الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سهرات صاخبة تتحول إلى مراتع للمنشطات القاتلة

سهرات صاخبة تتحول إلى مراتع للمنشطات القاتلة
17 يوليو 2010 21:28
مع اشتداد حرارة الصيف وشد الأسر والشباب الرحال إلى وجهاتهم السياحية المختلفة لأخذ قسطهم من الراحة وإيجاد متنفسات يروحون بها عن أنفسهم، مما تراكم لديهم من تعب في العمل أو الدراسة، تفضل فئات عديدة من شباب الجيل الجديد اتباع نمط خاص خلال العطلة الصيفية، فيقضون نصف النهار على الشواطئ والمتنزهات، والليل بكامله في الحفلات والسهرات الصاخبة التي لا لغة لها إلا لغة الجسد ولا نشاط فيها غير الرقص والتدافع في مساحات رقص ضيقة، تفوق فيها حرارة الراقصين والمتدافعين أي درجة برودة للتهوية وسط أضواء قوية ساطعة تظل تبرق طيلة الليل وتبرق معها عيون الراقصين الذين يتنقل عدد منهم بين عوالم مختلفة، بسبب ما يتناولونه من منشطات تساعدهم على مواصلة الرقص والانتشاء طوال الليل، ولعل أكثرها تداولاً في الوقت الراهن حبوب «إكستسي/ الانتشاء». لا تخلو حالة الانتشاء والصخب التي تسيطر على هذه التجمعات والتي لا يتكيف معها إلا الشباب المفعمون بالحيوية والنشاط من مخاطر، فقد توفي أحد اليافعين الشهر الماضي خلال حضوره إحدى السهرات التي أقيمت في أحد مسارح لوس أنجلوس بسبب تناوله منشط «إكستسي» والنشوة المفرطة التي سببها له، ولم تعد سيارات الإسعاف تبارح مواقف مسارح هذه الحفلات التي تستقطب في الصيف عشرات الآلاف من الشباب حتى تكون على أهبة الاستعداد لتقديم الإسعاف اللازم لمن يغمى عليهم، أو لمن يصابون بنوبات تستدعي نقلهم إلى المستشفيات والعيادات القريبة لتلقي العلاج في قسم الطوارئ أو غيره من الأقسام الطبية، وخلال إحدى السهرات التي استغرقت يومين في مسرح «ميموريال» بلوس أنجلوس الشهر الماضي وحضرها ما يقارب 185000 مشارك، نقل 120 منهم إلى المستشفيات، وتبين بعد الفحص والتشخيص تعرض بعضهم للتسمم بسبب جرعات زائدة من منشط «إكستسي/ الانتشاء» الذي ينتشر في معظم هذه السهرات الراقصة والحفلات الليلية رغم منع كل البلدان تناوله وتجريم تداوله، باستثناء حالات نفسية خاصة تكون مشروطة بوصفة الطبيب المعالج، ومن بين الحالات التي نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، كانت هناك فتاة لا يتجاوز عمرها 15 عاماً توفيت بسبب هذا المنشط، وفي رأس السنة من العام الماضي، تجمع في أحد المسارح الرياضية بلوس أنجلوس أيضاً حوالي 45000 مشارك ونقل عدد منهم إلى المستشفيات والعيادات المجاورة، ووجد الأطباء احتواء دم 18 شخصاً منهم على منشط «إكستسي/الانتشاء»، وتوفي منهم شاب يبلغ عمره 24 سنةً في اليوم التالي. وليس من السهل حصر عدد الشباب الذين يتوفون بسبب هذا المنشط نظراً لأن متعاطيه قد يكون تناوله مع أنواع أخرى من المنشطات، ونظراً أيضاً لأن اختبارات تحليل الدم لا تجرى لجميع المتوفين. وتقول جين ماكسويل، باحثة في تأثير المخدرات والمنشطات على الصحة في جامعة تكساس «شهدت العشرون سنة الماضية إجراء العديد من البحوث والدراسات حول تأثير منشط«إكستسي/الانتشاء» وتراكم لدينا بفضلها كم من المعلومات، وهو ما أتاح لنا القيام بحملات توعوية وتربوية لتثقيف الشباب خاصة بخطورة تعاطي هذا المنشط وغيره، وتجنب تناوله حتى لو كان ذلك موسمياً». التعريف «إكستسي» أو «الانتشاء» هو الاسم السائد لمخدر كيميائي اسمه «ميثلين ديوكسي ميث أمفيتامين»، وهو مركب كيميائي يتداول منذ 100 سنة، وقد بينت بعض الدراسات التي أجريت على البعض لمعرفة تأثيره على الإنسان عام 1970 أن مفعوله يوازي مفعول المثيرات العصبية وحبوب الهلوسة، وتجري حالياً دراسات أخرى لمعرفة الآثار النفسية والفيزيولوجية لهذا المنشط المخدر على متعاطيه، ومساعدته بعد العلاج على التعافي نفسياً والخروج من حالة الكآبة التي قد تسيطر عليه. المفعول والتأثير يستخدم معظم الشباب هذا المنشط في مناسبات خاصة لزيادة الشعور بالفرح والانتشاء والإثارة، فبمجرد أن يتناوله الشخص يحس بطاقة كبيرة وبعاطفة جياشة، وترتفع مستويات مداركه الحسية ويزيد شعوره بمن حوله وإحساسه بقربه منهم، غير أنه يمكنه أيضاً التسبب لصاحبه في الغثيان والتعرق والتشنج العضلي والقلق، وعلى المستوى البدني، يزيد هذا المنشط من ضربات القلب وضغط الدم، كما أنه قد يسبب الجفاف ويغير مستوى الملح في الجسم، وفي الحفلات الصاخبة، تزداد حرارة الجسم وقد تصل إلى درجات تهدد معها حياة الشخص، وتزيد مخاطر هذا المنشط في مثل هذه الحفلات نظراً لأن مستخدمه لا يراقب كمية ما يتناوله من هذه الحبوب، كما أن تناوله مع مثيرات أخرى تحتوي على الكافيين والهيستامين يشكل خطورة مضاعفة على صاحبه. أعراض التسمم يقول د. جروب «إن غالبية الأشخاص الذين يجري الكشف عليهم عندما ينقلون إلى المستشفى يكونون في قمة الهدوء ومنتهى اللطف، وتبقى هناك قلة قليلة من الذين تكون ردود فعلهم مختلفة، ويكون ذلك عادةً علامةً على أزمة عصبية، فقد يكون الشخص كئيباً جداً أو يشعر بألم في صدره أو يجد صعوبة في التنفس». التسبب في الوفاة في بعض الحالات النادرة، يتسبب منشط «الانتشاء» أثناء السهرات الصاخبة في رفع حرارة الجسم إلى درجة عالية جداً، وهو ما قد تنتج عنه الوفاة، ولا يعرف الأطباء والعلماء إلى الآن سبب التغيرات التي تحدث في الجسم بسببه، لكنهم يفترضون أن الصخب والضجيج والتدافع الذي يسود هذه السهرات في مساحات تضيق بأصحابها وتقل التهوية وينغمس فيها الحاضرون في الرقص الجنوني المتواصل دون شرب سوائل، قد ترفع حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة، وعندما يحصل ذلك، يتخثر الدم وتصبح بعض أعضاء الجسم عاجزة عن أداء وظائفها، وقد تحدث نوبات مرضية أو سكتات قلبية، وهي كلها حالات قد تعقبها الوفاة. الحالات الآمنة يعتقد العديد من الأشخاص أن المشكلات الصحية وبعض الحالات التي تحدث تقتصر على الأشخاص غير الخبيرين بكيفية تناول هذا المنشط والجرعة الآمنة منه، وهو طرح يزكيه عدد من الأطباء النفسيين الذين يستخدمون منشط «الانتشاء» ضمن مجموعة حبوب منشطة لعلاج بعض مرضاهم النفسيين. ويقول هؤلاء الأطباء من جهتهم إن أخذ المرضى النفسيين لهذا المنشط يكون آمناً باعتباره يتم تحت إشراف الطبيب المعالج، ومع احترام القدر الذي يحتاج إليه المريض بالضبط دون زيادة ولا نقصان، أما بالنسبة لاستخداماته خارج إطار العلاج، فتنطوي على بعض المخاطر، وذلك نظراً لأن المستخدم لا يعرف على وجه الدقة الكمية التي تتوافر عليها كل حبة من هذه الحبوب، وهو ما أثبتته دراسة حول المنشطات والمخدرات والكحول نشرت عام 2006 تم خلالها فحص 1214 حبة من حبوب منشط «الانتشاء» التي بيعت خلال الفترة ما بين 1999 و 2005، وتبين أن 39% من هذه الحبوب تحتوي على منشطات كيميائية عادية، و15% كانت مزيجاً بين مكونات منشط «الانتشاء» ومكونات أنواع أخرى من المثيرات العصبية، في حين كانت 46% من هذه الحبوب لا تحتوي البتة على المكونات الشائعة التي يحتوي عليها منشط «الانتشاء» المعروفة. مواقع «معلوماتية» تزود بعض المواقع الإلكترونية متصفحيها بمعلومات حول الأدوية والمهدئات والمثيرات المتداولة، ويتحدث بعضها عن منشط «الانتشاء» بالتحديد، مثل موقع ecstacydata.org، ويمكن للمرضى إرسال نماذج من هذه الحبوب التي يتناولونها لتحليل محتوياتها وكميتها، كما يوفر هذا الموقع صوراً لأنواع المهدئات والمنشطات المتداولة ويعرض أسماءها الشائعة ومحتويات ومكونات كل واحد منها، وسبق أن وجهت لهذه المواقع تهم بالتشجيع على تناول المنشطات والمهدئات، إلا أن أصحابها وبعض الأطباء الآخرين يردون على هذه التهمة بالقول «إن هذه المواقع تتوخى توفير المعلومة الدقيقة حول محتويات ومكونات هذه المواد للجيل الجديد من الشباب، حمايةً له من تعريض حياته للخطر بسبب تناول جرعات زائدة» مشبهين هذه المعلومات بأجهزة الوقاية من مرض الإيدز. عن «لوس أنجلوس تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©