الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام... ليس القرضاوي (1 - 4)

26 يوليو 2017 21:46
قديماً قيل إن الفتنة إذا أقبلت لم يرها إلا الحكماء وإذا أدبرت رآها كل أحد!!! ولا شك أن أمتنا العربية والإسلامية تعيش هذه الأيام أصعب فترات التاريخ عصفاً بها، وكأننا نعيد قراءة كتب التاريخ، تلك الكتب التي تتحدث عن الانقسامات بين العرب وبين أنفسهم، فكانوا يتقاتلون فيما بينهم سنوات طويلة إلى أن فنيت دول وزالت حضارات بسبب تلك الصراعات، والسبب في تلك الصراعات كما تروي لنا كتب التاريخ تلك، هو دخول العدو الحاقد للعرب فيما بين العرب والاصطياد في الماء العكر. وأذكر ونحن طلاب كيف كنّا نستنكر على العرب سذاجتهم وطيبتهم وكيف سمحوا للعدو الحاقد بالتغلغل فيما بينهم ونجاحه في مسعاه الخبيث. واليوم نقولها- وللأسف الشديد- إننا نعيش هذه التفرقة التي يريدها العدو الحاقد للعرب، ذلك العدو الذي يحمل الحقد ضد العرب منذ أول فتح للعرب في بلاد الفرس وإطفائهم نار المجوس، فأصبحت لدى المجوس عقدة نفسية تجاه كل ما هو عربي، بل تجاه كل ما هو إسلامي. وذلك الحقد المجوسي الذي يسعى فيما يسعى إليه من تدمير أواصر المحبة والمودة بين العرب فيما بينهم، بين عرب أقحاح من عرب أقحاح تمتد أصولهم وروابطهم آلاف السنين، ليستسلموا بكامل إرادتهم إلى عدو مجوسي حاقد لا يرعى في العرب إلّا ولا ذمةً. وعندما ننظر بعين حيادية إلى ما فعله العدو المجوسي، ونقولها إنه للأسف قد نجح في بعض مسعاه في التغلغل إلى وجدان وعقيدة وولاء بعض العرب تجاه عروبتهم وأوطانهم وانتمائهم العربي. وأكثر ما نجح فيه مجوس هذا العصر هو السيطرة الكاملة على وجدان وعقول بعض الأنظمة العربية وكذلك بعض الشعوب العربية، بحيث إن المجوس ومن خلال أذنابهم في تلك الدول وتلك الأنظمة، نجحوا في إقناع البعض أن كل معارضة وطنية أو شعبية أو رسمية تجاه أي فكر منحرف أو متشدد بدعاوى إسلامية، فإن ذلك يعتبر محاربة للدين وللإسلام وإن تبنى أصحاب الفكر المنحرف أسلوب القتل والدمار. ولتقريب الوضع بصورة أكثر بساطة لو افترضنا بأن أحد أصحاب الفكر المنحرف أو دعاة الفتنة، طالب أو نادى بشيء مخالف للدين الإسلامي صراحة ومخالفته لنصوص شرعية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، أو لأنظمة وقوانين وطنية أو أعراف دولية، فإن أي معارضة لهذا الطرح قد يعتبرها البعض محاربة للدين الإسلامي، وأن الشخص المعارض (أو الجهة أو حتى الدول) لرأي هذا العالم صاحب الرأي المنحرف فهو محارب للدين ومحارب للأمة، بل وقد يخرج صاحب الفكر المنحرف واتباعه كل معارض لرأيهم من ملة الإسلام تماماً، وإن كان رأيهم فاسداً أو خبيثاً. ولتقريب الأمر بوضوح أكثر فإن هذا ما يحدث هذه الأيام من المدعو الدكتور يوسف القرضاوي، الذي وفق ما يراه أكثر عموم المسلمين وأكثر العلماء الربانيين في هذا العصر أن الرجل أصبح مصدر فتنة علنية ظاهرة على مستوى العالم كله، وأصبح المحرض الأول على القتل والدمار والتهييج في العالم، وأي مخالفة لرأيه أو لما يقول قد يعتبرها البعض من أتباعه أنها تهجَّم على الإسلام وضرب في أصول الدين، كل هذا لمجرد عدم موافقة ما يطرح الرجل من رأي (وهو بالتأكيد وفق ما يراه عامة الناس مخالف لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة).  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©