الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التركي الأكثر طلباً·· و الأفغاني الأغلى

التركي الأكثر طلباً·· و الأفغاني الأغلى
24 أكتوبر 2008 22:43
تتجمع في سوق السجاد في منطقة ''ميناء زايد'' محال متلاصقة تضم أصنافا مختلفة من السجاد الذي تراوح أسعاره بين 100 درهم للقطعة العادية، و2000 درهم أو أكثر للسجادة المشغولة يدويا· وليس ضروريا أن يترجل الزبون من سيارته ليختار التصميم الذي يريده أو اللون الذي يبحث عنه· فيكفي أن يخفف سرعة المحرك، ويضرب ''هرن'' من خلف المقود حتى يأتيه عامل من على يمينه وآخر من على يساره· الجميع يعرضون المساعدة والجميع مستعدون للتفاوض على الأسعار، ومنهم لا يمانعون بعد بيع أي سجادة من تبديلها مرة واثنتين وثلاث· وكله في سبيل ''رضا الزبون · ويمكن اعتبار طريقة التعامل مع زبائن السوق كخدمة فندقية فئة خمسة نجوم، والسبب، وفق تجار فيه، أنهم يسعون لكسب الزبون بالتصرف معهم وكأنهم ضيوف في مساكنهم خصوصا أن جميع العاملين في مهنة بيع السجاد، من بائعين وحمالين ومحاسبين ينامون في موقع العمل· وتعتبر الطبقة العلوية لكل محل، مسكنا مناسبا لهم يتقاسمونه للمبيت موفرين على أنفسهم أعباء الإيجارات والمواصلات· ويفتح سوق السجاد أبوابه يوميا تمام التاسعة صباحا ويغلقها في العاشرة ليلا، وتتخلل ساعات الدوام فترة استراحة عند العصر· يستلقي خلالها العمال على أبسط يمدونها صيفا داخل المحال، ويفترشون بها الأرصف خلال أشهر البرد حيث يتبادلون الأحاديث عن حركة السوق· ومع أنهم جميعا من الجنسية الأفغانية ويعرفون بعضهم بعضا عن كثب، الا أنهم ليسوا بالضرورة أصحابا على الدوام· وبمجرد أن يشعر الواحد بينهم أن جاره استرزق من زبون كان قد اشترى من عنده في السابق، حتى يبدأ بالاعتراض عليه وقد تصل الأمور بينهما الى حد ''القطيعة · السجاد الأكثر طلبا يقول نظير خان، صاحب أحد محال بيع السجاد، إن ''أكثر أنواع السجاد المطلوبة هي التركية لأنها تلبي مختلف الأذواق خصوصا أنها متوفرة بأحجام كبيرة تناسب البيوت الواسعة والمجالس الخاصة والقاعات العامة''· وأغلى سجادة باعها منذ فترة كانت بـ 900 درهم، وقد اشترتها سيدة بنية تقديمها هدية بمناسبة زفاف أحد الأقرباء· ويذكر شيدل خان، الذي يعمل في هذه المهنة منذ 7 سنوات أنه '' كلما كانت السجادة غنية بالرسومات، كلما ازداد الطلب عليها· والنوع البلجيكي هو الأكثر طلبا· فبالرغم من ارتفاع سعره اذ تصل القطعة الواحدة منه الى 1400 درهم، الا أنه مرغوب بسبب نعومة وبره''· ومن الموقع نفسه الذي يضم أكثر من 40 محلا، يورد أكبر سرادار أن أغلى أنواع السجاد المتوفـرة في السوق، هي تلك القادمة من أفغانستان، والتي لم تعد متوفرة بكثرة كما في السابق· ويقول: ''تبدأ أسعارها بـ 700 درهم وقد تزيد عن 2000 درهم للسجادة الواحدة· والسبب أن هذه الأصناف تنفد بسرعة، وفي كل مرة لا بد من الانتظار ما بين 4 و6 أشهر لمعاودة استيرادها من جديد''· وتعتبر ليلى البدوي، المتزوجة منذ 20 عاما، أن السجاد يشكل عنصرا مهما لتزيين غرف النوم والجلوس، ولا بد من اختيار النوعية الجيدة منه والتي تدوم لسنوات قبل أن تتلف· وبالنسبة لها فهي تفرش بيتها بالسجاد صيفا شتاء لأنه ''يضفي رونقا خاصا على الديكور العام، ويشيع جوا من الراحة والاناقة ويخفف من الضجيج الذي يحدثه الأبناء أثناء اللعب''· وتوافقها الرأي ميسون علي التي تعشق القطع الصغيرة من السجاد· تقول: ''أفضلها عن الأحجام الكبيرة لأنها عملية ولا تربكني أثناء التنظيف، كما أنني سريعة الملل وأرغب دائما بتجديدها ونقل القديم منها من غرفة الى أخرى بقصد التغيير''· وترى أن ''السجاد من أهم مفردات الديكور التي تمنح المنزل فخامة ولاسيما الأنواع النادرة منه والتي لا تقدر بثمن · ويقول اسماعيل البنا، وهو تاجر بناء كان يختار مجموعة من قطع السجاد التركية والأفغانية: ''الأصناف هنا ممتازة، ولا بد من البحث جيدا بين المعروض لانتقاء الأنواع الجيدة والمضمونة· وبحكم خبرتي الطويلة في هذا المجال، أستطيع معرفة السجادة الأصلية بمجرد اللمس''· وينصح العائلات التي مازال أبناؤها صغارا أن تستعيض عن ''الموكيت'' بقطع من السجاد القطني ''منعا للحساسية· ويوضح ''هذا ما فعلته منذ فترة واكتشفت أن الغرفة المفروشة بالسجاد تمنح الشعور ببيئة صحية خالية من الغبار''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©