الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صالح السويدي لـ «الاتحاد»: أبنائي يهزمونني في رمضان

صالح السويدي لـ «الاتحاد»: أبنائي يهزمونني في رمضان
10 يونيو 2018 20:09
نسرين درزي (أبوظبي) في شهر رمضان أكثر من سبب يجعل أيام صالح أحمد السويدي، سفير الدولة لدى ويلينغتون، مليئة بالتشويق والترقب. وبالرغم من إقامته في قارة أبعد ما يكون جغرافياً عن العالم الإسلامي، فإنه يعيش فيها طقوسه الإماراتية بكل حذافيرها. وهو يستغل شهر الصيام بإقامة الصلوات جماعة في بيته بسبب بعد المساجد، ويبتعد كلياً عما يمكن أن يعكر مزاجه مستعيناً على ذلك بالإكثار من الاستغفار. أما الحدث الأبرز الذي يجعله يتسابق مع الزمن في رمضان، فهو الدخول في تحدٍ مع أفراد أسرته على من يختم القرآن أولاً. وكما يقول فإنه غالباً يُهزم ويكون آخر الخاتمين بينهم بسبب انشغالاته والتزاماته الدبلوماسية، ومع ذلك لا يستسلم ويجد تحفيزاً آخر لأبنائه؛ إذ يتنافس معهم على من يحقق أكبر قدر من المبادرات الإنسانية والسلوكيات الداعية إلى أعمال الخير بشتى أشكالها. زيارات تفسيراً للمشهد النابض الذي يعيشه السفير صالح أحمد السويدي خلال هذه الفترة من السنة، لفت إلى أن الدبلوماسي الإماراتي يحاول عموماً الاندماج في أجواء رمضان خلال عمله في الخارج حسب العادات والتقاليد التي يتميز بها كل بلد. وعن نفسه يضع نصب عينيه تحقيق الأهداف الروحانية التي يرجوها في هذا الشهر الفضيل، وتمثيل الدولة أفضل تمثيل، إظهاراً لأخلاق شعبها وتقاليده. وقال إنه شخصياً يعمل على تعويض افتقاده لأجواء رمضان الجميلة بين الأهل والأصدقاء في الإمارات من خلال تكثيف لقاءات الإفطار مع موظفي السفارة والبعثات الخليجية العربية والإسلامية. كما يكثر من الزيارات بعد صلوات التراويح إلى بيوت رؤساء البعثات. الرحمة والتعايش وأورد السفير صالح أحمد السويدي أن فعاليات سفارة الإمارات في نيوزيلندا خلال شهر رمضان تنشط في الإشراف على مشاريع موائد الرحمن التي تقدمها المؤسسات الوطنية الخيرية، وأشار إلى أن السفارة تواصل برامجها الإنسانية الداعمة للجاليات المسلمة، وكانت الانطلاقة عام 2017 ضمن مبادرة عام الخير مع بدء العمل على توسيع الأنشطة الخيرية في مدن نيوزيلندا والباسيفيك، وتحديداً في فيجي ومملكة تونغا. وقال: «أحرص وإخواني الدبلوماسيين على حضور الإفطارات في مدن نيوزيلندا وفيجي، وأسعد بالأثر الإيجابي الذي تتركه هذه التجمعات في نفوس الأقليات المسلمة في البلدان البعيدة عن العالم الإسلامي». وتشمل الإفطارات الجماعية دعوة الطلبة العرب والخليجيين والآسيويين الدارسين في مدن نيوزيلندا. وتكريساً لمفاهيم الرحمة والتعايش والتسامح، تنظم السفارة سنوياً في رمضان مأدبة إفطار عامة بأوكلاند تدعو إليها سكان المدينة من مختلف الأديان للتعريف بروحانية رمضان وتعاليمه النيرة. رمضان في ساو باولو وعلى عكس ما يظنه البعض بأن العمل في السفارات يقل خلال شهر رمضان، أكد سفير الدولة لدى ويلنغتون أن إنتاجيته تزداد بسبب بقائه وزملائه في المكتب حتى موعد الإفطار، على الرغم من تقليص ساعات العمل للموظفين المحليين. وقال إنه لا ينكر تفكيره بالطعام من وقت لآخر أثناء عمله لساعات إضافية في السفارة، وخصوصاً الأطباق الشعبية التي يشتد الحنين إليها في رمضان. وأكثر ما يشتهيه الثريد والهريس والبرياني على أنواعه، مع اللقيمات والقشطة وأصناف التمور. وأوضح السفير أن طبيعة البلد الذي يعمل فيه الدبلوماسي تفرض عليه ظروف الابتعاد عن الأجواء التي يحب أن يعيشها مع عائلته في رمضان. واعتبر نفسه محظوظاً لأن أفراد أسرته يرافقونه في معظم محطاته الخارجية، الأمر الذي يهوّن عليه الشعور بالغربة لأنه يكون محاطاً باهتمامهم به ورعايته لهم. وقال السفير: «أذكر أنه خلال عملي في مدينة ساو باولو البرازيلية قضيت أشهر رمضان وحيداً، كان الأمر في غاية الصعوبة. وكنت أشغل نفسي مساءً مع الأصدقاء من الجاليات المسلمة لعدم وجود بعثات عربية وخليجية في البرازيل. وبالمقارنة فإن طبيعة الصيام في ويلنغتون أفضل بكثير لتنوع ملامح الشهر الفضيل في عدد من شوارعها». مشاهد من الطفولة ويتميز رمضان بمكانة مهمة في ذاكرة السفير صالح أحمد السويدي الذي يستحضر مشاهد من الطفولة المبكرة، حيث كان الصيام بالنسبة له تحدياً للذات وسط الأقارب والجيران. وهو لطالما انتظره بشغف لكونه شهراً يشجع على التواصل الجماعي واليومي مع أفراد الأسرة، سواء على الإفطار أو السحور. وهو في البال مناسبة حتمية للقاء الأصدقاء بعد صلاة التراويح، وأفضل أشهر السنة طلباً للبركة والتوفيق وسعياً للعمل الإنساني ومبادرات الخير. ويرى السفير أن رمضان لم يتغير بالمبدأ، حيث لا يزال شهر الصيام والقيام والتراحم، وإنما الذي تغير فعلاً بين الناس هو تراكم تجاربهم وتقدمهم في السن. وهذا برأيه ما يجعل البعض ينتقدون الوجه العصري للحياة في شهر رمضان. وقال: «من الطفولة إلى الشباب وسن النضوج وتفاقم المسؤوليات تتغير الاهتمامات وتتبدل الأولويات، ومن هنا يتعذر على كثيرين القيام بكامل مسؤولياتهم العائلية والاجتماعية والوظيفية». واعتبر السفير صالح أحمد السويدي أن المشاغل التي تزداد مع التقدم في السن تقلل من القدرة على استغلال الشهر الفضيل بشكل وافٍ في أعمال الخير وتعزيز الروابط الأسرية والتواصل وصلة الرحم، والعزاء الوحيد بالنسبة له كدبلوماسي تبعده الارتباطات المهنية عن أجواء الأهل في رمضان، أنه يلبي خدمة الوطن وشعب الإمارات وهذا أجر يرتجيه من الله عز وجل. علاقات ثنائية ذكر السفير صالح أحمد السويدي أن أعمال السفارة في نيوزيلندا تسير بشكل طبيعي خلال شهر رمضان والأعياد، حيث تتواصل المعاملات واللقاءات الرسمية الرامية إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع هذا البلد الصديق. مظاهر روحانية يرى سفير الدولة لدى ويلنغتون أن شهر رمضان يعزز بشكل استثنائي اللحمة مع أفراد عائلته المرافقين له في نيوزيلندا. كما يرفع من وتيرة تواصله مع زملائه الدبلوماسيين في البعثات العربية والخليجية والإسلامية، حيث تجمعه وإياهم مظاهر روحانية واحدة تملأ فراغ البعد عن الأوطان والأهل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©