الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوادر انفراج سوداني

24 أكتوبر 2008 22:50
أخيراً انعقد اللقاء الذي أطلق عليه اسم ''ملتقى أهل السودان'' لبحث أزمة دارفور بغية الوصول به إلى حل يعبر عن رغبة أكبر عدد ممكن من المنظمات السياسية السودانية الوطنية، وكذلك التشكيلات التي تتحدث باسم أهل دارفور· افتتح هذا الملتقـى بالخرطوم يوم الخميس الماضي، ثم انتقل ليعقــد جلساتــه في مدينة صناعة السكر (كنانة) على النيل الأبيض جنوب العاصمة، وكان أن تفرع اللقاء إلى عدد من اللجان المتخصصة التي بدأت الآن عملها، وقد شاركت في الملتقى أغلبية الأحزاب السياسية المعارضة، ولم يتخلف عنه إلاّ حزبان (المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي، والحزب الشيوعي السوداني)، ويرى قادة هذين الحزبين ألا جدوى من هذ اللقاء طالما عارضه وقاطعه أبناء دارفور الذين يحملون السلاح ضد الحكومة· ونقول: أخيراً تم ذلك اللقاء لأننا، ونحن نتابع الأحداث، نذكر أن أحزاب المعارضة اقترحت قبل 13 عاماً عقد هذا المؤتمر لنفس الغرض، وظلت تطالب بذلك بصورة مستمرة، لكن ظل قادة ''حزب المؤتمر الوطني'' (الحاكم) يرفضون الفكرة من أساسها دون أن تكون لهم حجة مقنعة، لكن الواقع الحالي، وأهم سماته أن الحكومة تواجه مأزقاً في الداخل والخارج لا سبيل لمواجهته إلاّ بحشد أكبر عدد من الفعاليات السودانية خلفها، لهذا كان اقتراح أو مبادرة السيد رئيس الجمهورية بعقد هذا اللقاء في خطاب أعلنه في دارفور قبل نحو شهرين· ووفق ما هو مرسوم ومتوقـــع، فإن حصيلــة هذا اللقاء وكل ما يتوصل إليه من حلول للأزمة في جوانبها المتعددة، سيكون هو مرجعية الوفـــد الذي سيمثل الحكومة في المفاوضات المرتقب إجراؤها في العاصمة القطرية في وقت لاحق، وهي المفاوضات التي يتزايد الأمل أن يحضرها ويشترك فيها ممثلو الحركات المسلحة في دارفور· ومشاركة هؤلاء ما زالت معلقة وغير مؤكدة، لأنهم من جانب يقولون إنهم يثقون في دولة قطر وقيادتها للتفاوض، لكنهم لا يثقون في جامعة الدول العربية التي يتهمونها بأنها التزمت جانب حكومة السودان ضدهم منذ أن بدأ هذا الصراع المسلح قبل 5 أعوام· لكن يبقى الأمل أن شبه إجماع أهل السودان على مشروع يطرح عليهم للتفاوض، قد يكون حافزاً لهم على القبول والتوجه إلى الدوحة· ومن الإشارات الإيجابية أن قدراً من الوقت سيتوفر للإعداد لمفاوضات الدوحة لإنهاء مشاورات ملتقى أهل السودان، وذلك لأن محكمة الجنايات الدولية طلبت من مدعيها العام أوكامبو -بعد قراءة مذكرة الاتهام التي قدمها- أن يعزز ويقدم ما قد يكون لديه من أسباب تبرر توجيه الاتهام لعمر البشير رئيس جمهورية السودان، وربما يحتاج أوكامبو شهراً كاملاً لتنفيذ تلك المهمة، ثم تبقى مهلة عدد من الأسابيع بعد ذلك لتتخذ المحكمة قرارها بتوجيه الاتهام أو بالتخلي عنه· كل هذا يصـــب في خانـــة التوجــــه نحو الحل، لكن يبقى أولاً وقبل كـــل شيء أن يلتزم ''حزب المؤتمــر الوطني'' التزاماً تاماً بتبني المقترحات التي يصل إليها أغلب المشاركين في ملتقى أهل السودان، وأن يعجل بتنفيذ أيّ بنود يكون قد اقترحها الملتقى وتقع ضمن سلطاته التنفيذية· محجوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©