الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزراعة العضوية منظومة أمنية

5 مايو 2013 20:02
لا تجوع دولة شعبها يزرع، والزراعة العضوية نظام زراعي أمني، يعتمد على استخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة، بدلاً من الأسمدة الكيماوية والمبيدات ومواد المكافحة الضارة بالصحة العامة، كما لا يسمح فيه باستخدام السلالات والكائنات المحورة وراثيا، وكذلك الإشعاعات والمواد الحافظة في عمليات التصنيع والإعداد أو التعليب، وبالتالي تصل المواد الغذائية إلى المستهلك بحالتها الطبيعية، وتسعى جهات زراعية عديدة في دولة الإمارات، إلى تنفيذ المعايير الدولية في مجال الزراعة العضوية، ولدينا بعض المزارع المصرح لها من قبل وزارة البيئة والمياه، لأجل إنتاج وبيع المنتجات العضوية، كما توفر لها مدخلات زراعية مدعومة، والوزارة لا تمنح شهادة البيع، إلا بعد التأكد من أن الزراعة والثمار خالية من الملوثات، وتطبق عليها المعايير الزراعية العضوية. ومن فوائد الزراعة العضوية على البيئة أنها تقلل من تلوث المياه بالمواد الكيماوية والمبيدات، ولذا فهي تقنياً توفر الحماية لنا وللأجيال، كما أنها تحد من استخدام مصادر الطاقة غير المتجددة والمواد المصنعة، وبالتالي تقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو ما نعاني منه جميعا هنا على كوكب الأرض، بسبب ممارساتنا الصناعية والاستثمارية بطرق منهكة للبيئة، ولذلك فإن الزراعة العضوية تستوعب بشكل كبير كربون التربة، وتجعل من التربة وسطاً حياً تنمو فيه الحيوانات والكائنات المفيدة، وهي وسيلة تساهم أيضا في إثراء الحياة الفطرية، وزيادة أعداد الأعداء الطبيعيين والمفترسات المفيدة، كما تعمل على تعزيز قوام وبناء التربة، وذلك من خلال اتباع دورات محصولية وزيادة المواد العضوية، وتحفيز تكاثر حيوانات ونباتات ومجهريات التربة، وتوفر غذاءً صحياً خالياً من المضادات الحيوية والكيماويات والمبيدات، ولذلك تعد مصدرا لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المزارعون الناجم عن استخدام المواد السامة. نحن اليوم نعاني من الكثير من الأمراض بسبب أساليب الزراعة المخصصة للإنتاج التجاري، بدءا من الأسمدة الكيماوية، ووصولاً إلى المبيدات الحشرية، ثم أساليب الحفظ والتخزين، وهذا النوع من الزراعة يعزز قاعدة الموارد الطبيعية ويعزز جودتها، ويحتاج الإنتاج العضوي إلى فترة من التحول من الزراعة الكيماوية إلى الزراعة العضوية، ولكن هو طريق علينا أن نجعل منه هدفا مستداما، خاصة في ظل المخاطر الدولية وعدم الاستقرار الأمني في كثير من الدول التي نستورد منها، فنحن لا نعلم في أي يوم أو أي شهر، قد لا نتمكن من الحصول على ثمرة كنا نعتمد عليها في غذائنا. وفي حال انقطعت عنا السبل للحصول على الغذاء بسبب منع التصدير من دولة المنشأ، سنكون في مأزق، ولذا نحن في أشد الحاجة لأن ندعم كل أيد تزرع، كي تصبح مساحة الزراعة العضوية أكبر مما هي عليه اليوم، وخاصة تلك التي تعمل على زيادة الإنتاج بحيث تغطي السوق الداخلي، فنحن لا نملك الكثير من المزارع العضوية، ولذا نريد أن نتحول إلى هذا النوع غير المكلف وهو خير دائم مستقر في الداخل ولن نعتمد على أحد كي يستورد أو يقطع عنا المستورد، ومثلما واجهت الدولة الكثير من التحديات، ستكون قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها، والتي يمكن أن تحد من زيادة الإنتاج، مثل ندرة المياه وارتفاع ملوحة التربة وارتفاع درجات الحرارة. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©