انتقلت ?أقوى ?فرق ?أفريقيا ?إلى ?البطولة ?الأضعف?، كأس ?الكونفدرالية، ?فيما ?استمرت ?في ?البطولة ?الأقوى?، ?دوري ?الأبطال?، ?الفرق ?الأضعف، حتى ?أن ?شارع ?الكرة ?المصرية ?يقول?: «?إنها ?فرصة ?سموحة ?ليتوج ?بطلاً ?للقارة»، ويقولون في السودان إنها فرصة الهلال.
ما هي معايير قوة بطولة محلية أو قارية، وما هي معايير قوة فرق.. هل يكفي التاريخ والشعبية ورصيد البطولات؟
الإجابة تتعدى الحسابات التقليدية في التقييم، فالدوري الإنجليزي يحتكره تقريباً منذ عام 1981 فرق ليفربول، ومانشستر يونايتد، وأرسنال، وتشيلسي، ومانشستر سيتي، وفي بعض المرات توج إيفرتون أو ليدز.. ولا يكفي تفوق خمسة فرق كي تصبغ بطولة بالقوة، ولكنها فلسفة اللعبة في إنجلترا هي التي جعلت للبريميرليج سعراً، حتى أن حقوق البث التليفزيوني بيعت بمبلغ يقترب من 7?2 مليار دولار في الفترة من 2016 إلى 2019.. بينما بيعت البطولة الإسبانية في ثلاث سنوات بقيمة 900 مليون يورو، الفارق شاسع مع أن أهم الفرق في العالم هي ريال مدريد وبرشلونة.
لماذا إذن يصنف الدوري الإنجليزي على أنه الأقوى؟
الإجابة: أن يفوز هال سيتي على ليفربول 1 - صفر في أسبوع، ثم يخسر هال سيتي في الأسبوع التالي أمام أرسنال 1 - 3.. إنها اللعبة السريعة، واللعب إلى الأمام، والرغبة في الفوز لدى الجميع، ورفض الأساليب الدفاعية، باستثناء «الأخ» الاستثنائي مورينيو قائد تشيلسي وصانع الملل في الكرة الإنجليزية.
ظاهرة القطبية موجودة في كل دولة بالعالم، وقد تختلف أسبابها، فهي إما رياضية تنافسية تعود للندية، أو سياسية، أو دينية، أو اجتماعية.. وربما لا تخلو مدينة من ديربي.. إلا أنه ليس كافياً أن تصنف بطولة محلية أو قارية بأنها قوية لمجرد أن قمتها يتبادلها ثلاثة فرق أو أربع.. فالقوة في فلسفة اللعبة في اتساع دائرة الندية، في هذا الصراع الذي تراه في كل مباراة بغض النظر عن الترتيب والمواقف، والأسماء.. وتكتمل صورة التصنيف بالمشهد كله.. ملاعب، حضور جماهيري، تسويق، صناعة، إدارة.. فإذا كان الدوري القطري على سبيل المثال يطلق عليه دوري النجوم، فهو خالٍ من المتعة؛ لأنه دون جمهور.
اختصاراً، تعريف القوة في إعلامنا الرياضي العربي يحتاج إلى إعادة صياغة في زمن أصبحت فيه كرة القدم صناعة، وباتت فيه اللعبة محددة بإطار برواز يحتضن صورة كاملة المعالم.
عدد اليوم
