الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرعد» ظاهرة كونية من جند الله

«الرعد» ظاهرة كونية من جند الله
10 يونيو 2018 20:09
القاهرة (الاتحاد) الرعد من آيات الله البينات، أفرد القرآن الكريم سورة كاملة باسمه، ‏من ظواهر عالم الوجود الجديرة بالاهتمام، ظاهرة كونية طبيعية، واحدة من جند الله، يسبح بحمد ربه، بطريقة لا يعلمها إلا هو، خاضع لأوامره، ضارع له مداوم على ذكره، اعترافاً لجلاله بالألوهية والربوبية والوحدانية، وبأنه خالق الكون والمتفرد فيه بالسلطان والمبدع له بعلمه وحكمته وقدرته. قال الدكتور عبدالله شحاتة «رحمه الله»، يدفع صوت الرعد إلى الخوف والتعظيم والرجاء لقدرة الخالق، وهذا من الإعجاز في التصوير النفسي الذي أوضحه القرآن من خلال آياته الكونية العظيمة، والرعد هو ذلك الصوت المفرقع المدوي، أثر من آثار الناقوس الكوني، الذي صنعه الله أياً كانت طبيعته وأسبابه، فهو من صنع الله في هذا الكون، يشهد بقدرة الخالق وعظمته، وصوت الرعد تسبيح، وقد انضم بحمد الله إلى تسبيح الملائكة، من خوفه وتعظيمه، وإذا أمعنا النظر في موقع كوكب الأرض من الأجرام السماوية أدركنا أن كل شيء في هذا الكون قد خلق بقدر معلوم ودقة متناهية وحكمة مدبرة. وهناك القليل ممن يولي أدنى‏ اهتمامٍ لهذه الظاهرة السماوية، لكن الحقيقة أن لها آثاراً وبركات جديرة بالاهتمام، قال تعالى: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ ...)، «سورة الرعد: الآية 13»، يقول‏ الراغب: إن الرعد هو صوت الغيوم، وتتزامن مع العواصف القوية كتل منها، فتغطي أعالي الجو القريبة من الأرض، فيصبح مظلماً، وتتولد شحنات كهربائية نتيجة تلاطم الرياح، وتهتز الأرض والجو بسبب صوت الرعد المتتابع، والغيوم المتراكمة في طبقات الجو السفلى‏ كثيفة ومحملة بكثير من قطرات الماء الكبيرة لذلك تكون ثقيلة للغاية على‏ الرياح المحركة. وهذه الظاهرة ليست مسألة عادية، بل تنبئ عن علم وقدرة الله تعالى‏، القائل: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ...)، ذلك الصوت المدوي من الناموس الكوني، يحمد ويسبح، لأن‏ التسبيح يعني التنزيه عن كل عيب ونقص، والحمد يعني شكره مقابل الكمالات، وعليه، فإن صوت الرعد يتحدث عن الأوصاف الجمالية والجلالية لله تعالى، يقول الفخر الرازي، فلا يبعد من الله‏ أن يخلق الحياة والعلم والقدرة والنطق، في أجزاء السحاب، فيكون هذا الصوت المسموع، من الأفعال الاختيارية لله سبحانه، كما هو تسبيح الجبال في زمن داود عليه السلام وتسبيح الحصى‏ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤكد العلماء أن ظاهرة الرعد فيها الكثير من الرحمة، وأيضاً فيها العديد من صور العقاب والعذاب، إن تحولت إلى صواعق مهلكة ونتجت عنها سيول جارفة، وهي تحدث بأوامر الله، وكذلك تتحرك وفق سننه وإبداعه في خلقه، تقدم صورة من صور تسبيح الكائنات والمخلوقات لخالقها، فهو حمد وتسبيح وتقديس لله، وخضوع لجلاله بالطاعة والعبادة، على الحقيقة لا على المجاز.وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد قال: «اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك»، وكان أبو هريرة إذا سمع الرعد قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده، وكان عبد الله بن الزبير إذا سمع الرعد، قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، إن هذا الوعيد شديد لأهل الأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©