حسام محمد (القاهرة)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصيام جُنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين».
تقول الدكتورة عفاف النجار أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: الحديث ورد بصيغة أخرى في كتب السنة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها»، والمقصود من الحديث الشريف هو أن يكون صوم المسلم خالصاً وكاملاً فلا يكتفي بمنع نفسه عن الطعام والشراب فيما يؤذي الناس بلسانه أو يده، فيجب أن يحفظ صومه من اللغو وقول وفعل الزور ومن جميع المعاصي والسيئات التي تنقص ثواب الصوم، فالصوم الذي حدده الشارع الحكيم يقتضي الإمساك عن جميع المحرمات الحسية والمعنوية، ويقول جابر رضي الله عنه: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء»، لهذا ينبغي على الصائم أن يكون حريصاً على البعد عن كل ما يخدش صومه ويذهب ثمرته.
تضيف د. النجار: لا بد أن يتحلى الصائم بآداب الصيام ومن أهم الآداب العظيمة التي يحصنا عليها الصيام ترك النفاق والسباب والغضب والمشاتمة، وأن يكون حليماً مالكاً لنفسه، مسيطراً على مشاعره، متحفظاً من لسانه، لا يستثار ولا يغضب لأتفه سبب، ولا يخرج عن طوره في المضايقات والخصومات والمشاحنة على منافع الدنيا ومصالحها لأننا نفاجأ أن بعض الناس يغضب ويسب ويشتم وتضيق أخلاقه وقت صومه، فالصيام كأمر إلهي يهدف إلى تهذيب وتطهير القلوب وتزكيه النفوس حتى يصبح المسلم مخلصاً لدينه ودنياه ونافعاً لنفسه وللمجتمع وبذلك يسير على الطريق المستقيم.
وتقول د. النجار الصوم جُنة كما جاء في الحديث، أي الستار الذي يمنع المسلم من المحرمات، ولهذا
فلا بد أن ينصاع للأمر ويتعامل مع الصوم على أنه جُنة وستار يبتعد به عن مخالفة كل ما شرعه الله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بعدها: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل»، وقد فسر العلماء الرفث المقصود به الفحش في القول، وقال البعض المقصود به الفحش بالقول بين الزوج والزوجة، أو الكلام الذي قد يؤدي إلى انتهاك حرمة الشهر.
عدد اليوم
