«كانديان برس» التعاونية التاريخية معرضة للتحول إلى شركة تجارية

تعيش الشبكة الكندية الوطنية لخدمات الأخبار محطة تاريخية من شأنها تحويلها من النظام التعاوني الصحفي إلى مؤسسة تهدف إلى الربح، وذلك بعد مصاعب ماليـة متزايـدة أدت إلى خروج أعضاء رئيسيين مساهمين فيها، وتقديم ثلاث شركات جديدة عرضاً للاستثمار فيها، وتملكها مقابل التخلص من عجز المدفوعات، وقال موقع صحيفة «غلوب أند ميل» الكندية إن الشركات الثلاث الجديدة تسعى إلى تحويل «كانديان برس»، وهي الوكالة الإخبارية غير الربحية، التي تعمل وفق النظام التعاوني، إلى مؤسسة ربحية، لكنها ربطت نجاح ذلك بموافقة السلطات الفيدرالية الكندية، وبمصير المفاوضات مع النقابات العمالية المتوقع انتهاؤها في غضون شهرين. وقد أدت تحديات مالية ضخمة إلى بدء الشبكة المسماة «الصحافة الكندية» (Canadian Press) التي توفر الأخبار لجميع مؤسسات الإعلام الكندية، ببحث اقتراح بتحويلها إلى شركة ربحية بدلاً من تعاونية، وبموجب هذا العرض أو الترتيب ستكون «كنديان برس» مملوكة للشركات الثلاث ذات الحضور الواسع في حقل صناعة الإعلام في كندا، وهذه الشركات هي «سي تي في غلوبميديا» (CTVglobemedia) التي تملك صحيفة «غلوب أند ميل»، و«تورستار» (Torstar) التي تملك صحيفة «تـورنتو ستار» و«غيسكا» (Gesca) التي تملك صحيفة «لابرس». وكانت «كانديان برس» قد بدأت عملها ببث أخبار وتقارير صحفية من الخطوط الأمامية للحرب العالمية الأولى، أي منذ 93 عاماً، وهي خدمات كانت تشمل وسائل الإعلام الصغيرة والكبيرة على السواء، وفي عام 2006 قالت لجنة تقييم صناعة الصحافة في الكونجرس الكندي إن خدمات الوكالة كانت مهمة من حيث التوزيع الكوني للأخبار، على اعتبار أنها تتيح لوسائل الإعلام ضيقة النطاق الحصول على الأخبار الدولية في الوقت الذي تقدم فيه أيضاً قصصها الإخبارية عن المناطق النائية للمؤسسات الإعلامية الكبرى، ولكن الوكالة التعاونية واجهت في السنوات الأخيرة مصاعب مالية، كما أوقف مساهمون رئيسيون عضويتهم فيها بدءاً من عام 2007 مما أدى إلى فتح النقاش حول إعادة هيكلتها. وفي مذكرة داخلية للعاملين في الوكالة، قال بول وودز مدير الموارد البشرية إن أحوال إيراداتها ساءت بشكل متزايد، مشيراً إلى صعوبة الحفاظ على المساهمات لتشغيل مرافقها. وبعد انسحاب أعضاء أساسيين من التعاونية، تقدمت الشركات الثلاث، صاحبة الاقتراح الجديد، والتي تتمتع بحضور واسع في الإعلام الكندي، بعرض يقضي بتوظيف استثمارات نقدية كافية من أجل تشغيل «كانديان برس» مع هدف محدد، وهو تحقيق أرباح وتسديد العجز في مستحقات المعاشات التقاعدية للموظفين. وقد حصلت «كانديان برس» على موافقة فيدرالية في يناير 2009 من أجل تمديد دفع هذه المستحقات المتوجبة عليها وخفض عجز 34,4 مليون دولار من عام 2009 إلى عام 2011. كما وافقت الحكومة على تقديم برنامج مساعدة طويل المدى إذا نجحت عملية إعادة الهيكلة. وستقوم «كانديان برس» بالطلب من الحكومة الموافقة على جدولة مدفوعات خاصة لمدة 13 عاماً. لكن المستثمرين لن يوقعوا الاتفاق إلا إذا وافقت نقابة العاملين على بنوده. والتزمت الشركات الجديدة الثلاث «بضمان خطة المعاشات التقاعدية المستقبلية مدعومة بعملية تشغيل يمكن أن تلبي كل المتوجبات، وذلك عبر ضخ أموال نقدية». ومن أجل تطبيق إعادة الهيكلة فإن الشركات الثلاث المستثمرة طلبت موافقة «كانديان برس» على تصور لمعالجة مسألة الرواتب التقاعدية واعتماد نمط جديد لمساهمات الموظفين والمستخدمين مستقبلاً، وقد استأنفت الآن المفاوضات مع أعضاء النقابة، بعد أن كانت المفاوضات الجماعية قد تأجلت لدى تحضير الهيئة التعاونية خطة إعادة الهيكلة، وقد تم تحديد نهاية أغسطس المقبل لاستكمال هذه المفاوضات، بحيث يكون بالإمكان إكمال الاتفاق مع المستثمرين الجدد واقتراحهم بحلول أكتوبر القادم.