عواصم (وكالات)
وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب «تهديداً مستتراً» لإيران الليلة قبل الماضية، وطالبها بالامتثال لبنود الاتفاق النووي مع القوى العالمية وإلا فسوف تواجه «مشكلات كبيرة للغاية»، مضيفاً أنه «سيشعر بالاندهاش» إذا ما تبين أن طهران ممتثلة لهذا الاتفاق عندما يحين موعد إعادة تقييمه مجدداً خلال 3 أشهر. من جهته، أقر مجلس النواب الأميركي بأغلبية كاسحة، ليل الثلاثاء- الأربعاء، مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران وكوريا الشمالية بسبب برامجهما التسليحية الصاروخية، شمل أيضاً روسيا، رغم اعتراض ترامب على شمول موسكو الذي قد يطال مشاريع طاقة روسية تشارك فيها شركات أوروبية. من ناحيته، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، من أن بلاده سترد على العقوبات الأميركية الجديدة، وأنها عازمة على تعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية، بينما اعتبر المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي قائمة الحظر الأميركي ضد بلاده بأنها «غير قانونية ومهينة» وتهدد تنفيذ الاتفاق النووي.
وأبلغ ترامب الآلاف من أنصاره في يونجستاون بولاية أوهايو، أنه « لا يزال حذراً للغاية من طهران» وذلك بعد أسبوع من الإقرار بأن إيران ملتزمة بالاتفاق المبرم في 2015 الذي تفاوض بشأنه سلفه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. وقال ترامب «إذا لم يتماش ذلك الاتفاق مع ما يفترض أن يتماشى معه.. فستكون هناك مشكلات كبيرة للغاية بالنسبة لهم (طهران). هذا ما أستطيع قوله. صدقوني». وأضاف مخاطباً الحشد «اعتقدتم إنهم سيقولون شكراً للولايات المتحدة. نحن حقاً نحبكم كثيراً. لكنهم أصبحوا أكثر جرأة.. ذلك لن يحدث لفترة أطول كثيراً». كما أبلغ ترامب بمقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» بالقول «سنتحدث بشأن الموضوع خلال 90 يوماً لكنني سأشعر بالاندهاش إذا كانوا ملتزمين». ويتعين على الرئيس الأميركي أن يخطر الكونجرس كل 3 أشهر عن امتثال إيران للاتفاق النووي المبرم مع مجموعة «5+ 1».
وأقر مجلس النواب الأميركي الليلة قبل الماضية مشروع القانون القاضي بفرض عقوبات على إيران وكوريا الشمالية روسيا بأغلبية 419 صوتاً مقابل اعتراض 3 نواب فقط رغم اعتراض الرئيس دونالد ترامب على شمول الأخيرة. ويتطلب القانون الذي استهدف طهران وبيونج يانج بسبب برامجهما التسليحية وخاصة الصاروخية، تمريره من قبل مجلس الشيوخ، قبل أن يرسل إلى البيت الأبيض للموافقه عليه أو رفضه من قبل الرئيس الأميركي. وقال رئيس مجلس النواب بول راين إثر التصويت، إن هذه العقوبات «تعزز الضغوط على أخطر خصومنا بهدف إبقاء الأميركيين آمنين». وسبق للشيوخ أن أقر مشروع القانون مطلع يونيو بغالبية 98 صوتاً مقابل صوتين، لكنه بحاجة الآن إلى التصويت عليه بصيغته النهائية، وهو أمر يتوقع حصوله منتصف أغسطس المقبل. ويشمل مشروع القانون عقوبات على الحرس الثوري المتهم بدعم الإرهاب، وعلى كوريا الشمالية لإطلاقها صواريخ باليستية. كما ينص على آلية غير مسبوقة تثير غضب البيت الأبيض، إذ تمنح النواب الحق بالتدخل في حال قرر ترامب تعليق العقوبات المفروضة حالياً على روسيا.
إلى ذلك، قال الرئيس روحاني إن بلاده «سترد رداً مناسباً على إجراء الكونجرس الأميركي الجديد»، منوهاً إلى ضرورة تعزيز البنية الدفاعية الإيرانية دون الاكتراث إلى آراء الآخرين. وصرح روحاني أثناء اجتماع لمجلس الوزراء بحسب ما أورد التلفزيون العام «إذا داس العدو على قسم من الاتفاق، أو إذا داس على الاتفاق برمته، فسنفعل الشيء نفسه».
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية عباس عراقجي أن «سلوك الكونجرس الأميركي... يعد إجراء عدائياً صريحاً ضد إيران». وقاد عراقجي الفريق المفاوض الذي توصل إلى اتفاق مع القوى الدولية في 2015 والمعروف باسم «خطة العمل المشتركة الشاملة»، والذي تلتزم طهران بموجبه خفضاً كبيراً في إنتاج المواد النووية مقابل تخفيض العقوبات المفروضة عليها. وأضاف عراقجي أن العقوبات «لا تزال يمكن أن تؤثر على التطبيق الناجح للاتفاق النووي، وتقلل من منافع إيران من الاتفاق. لذا فهي لا تتوافق مع النقاط التي تعهدت الولايات المتحدة تنفيذها بنوايا طيبة وفي مناخ بناء». وأعلنت لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني عقد جلسة طارئة بعد غد السبت لمناقشة الرد الإيراني.
عدد اليوم
