الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أشجار معمرة تأكل من كعكة المزادات الكبرى

أشجار معمرة تأكل من كعكة المزادات الكبرى
24 أكتوبر 2008 22:40
تشهد أسواق المزادات الكبرى في أوروبا وأميركا هذه الأيام نشاطاً محموماً يفسره المحللون بأنه يعود إلى الزيادة الكبيرة في أعداد أصحاب الملايين والمليارات في العالم، ويبدو دخول الأشجار النادرة حلبة المزادات كأحد عوارض هذا النشاط· وفيما شهدت لندن قبل أيام جلسة مزادات لافتة نظمتها شركة (سوثيبي) لبيع أكثر من 75 سيارة كلاسيكية نادرة، بالإضافة إلى جلسة أخرى لبيع أعمال تشكيلية لفنانين تشكيليين من الشرق الأوسط، فإن من المنتظر أن تنظّم في دبي في الثلاثين من الشهر الجاري جلسة مزادات ضخمة للأعمال الفنية· وشهدت أسواق المزادات العالمية في الرابع من شهر أكتوبر الجاري حدثاً غريباً كانت باريس مسرحاً له عندما عمد بيت المزادات الفرنسي (آرتكوريال) إلى تنظيم مزاد عرضت فيه 210 أشجار نادرة تتميز كل منها بضخامة الحجم وجمال المظهر وفنيات التجميل والتشذيب وتصلح للغرس الفوري في الحدائق العامة والقصور· ولكل واحدة من الأشجار المعروضة سيرة حياة خاصة بها تشتمل على إظهار أصلها وتاريخ غرسها والرعاية الغذائية والصحية التي خضعت لها حتى أصبحت جاهزة للعرض في هذه المناسبة المهمة· وجاءت كافة الأشجار المعروضة من مشتل متخصص يدعى (لو دومان دو روشيت) يقع على بعد 300 كيلومتر جنوب غرب باريس· وبلغت عوائد المزاد الذي استمر لبضع ساعات فقط 893 ألف دولار (659 ألف يورو)· وبيعت بعض الأشجار بمبلغ 14800 يورو؛ وهو المبلغ الذي رسا عليه مزاد شجرة منجوليا (آلبا سوبيربا) بعد أن تجاوزت السعر المتوقع لها والبالغ 12 ألف يورو· ويقول فرانسيس بريست الذي شارك في تنظيم المزاد ''إن من المهم جداً الإشارة إلى أن هذه الأشجار التي تباع هنا ليست عادية، بل مهجنة من أنواع أصيلة نادرة، وخضعت خلال نموها لاهتمام خاص من خبراء متخصصين· ويمكن القول بكلمة أخرى إنها جاءت نتاجاً لبحوث مضنية دامت لبضع سنوات''· ويرى خبير أسواق المزادات نازانين لانكاراني أن هذا الإقبال على شراء الأشجار النادرة يعكس ظاهرة تحول الزراعة الجمالية وتنظيم الحدائق إلى فن تشكيلي لا يقل أهمية عن فن رسم اللوحات أو نحت التماثيل· وليس هذا المزاد هو الأول من نوعه، بل أصبحت الأشجار المتميزة جمالياً وتاريخياً تحظى بقيمة كبيرة في المزادات وعروض الشراء الخاصة· وتشتهر هذه السوق في إسبانيا التي تشهد إقبالاً كبيراً على شراء أشجار الزيتون المعمرة التي يفوق عمر الواحدة منها الألفي عام في بعض الأحيان، وبما يعني أنها زرعت في البدايات الأولى للتقويم الميلادي· ومع هذا الاهتمام الكبير الذي تحظى به الأشجار النادرة، أصبح بعض مشاهير مهندسي الحدائق الذين يعملون في هذا المجال يفضلون أن يطلق عليهم اسم (البستاني) بدلاً من (المهندس)· ومن أشهر هؤلاء مهندس فرنسي يدعى باسكال كريبيه الذي سجل مآثر كبرى في تنظيم الحدائق الشهيرة مثل (حديقة تويري) الرائعة التي تمتد من متحف اللوفر حتى قوس النصر (الكونكورد) في باريس؛ ويعود تاريخ تصميمها وإنشائها للقرن السابع عشر على يدي الفنان أندريه لو نوتر· ويشرح كريبيه خصوصيات الفن الذي يعالجه فيقول ''لا بد من ملاحظة الفرق الكبير بين الحدائق التي يشيّدها الناس، والطبيعة· وتختلف مهمتي تماماً عن تصميم الحدائق العامة التقليدية التي تكون في واقع الأمر نتاجاً للخيارات والقرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لأنني أقوم بدلاً من ذلك باستحضار الحسّ الطبيعي السليم إلى الحدائق التي أبتدعها· وللحديقة في نظري قيمة تاريخية عالية لأنها تعتبر متحفاً يربط بين الحاضر والماضي السحيق· ولهذا السبب فإن تنظيمها يتطلب قدرات فنية وثقافية عالية''· عن (إنترناشونال هيرالد تريبيون)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©