الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بلدية أبوظبي تطبق نظام «إسكادا» لري المسطحات الخضراء

بلدية أبوظبي تطبق نظام «إسكادا» لري المسطحات الخضراء
16 يوليو 2010 23:31
قدرت بلدية مدينة أبوظبي كمية استهلاك مياه الري في مدينة أبوظبي بنحو 200 ألف متر مكعب، وتعمل حالياً على ترشيد المياه وتخفيضها إلى أكثر من 20% من إجمالي الاستهلاك. وتسعى البلدية لتحقيق هذا الهدف من خلال الاعتماد في عمليات الري بأبوظبي على نظام “إسكادا” الذي يساهم في ترشيد استخدام المياه في ري المسطحات الخضراء لشوارع وحدائق ومتنزهات مدينة أبوظبي وضواحيها. وتقوم فكرة هذا النظام على ضبط الكمية المخصصة لري كل منطقة بناء على دراسات وحسابات للكمية الفعلية التي يفترض أن تكفي لري تلك المنطقة للحد آلياً من الإسراف أو سوء استخدام المياه، بعدم السماح بوصول كميات مياه زائدة عن حاجة تلك المناطق. وبدأت بلدية مدينة أبوظبي بتنفيذ مشروع “إسكادا” في عمليات الري داخل وخارج جزيرة أبوظبي، ويعتبر المشروع أحد أنظمة التحكم المركزية ومراقبة شبكات الري ومحطات الضخ الرئيسية، ويهدف إلى تقنين مياه الري من خلال توزيعها بشكل محكم ودقيق بالإضافة إلى تسهيل عمليات الصيانة، والاستجابة السريعة للحوادث الطارئة، وهو من أكثر الأنظمة المستخدمة عالمياً من حيث كفاءة الأداء، وقد تم تصميمه بشكل يراعي جميع المتغيرات والتطورات بما في ذلك مواكبة النهضة والتطور والطفرة العمرانية التي تشهدها إمارة أبوظبي. ويعمل نظام الري المتطور على مرحلتين: الأولى تبدأ من توزيع المياه عبر الشبكات والأنابيب المخصصة لها ومراقبة عمليات الضغط وانسياب المياه، إضافة إلى المراقبة الفعلية على عمليات هدر المياه ومنعها واكتشاف أخطاء التشغيل والمشاكل الفنية التي تتعرض لها الشبكات وتحديد مواقع الخلل بدقة وتوجيه فرق الطوارئ إليها لعمل الصيانة اللازمة. أما المرحلة الثانية فتستهدف السيطرة الفعلية على تسربات المياه وإغلاقها والتحكم فيها عن بعد، ما يسهم في تقنين استخدامات مياه الري، وإتاحة إدارة استراتيجية وفعالة لموارد المياه من حيث الري، وتصريف مياه الأمطار، بما يحقق هدف بلدية مدينة أبوظبي في الاستثمار الأمثل لموارد التنمية المستدامة. ويعمل نظام إسكادا وفق تقنية الاتصال GPRS لتحقيق أعلى معايير الأداء، وخفض تكلفة الاتصال وسرعة الاستجابة للطوارئ، ومتطلبات الصيانة وإيجاد الحلول والبدائل الفورية لأية مشكلات قد تعترض أداء الشبكة أو خزانات المياه ومحطات الضخ، كما يتوافق مع مبادئ الاستدامة إذ يقدر عمره الافتراضي بأكثر من عشرين عاماً يظل خلالها يعمل بكفاءة عالية جداً. ويتميز المشروع بقدرة فائقة على استيعاب المتطلبات والتوصيلات الجديدة للتحكم بها والتعامل مع البرامج والتطبيقات الحديثة والمختلفة، إضافة إلى عملية حصر دقيقة لتسريب وهدر المياه ما بين شبكات النقل والتوزيع الفرعية من خلال تسجيلات وقراءات دقيقة لكميات تدفق المياه وضغط التشغيل في الشبكة ورسومات بيانية وأجهزة تحسس حقلية وبيئية، تمكن من ضبط وحصر كميات المياه المهدورة عبر التوصيلات العشوائية وتحديد أماكنها وإيقافها، ما يؤدي إلى توفير كميات كبيرة من المياه وتحسين أداء الشبكة بشكل عام. ويساهم المشروع في ترشيد استخدام المياه في ري المسطحات الخضراء لشوارع وحدائق ومتنزهات مدينة أبوظبي وضواحيها، وذلك عن طريق ضبط الكمية المخصصة لري كل منطقة بناء على دراسات وحسابات للكمية الفعلية التي يفترض أن تكفي لري تلك المنطقة (Quota)، وبذلك سيتم الحد آلياً من الإسراف أو سوء الاستخدام للمياه بعد السماح لوصول كميات مياه زائدة على حاجة تلك المناطق، وتقوم الشبكة بإعادة تفعيل وتشغيل ومراقبة متحسسات تدفق المياه (flowmeters) بالشبكة الأمر الذي سيساهم في معرفة وتحديد الكميات المستخدمة من المياه في كل المناطق، كما أن تركيب متحسسات مياه ومحابس كهربائية على مداخل جميع المحطات سيمكن من التحكم في توفير الكمية اليومية المطلوبة دون زيادة أو نقصان. ويتمكن المشروع من تقنين صرف المياه على المستويين العام “الذي يخص المناطق الجغرافية المختلفة” والخاص بكل محطة ري بشكل منفصل، بهدف تحقيق مستوى التحكم الشامل. وبهذه المعطيات المعلوماتية وإمكانية التحكم الشامل يمكن بكل سهولة اكتشاف تسرب المياه في الشبكة والعمل على الحد منها. وأكدت بلدية مدينة أبوظبي أنه من الوظائف الهامة التي سينجزها المشروع هو التوزيع المتوازن للمياه على المناطق المختلفة، مما يسهم في الحد من استخدام سيارات نقل المياه والتي تسهم بهدر المياه، وكذلك تزيد من تكاليف الري وتؤثر سلباً في موارد البيئة، وبفضل التوزيع المتوازن ستقل تكاليف التشغيل والصيانة وسيقل الهدر في المياه، وسيكون الري ضمن المنظومة المصممة لترشيد الاستهلاك للموارد المالية والبيئية. وتساهم وظيفة المراقبة المستمرة والتحكم الشامل الآلي بمحطات الري في توفير العمالة المطلوبة لعملية التشغيل الاعتيادية، علما بأن تلك العمالة تمثل نسبة كبيرة في تسعيرة مقاولي التشغيل والصيانة. كما سيعمل النظام الجديد على تحقيق عملية تواصل المحطات، ومركز التحكم عبر قنوات اتصال فعالة، لذا تم تغيير نظام الاتصال السابق الذي يعتمد على خطوط الهاتف الاعتيادية إلى نظام الـ GPRS السريع، الشيء الذي سيمكن مركز التحكم الرئيسي من القيام بجميع المهام المطلوبة للتحكم في المحطات بكل كفاءة ويسر. وسيتم الحصول على نسبة توفير كبيرة جداً في الطاقة اللازمة لتشغيل تلك المحطات، وذلك بإعادة تشكيل وبرمجة عملية التشغيل الآلي للمحطات بكفاءة عالية. ويوفر نظام الري الجديد أهم البيانات التي سيتم الحصول عليها بدقة أكبر وهي كمية المياه المستهلكة فعلياً في عملية الري اليومي، لجميع الأماكن داخل وخارج الجزيرة، وكذلك يمكن تحديد كمية المياه التي لم تتم الاستفادة منها خلال اليوم، وبالتالي ستتوافر بيانات مهمة للغاية ستساهم في تحديد التكلفة المادية الحقيقية على حساب الكمية المطلوبة للمياه. وتستطيع البلدية عن طريق تلك البيانات التنسيق مع جميع الجهات المختصة للاستفادة من بقية المياه غير المستهلكة من قبل البلدية، كذلك فإن البيانات الإحصائية والتقارير الصادرة من النظام تسهم في وضع الرؤية الاستراتيجية لحسن الاستخدام لموارد المياه، وتستفيد منها كل الجهات ذات العلاقة والصلة بهذه البيانات. تحديد الخطط المستقبلية للمناطق الخضراء يتيح النظام الجديد لبلدية مدينة أبوظبي تحديد الاستهلاك اليومي الحقيقي للمياه ومعرفة كمية المهدور منها، ومعرفة الطاقة التوسعية المستقبلية للمناطق الخضراء التي يمكن تزويدها بالمياه من نفس المصدر، وبالتالي ستساهم تلك البيانات في التحديد الدقيق لعدد المشاريع المستقبلية التي يمكن تنفيذها دون الحاجة إلى التفكير في مصادر مياه أخرى. وتسهم كذلك البيانات الدقيقة المخرجة من النظام في وضع الدراسات والخطط المستقبلية لتوفير موارد المياه ومصادرها، بما يتناسب مع خطة أبوظبي 2030 وما فيها من توسع وامتداد عمراني شامل المسطحات الخضراء والحدائق والمتنزهات الترفيهية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©