسليم' لحقوق المواطن الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن لديها معطيات تؤكد أن الجنود الإسرائيليين لا يكتفون بسرقة الماعز والمنتجات الزراعية من الفلسطينيين ولكنهم يقومون وفي نفس الوقت ببيع هذه المنتجات لحسابهم الخاص في الأسواق الإسرائيلية وجني الأرباح من وراء ذلك ، الأمر الذي اعتبرته الجماعة بأنه يعكس ما أسمته ب' الفساد الاقتصادي والأخلاقي ' المسيطر على الإسرائيليين ·
وأضافت الجمعية أن عدداً من المزارع التي سرقها الجنود الإسرائيليون تورد طعامها ومنتجاتها الاقتصادية إلى بعض من الملاجئ وأدوار الأيتام الفلسطينية ،وهو ما يزيد من فداحة الجرم الذي يقوم به هؤلاء الجنود·
يذكر أن العديد من التقارير الصحفية في تل أبيب تكشف بين الحين والآخر الفساد الاقتصادي الذي يقوم به الجنود الإسرائيليون في المناطق الفلسطينية ، غير أن الجديد في هذه الفضيحة هو مصادقة هيئة الأركان العسكرية الإسرائيلية رسمياً بتشكيل وحدات متخصصة في سرقة الفلسطينيين ،وهو ما يعكس الفساد الاقتصادي المسيطر على هذا الجيش·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©