الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت الكريتلية.. عربي أصيل يتفوق على العمارة الأوروبية

بيت الكريتلية.. عربي أصيل يتفوق على العمارة الأوروبية
10 يونيو 2018 19:43
مجدي عثمان (القاهرة) فوق جبل في الجهة الشمالية من مسجد أحمد بن طولون بالقرب من ميدان السيدة زينب وفي 4 ميدان ابن طولون، أنشأ المعلم عبدالقادر الحداد بيته في العام 1540م - 947 ه، والذي نُسب فيما بعد ل «آمنة بنت سالم»، حيث كانت آخر من امتلكت البيت، وإلى جواره وفي العام 1631م أقام محمد بن سالم بن جلمام الجزار وقد سجل اسمه وتاريخ بنائه على «إفريز» من الخشب في السبيل، بيتاً وسبيل، الذي انتهى إلى ملكية سيدة من جزيرة كريت، حتى أطلق عليه العامة بيت الكريتلية، وتُحرف أحياناً في النطق إلى بيت «الكريدلية أو الجريدلية»، وهما حالياً متحف جاير أندرسون. وفي «كتابه أساطير بيت الكريتلية»، يتحدث أندرسون عن قصة تملكه البيتين: «جئت إلى القاهرة العام 1906، لألتحق بالجيش المصري كطبيب، مثلما كنت في الجيش الإنجليزي.. ولم تمض بضعة أيام حتى اصطحبت ترجماناً، لمشاهدة بعض المعالم الأثرية، منها جامع ابن طولون، عند اقترابي من المسجد انبهرت ببيت ممتاز، بُني من الحجر، قدمت استقالتي من جميع مناصبي الرسمية، العام 1924م. فجأة انتابني شعور بأن هذا البيت سيصبح لي، كتبت إلى الهيئة الحكومية المختصة - العام 1935م - طلباً بأن يسمح لي بالإقامة في هذا البيت في الفترة المتبقية من حياتي، إلى أن يُردّ إلى الحكومة المصرية بعد موتي، معداً ومجهزاً بمجموعة من التحف الإسلامية الكبيرة، وأصبح بيت الكريتلية لي، وما أن توفي أندرسون حتى نفذت الوصية وآل البيتان وما فيهما إلى مصلحة الآثار التي جعلت منهما متحفاً باسم «جاير أندرسون». وقد تعرض البيت للهدم في عصر الوالي محمد علي باشا، حيث كان المماليك الكريتلية تابعين لمراد بك كما ذكر الجبرتي، كما نصبوا فوفق سطح الحراملك المدافع وصاروا يضربون قلعة محمد علي الذي قرر هدم البيت، وأتى بنفسه ليعاين مكان المدافع، فهرب كل رجال الكريتلية لعلمهم ببطش محمد علي بالمماليك، لولا والدة الشيخ سليمان التي خاطبت شهامة الوالي بألا يهدم بيتا يقيم فيه النساء والأطفال. بُني البيت الثاني على أصول العمارة العثمانية من حيث ارتفاعات كبيرة في الأدوار وإرساء مقرنصات حجرية على الداخل ومشربيات داخلية وخارجية ومداخل منكسرة، تؤدي إلى فناء مكشوف لكل منزل للتهوية والإضاءة، وفي أحد أركان البيت الثاني «سلسبيل» يوجد فيه أحواض على نافذتين لملئهما بالمياه، وبه شباكان ليشرب منهما المارة، وله مدخلان أحدهما رئيسي والثاني فرعي من داخل البيت، وسقفه الخشبي مزخرف بزخارف عثمانية. والبيت عبارة عن بيتين بينهما قنطرة، تصل بينهما من الداخل، وممر يفتح بباب كبير يصعد إليه بعدد من السلالم، يطل على جامع ابن طولون، وكان ما يميز الفناء في العمارة المملوكية أنه عبارة عن «درقاعة» منخفضة عن الأواوين أو الغرف الموجودة حوله، والتي كسيت بالبلاطات الخزفية والرخام. وفي الطابق الأرضي غرفة السبيل وفي منتصفها بئر عمقها 9 أمتار، ويشتمل البيت على القاعتين الشتوية والصيفية، وقاعتين للحريم تطلان على صحن البيت في مواجهة المقعد، وكذلك على الواجهتين البحرية والغربية وشارع طولون بشبابيك خرط ومشربيات خشبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©