الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم تخرج عن المألوف وتمزج بين الصحة النفسية

تصاميم تخرج عن المألوف وتمزج بين الصحة النفسية
17 يوليو 2010 21:44
أثارت المصممة الألمانية منى فارس بعرض العباءات والشيلات الذي قدمته مؤخراً في دبي مول دهشة الحضور واستغرابهم، لما تميزت به تصاميمها من غرابة لم تشهدها الساحة الخليجية من قبل. وكان لأسلوب التصميم الخارج عن المألوف الذي اعتمدته منى أن دفع بعض وسائل الإعلام لانتقادها، بذريعة أنها صممت عباءات تخدش الحياء والحشمة، وأنها لا تناسب المرأة الخليجية بأي شكل من الأشكال، لكن للقضية وجهاً آخر لابد من تسليط الضوء عليه، ألا وهو أن منى لم تصمم هذه العباءات، على وجه التحديد، من أجل أن تباع وتلبس، بل صممتها فقط للعرض الذي تبتغي من ورائه أن تطرح أفكاراً جديدة خارجة عن السائد، تحقق من خلالها اسماً يشار إليه بالبنان في عالم الأزياء، تماماً كما يصمم كثير من المصممين الغربيين ملابس لا تناسب العرب ولا حتى الغرب، لكنها فقط للعرض ولإظهار جنون المصمم في ابتكار موضة جديدة!! على الرغم من حداثة تجربة منى في تصميم الأزياء حيث لم تكمل عامها الأول بعد في هذا المجال، لكنها تملك مقومات المصممة الناجحة من حيث موهبتها في الرسم التي بدأت منذ الصغر، ونمت على يدي والدتها التي هي في الأساس فنانة تشكيلية درست الفنون الجميلة والتصميم الداخلي في الجامعة، لتتخرج منها وهي تحمل شهادة هندسة الديكور، كل ذلك، وغيره مما ستخبرنا عنه منى، ساعد في تنمية حس وذوق المصممة الموجودة في داخلها. “الاتحاد” التقت منى بعد عرضها الأخير الذي قدمته ضمن مفاجآت صيف دبي 2010، وحاورتها عن مجموعتها التي عرضتها في دبي مول. موهبة كامنة تتحدث منى بداية عن مشوارها مع الفنون المختلفة حتى وصلت إلى فن تصميم الأزياء، فتقول: “منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أرسم متأثرة بوالدتي، وتعلمت لاحقا فن النحت، وصممت ملابس لأول مرة عندما كنت طالبة في الجامعة، حيث طلبت منا المدرسة أن نختار مشروعاً ضمن المساق الذي كنت أدرس فيه، فاخترت أن أصمم ملابس لنفسي وقمت بتنفيذها عند خياطين مختصين، وصرت أصمم لنفسي بعدها جميع ملابسي، فأثار ذلك انتباه صديقاتي وأشرن علي بأن أصبح مصممة أصمم لهن وللناس بصورة عامة، وفعلاً دخلت هذا المجال وصممت قرابة 400 قطعة تتراوح بين عباءات وشيلات وفساتين أعراس وحفلات وحقائب وأحذية واكسسوارات، وحتى أثاث المنزل وديكوراته وغيرها”. شرق وغرب تتابع منى حديثها موضحة الأسلوب الذي ركزت عليه من خلال مجموعة العباءات التي عرضتها مؤخراً: “طلبت مني إدارة دبي مول أن أشارك في عروضها مفاجآت صيف دبي، وكان ذلك قبل أسبوع واحد فقط من العرض، يعني ذلك أنني أحتاج إلى جهد مجنون لأصمم عباءات جديدة أعرضها في هذا اليوم، وفعلاً تحديت نفسي والوقت، ولم أكن أنم سوى ساعات قليلة جداً لأتمكن من إنجاز 20 عباءة وشيلة خاصة فقط لهذا العرض، مستوحية أفكارها من نفس مجموعة فساتين السهرات التي صممتها لهذا العام، لتأتي منسجمة معها ضمن نفس المجموعة مع تغييرات وتعديلات تتطلبها العباءة، مثل أن تكون فضفاضة وأكمامها عريضة وما شابه ذلك، قد يستغرب البعض عندما يعلم أن الذوق الذي أطرحه من خلال تصاميمي سواء للعباءات وغيرها هو مزيج بين الذوقين الشرقي والغربي مكتسبة ذلك من والدي المصري ووالدتي الألمانية ومن سفري وتجوالي في كثير من مدن العالم فأنا أسافر خصيصاً لأحضر عروض أزياء عالمية وأتردد على متاحف خاصة بالأزياء في لندن وغيرها لا شك في أن كل ذلك له أثره الكبير علي فعلى المصمم أن يكون واسع الإطلاع والبحث والمعرفة”. توضح منى أنها ركزت في مجموعتها الأخيرة للعباءات على أن تكون آخر صرعة، وأن تفوح منها رائحة الجرأة والجنون والخروج عن المألوف، الذي لابد أن يكون موجوداً لدى كل مصمم، علماً بأن هذه العباءات لا تناسب الأعراس ولا حتى العمل، بل يمكن أن ترتديها المرأة في حفلات أعياد الميلاد أو في دعوة على العشاء. وتنبه منى أنها لم تصمم هذه العباءات من أجل أن تخرج المرأة الخليجية من حشمتها كما قيل عنها، بل هي تطرح أفكاراً للعرض وليست للبيع. وتضيف انها استخدمت في عباءاتها خليطاً من الأقمشة مثل الشيفون والسلك والجورسيه، واختارت أن يكون على الخصر قماش ملون بألوان جريئة جداً مثل الفسفوري والزهري والبرتقالي والذهبي، وصممت من نفس القماش غطاءً للرأس لا يسمى شيلة استوحته من عقال الرجل الذي يضعه على رأسه، وفي بعض العباءات الأخرى وضعت عقالاً رجالياً حقيقياً لفت حوله أقمشة غيرت من هيئته وصفته، كما وضعت من نفس القماش ربطة على كاحلي القدم، وزينت العباءة بإكسسوارات منها الجنزير الذهبي واللؤلؤ والأزرار الملونة قاصدة عدم استخدام الكريستال، معللة ذلك بأن أغلب المصممات يستخدمنه الآن، وهي لا تريد أن تقلد أحداً، بل تريد أن تتميز وتأتي بما هو جديد.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©