صالح أبوعوذل (عدن)
قال خبراء وكتاب يمنيون، إن قيام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بحظر جمعيات يمنية تابعة للإخوان دليل على إدانة جماعة الإخوان في اليمن بدعم وتبني الجماعات المسلحة، بتمويل من الدوحة وأنقرة. وكانت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، (السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قد أصدرت الثلاثاء قائمة جديدة لأفراد وكيانات إرهابية، تضاف إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها، وأكد بيان الدول الأربع «الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قررت في إطار التزامها الثابت والصارم بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله وملاحقة المتورطين فيه، ومكافحة الفكر المتطرف وحواضن خطاب الكراهية، واستمراراً للتحديث والمتابعة المستمرين فقد أعلنت الدول الأربع تصنيف 9 كيانات و9 أفراد تُضاف إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها».
وورد ذكر ثلاثة كيانات هي مؤسسات وجمعيات خيرية «مؤسسة البلاغ الخيرية»، «جمعية الإحسان الخيرية»، و«مؤسسة الرحمة الخيرية»، ومن الشخصيات ذكرت القائمة القيادي البارز في إخوان اليمن عبدالله محمد علي اليزيدي، وأحمد علي أحمد برعود، ومحمد بكر الدباء.
ومن جانبه، قال مصدر أمني مسؤول في حضرموت لـ «الاتحاد» «الشخصيات التي جرى تصنيفها من قبل الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب سبق وتم اعتقالها بتهمة الإرهاب في حضرموت». وسقطت جماعات مسلحة من القاعدة محافظة حضرموت شرق عدن، أثناء الاجتياح العسكري للحوثيين وقوات صالح لمدينة عدن في مطلع أبريل 2015م، الأمر الذي تقول قوات النخبة إنه كشف علاقة الإخوان بتلك الجماعات.
وجاء كشف علاقة الإخوان بالتنظيمات المسلحة في أعقاب تحرير حضرموت في أبريل من عام 2016م، اثر معركة عسكرية نفذتها وحدات عسكرية محلية ومن القوات المسلحة الإماراتية التي أدارت العملية العسكرية بقيادة اللواء فرج البحسني.
ومن جانبه، أشاد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية صبري بن مخاشن بخطوة تصنيف الجمعية الإخوانية حتى وان جاءت متأخرة. وقال لـ«الاتحاد» «نحيي الجهود والخطوات الصادقة والعملية لمحاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية وضرب منابع التمويل المالي ومراكز نشر الأفكار المتطرف التي أصبحت تشكل تهديداً خطيراً جداً على الأمة وأمنها واستقرارها».
وأضاف: «نشيد ونثمن الخطوات التي اتخذتها دول محاربة الإرهاب وفي مقدمتها الإمارات والسعودية ومصر والبحرين ونطالبها بالتسريع في اجتثاث هذه الأورام الخبيثة من جسد الأمة الطاهر».
من جهته، قال نوار أبكر من مركز عدن للبحوث الاستراتيجية، إن «قائمة الحظر الأخيرة التي أعلنتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، تؤكد أن جماعة الإخوان في اليمن متورطة بشكل رئيس في جميع العمليات الإرهابية التي ضربت اليمن خصوصاً ما بعد الحرب، وهو إجراء انتقامي من القوات التي استطاعت هزيمة القوات الغازية». وأضاف أبكر في حديث خاص لـ «الاتحاد»: «الجمعيات والشخصيات الإخوانية التي تم تصنيفها من قبل الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب تؤكد أن الإرهاب الذي ضرب عدن تقف خلفه قطر والإخوان»، مطالباً الحكومة الشرعية باتخاذ إجراءات عملية ضد من ثبت أو له علاقة بالإرهاب.
الصحافي محمد بالفقيه رئيس تحرير موقع بوابة حضرموت، قال عن حظر الجمعيات الإخوانية: «كان أمراً موفقاً حظر نشاط هذه الجمعيات المشبوهة والتي تمكنت عبرها قطر من التغلغل في حضرموت وغيرها من المحافظات بشكل كبير، وقامت من خلالها بدعم نشاط التنظيمات الإرهابية تحت غطاء مساعدة الفقراء والمحتاجين». وأضاف «هذا القرار ليس غريباً على الإطلاق، فقد قامت الأجهزة الأمنية في حضرموت في أوقات سابقة بحظر نشاط عدد من الجمعيات الممولة من قطر واعتقال المسؤولين عنها بعد إثبات تهمة الإرهاب عليهم». وقال «يتضح يوما بعد يوم دور قطر الخطير في اليمن، وقد فضحت هذه الجمعيات المشبوهة قطر ودعمها للإرهاب، كما أن الأجهزة الأمنية في حضرموت تملك العديد من الدلائل التي تؤكد ارتباط قطر بعناصر خطيرة قامت بتنفيذ عمليات إرهابية وأقلقت السكينة العامة».
وتابع: «لا تسامح مع الإرهاب ومموليه، وقوات النخبة الحضرمية بالتعاون مع التحالف العربي يقومون بدور ميداني كبير في استئصال هذه البذرة الخطيرة التي زرعها النظام القطري لتهديد الأمن القومي في المنطقة، لذا نناشد العالم التعاون مع النخبة الحضرمية وبقية وحدات الجيش بتقديم المزيد من الدعم الاستخباراتي والتسليحي حتى يتم القضاء على آفة الإرهاب ويعم الأمن والاستقرار».
من جهته، قال الصحفي مراد محمد سعيد «يجب على الحكومة اليمنية أن تكون لها إجراءات عملية ضد أي جمعية أو مؤسسة مشبوهة». ووصف سعيد إجراءات الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب ضد قطر بأنها تستأصل الإرهاب من جذوره، مشيداً بتلك الجهود وطالب بتعزيزها إعلامياً.
عدد اليوم
