محمد الظريف يقرأ ثقافة الصحراء وأثرها في الشعر العربي

استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي في أبوظبي الدكتور محمد الظريف أستاذ الأدب العربي في جامعة محمد الخامس بالرباط في محاضرة بعنوان ''ثقافة الصحراء وأثرها في الشعر العربي'' بحضور عدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمهتمين بالأدب· استهل الظريف محاضرته بالإشارة إلى أهمية قراءة ثقافة الصحراء وأثر هذه الثقافة في الأدب العربي بشكل عام والشعر بصفة خاصة· وقسم النظر في الأدب الصحراوي إلى مبحثين، الأول يتناول تحديد مفهوم ثقافة الصحراء والثاني يتناول علاقة هذه الثقافة بالأدب العربي· وأوضح في المبحث الأول أن هذه الثقافة شكلت أساساً لمكونات الثقافة العربية خاصة والثقافة بمعناها العام، واعتبر هذه الثقافة لاتزال تمارس قوة تأثيرها على الإنسان على الرغم من تقلص دائرة نفوذها وانزياحها إلى الهامش ومداهمة ثقافات أخرى لها، وخاصة بعد الثورة البترولية· كما تناول الظريف العروض السينمائية التي تركز على الصحراء واللوحات التشكيلية التي تستوحي تموجات الرمال وتقلبات الكثبان· وأشار الباحث الى أمثلة كثيرة على ذلك، ومنها رواية DESERT (الصحراء) للكاتب الفرنسي لوكليزيو الذي فاز بجائزة نوبل للآداب لهذا العام، بالإضافة الى عدد من الرواد والمستكشفين والمغامرين الذين افتتنوا بالصحراء وجالوا في ربوعها من مثل ''جيمس ريتشاردسن'' في كتابه ''ترحال في الصحراء''· حدد الباحث معاني هذه الثقافــــة في أطر ثلاثة وهي الأول ويفيد مجموعة القيم المادية والروحية والرموز والتعبيرات والثاني يفيد مجموعة القيم الفكرية والوجدانية والأخلاقية التي انقضى زمانها وتجاوزها الواقع لكنها لاتزال تقبع في اللاشعور الجمعي العربي تؤثر في سلوكات ومواقف الكثير من الأفراد والجماعات على الرغم من انفصالهم عن الصحراء وانغماسهم في الحياة المدنية مما يجعل هذا المفهوم رمزياً لثقافة الصحراء، والثالث يرتبط بهاجس الهوية والرغبة في تأكيد التراث، ثم تحدث عن الأنساق الأدبية في جغرافية الأدب العربي التي تفاعلت مع ثقافة الصحـــــراء حيث يقابل كل نسق منها واحـــــــداً من المعاني التي تم تحديدها لثقافة الصحراء