التخطيط الأسري (2/2)

وضحنا في العدد الماضي بشكل عام أهمية التخطيط ودوره في حياة الأسرة، وعرّفناه بأنه «تنظيم لشؤون الأسرة وفق برنامج موضوع محدد لتحقيق الأهداف المحددة خلال فترة زمنية محدد»، واليوم نكمل بقية جوانبه لتكتمل لدينا الصورة لكي نسعى في تطبيقه في حياتنا اليومية. إن للتخطيط الأسري فوائد كثيرة منها: أنه يجعل الأسرة تعرف ما لها وما عليها، يشعر أفراد الأسرة بالقيمة الحقيقية لوجودهم وأهميتهم، يشعر الجميع بالطمأنينة، يمنح العائلة الأمل في تحقيق أهدافهم، ويمنح الجميع القوة في حل وتجاوز مشاكلهم والاهتمام بالأولويات أولاً، تحقيق السعادة والتعاون والتفاهم والولاء، معرفة كل فرد بدوره ومهامه في الأسرة، الاستفادة من الوقت والجهد والمال، عمل الاحتياطات اللازمة، الاستعداد لمتطلبات كل مرحلة، التخلص من كثير من الهموم والتفكير السلبي. وقد وجد أن هناك أسباباً عديدة لعدم التخطيط منها: عدم معرفة الزوجين بأهمية التخطيط، انشغال كل منهما بأمور الحياة الأسرية والشخصية ولذا ليس لديهم الوقت لوضع الخطط، الخوف من الالتزامات والمسؤولية، عدم التعود على العيش وفق خطة محددة، حب العيش بعشوائية وفوضى كما اعتاد عليه الزوجان قبل الزواج. وهذا يقودنا لسؤال وهو: لماذا يفشل التخطيط الأسري مع بعض الأسر؟ والإجابة هي: عدم التفاهم بين الزوجين، الاختلاف بالأساليب والطرق والمفاهيم والأفكار والآراء، عدم التمسك بالخطة وعدم جدية التنفيذ، اللامبالاة من أحد الأطراف وهي مؤلمة للطرف الآخر، الأنانية وحب الذات بعيداً عن نظام الأسرة، تفرد أحد الزوجين برأيه وفكرته ونظرته دون إشراك البقية، تطبيق تجارب الآخرين على واقع الأسرة كتجربة الآباء أو أحد أفراد الأسرة وهذا الأمر لا يساعد بشكل كبير؛ لأن لكل أسرة شخصيتها وكيانها وظروفها وأفكارها وأهدافها الخاصة. عزيزي القارئ إذا أردت أن تخطط لأسرتك بشكل صحيح فيفضل أن تكون لك رؤية كما للشركات والمؤسسات وغيرها، وأن تحدد الأهداف، وتحدد الوسائل لكيفية تحقيق تلك الأهداف، وأن تجلس مع شريك حياتك لوضع الخطة المناسبة والوسائل الممكنة، وأن تضع الجدول الزمني لذلك بما يتوافق مع ظروف العائلة، وأن توزيع المهام بين أفراد الأسرة، والقيام بالمتابعة والتقييم، والتعديل والتحسين، فالتخطيط الأسري يسهل على الأسرة كثيرا من الأمور ويخفف عنها كثيرا من الهموم. dralazazi@yahoo.com