الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

500 من أبناء الإمارات في خدمة زوار جامع الشيخ زايد

500 من أبناء الإمارات في خدمة زوار جامع الشيخ زايد
11 يونيو 2018 04:51
أحمد السعداوي (أبوظبي) أكثر عن 500 موظف ومتطوع من أبناء الإمارات، شكلوا خلية نحل في ساحات وأروقة جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، عبر تشكيل فرق عمل متنوعة منذ بداية شهر رمضان المبارك ليتفانوا في تقديم أرقى الخدمات، بحضور عشرات الآلاف من الأفراد والأسر يومياً إلى رحاب الجامع، ليعيشوا أجواءً إيمانية فريدة، تبدأ قبيل مغرب كل يوم، مع بدء توافد جموع من الصائمين، لتناول الإفطار ثم التوجه إلى لتأدية الصلوات، في تنظيم وتنسيق بديع بفضل الجهد الدؤوب لهذه النخبة من موظفي الجامع والمتطوعين الذين تنافسوا في عمل الخير وتقديم المساعدة لكل من جاء وزار مركز جامع الشيخ زايد الكبير طوال أيام وليالي الشهر الكريم، ضاربين أروع الأمثلة في العطاء بخدمة الحضور الكبير من مختلف الجنسيات والديانات والثقافات، وإظهار الوجه الجميل للإسلام دين التسامح من أرض السلام أبوظبي، عبر استضافة أكثر من 27 ألف صائم يومياً داخل 12 خيمة إفطار مكيفة وفي ساحات الجامع. تبدأ رحلة العمل من الساعة الـ4 عصر كل يوم، حيث يبدأ موظفو مركز جامع الشيخ زايد بتشكيل فرق عديدة للمتطوعين، باستقبال الجمهور عند مواقف السيارات وتوجيههم إلى الأماكن الصحيحة، ثم نقل كبار السن والنساء وأصحاب الهمم على سيارات الجولف الكهربائية إلى حيث توجد خيام الإفطار، التي تضمنت وجبات غذائية على أرقى مستوى، قام بتوزيعها فرق العمل بابتسامات تعلو الوجوه، وبهجة تنعش القلوب، وقال جمال الدهماني، أحد موظفي مركز جامع الشيخ زايد الكبير، ومشرف رئيس للفرق التطوعية لـ»الاتحاد»: «إن هذه التجربة الجميلة التي رسخت فيهم معاني العطاء والتكافل وحب مساعدة الآخرين، كأحد المبادئ الرئيسة التي تربى ونشأ عليها أبناء الإمارات».  وأشار إلى أن هناك أكثر من 500 موظف ومتطوع في جامع الشيخ زايد يعملون ضمن المشاريع والبرامج العديدة التي تنظمها إدارة الجامع، مثل «ضيوفنا الصائمون»، و«مصابيح رمضانية»، حيث يبدؤون عملهم يومياً من بعد صلاة العصر، ويعمل البعض حتى الرابعة فجراً في العشر الأواخر لتنظيم الأعداد الكبيرة من المترددين على الجامع لتأدية الفروض والنوافل كافة، ومنها صلوات التراويح والتهجد. بالإضافة إلى الموظفين الآخرين وفرق في المركز صباحاً وعلى مدار الأسبوع الذين يعملون في استقبال زوار الجامع، كما والمتابعات اللوجستية والتحضيرات لمشروع رمضان مساءً. ولفت إلى أن المركز يتعاون سنوياً مع شركاء استراتيجيين مـــن جهـــات ومؤسسات حكوميــة وخاصـــة فــي الدولــة يفوق عددها أكثر من 30 جهة. يتم وضع خطط عمل معهم مسبقاً للشهر الفضيل، ويتم خلال الشهر المتابعة اليومية الميدانية لجميع الفرق لإتمام المهام والنظر في الملاحظات أول بأول بهدف تحقيق رضا ضيوفنا من المفطرين والمصلين. وأوضح الدهماني أن هناك خدمات عديدة مقدمة للزوار تبدأ من مساعدتهم في التنقل من مواقف السيارات إلى صحن الجامع وخيم الإفطار عبر السيارات الكهربائية والكراسي المتحركة لأصحاب الهمم، ومتابعة تهيئة الموقع لصلاة التراويح بعد انتهاء الإفطار من جميع النواحي. إضافة إلى ذلك انتشار موظفين ومتطوعين في أماكن مختلفة في الجامع لمساعدة الجمهور الكثيف والإجابة على تساؤلاتهم وتوجيههم إلى الأماكن التي يقصدونها سواء كانت خيم الإفطار أو مصلى الرجال أو مصلى النساء، أو الموضئ (الميضأة) وغيرها من مرافق الجامع، إضافة إلى وجود عيادة ملحقة بالجامع لتقديم الخدمات الطبية الطارئة لمن يحتاج.  وأكد الدهماني، أننا في جامع الشيخ زايد الكبير نحرص وبتوجيهات من الإدارة على العمل وفق أعلى المعايير والارتقاء بخدمة المصلين والزوار بشكل مستمر يرتقي باسم باني هذا الصرح الكبير «جامع الشيخ زايد». وأضاف التطوع وحب الخير بحد ذاته هو منهج أصيل في شخصية الإنسان الإماراتي، ومن خلال جهود هؤلاء الشباب نقوم بمساعدة المصلين والمفطرين، وهذا واجب على كل إمارتي ومقيم في البلاد، تعبيراً عن الحب والانتماء للإمارات التي أعطتنا الكثير، خاصة أن جامع الشيخ زايد الكبير يتميز باتساع حجمه بشكل لافت، يسهل استقبال عشرات الآلاف من الزوار يومياً خلال شهر رمضان، وخدمتهم تعتبر وساماً على صدرونا، لأنهم ضيوف بيت الله، وضيوف على بلدنا الإمارات التي لابد أن نفعل كل ما هو ممكن من أجل رفعتها وخدمة كل من يعيش على أرضها.  علي عمر المشجري، منسق خدمات زوار أول بالجامع، ومشرف أحد الفرق التطوعية. أبدى سعادته بالمشاركة في هذه الجهود الخيرية للعام الرابع على التوالي منذ التحاقه بالعمل في الجامع عام 2013، مبيناً أن ذلك يعد واجباً على كل إماراتي يساهم في أعمال الخير، خاصة في شهر رمضان، حيث يتمثل دوره في تقديم الخدمات للمصلين بشكل عام وتوجيههم من المناطق الخارجية إلى خيام الإفطار، وهي 10 للرجال و2 للنساء، إضافة إلى مختلف المناطق والممرات في الجامع، بحيث يصلون إلى وجهاتهم ومرافق الجامع بسهولة ويسر، وتستمر هذه الخدمات والعمل على راحة المصلين منذ لحظة دخولهم إلى حرم الجامع إلى وقت خروجهم بعد تأدية مختلف الفرائض والنوافل. طيب محمد آل علي، موظف في قسم خدمات الزوار والمصلين في الجامع، قال: «إن دوره هو مساعدة زملائه في خدمة الزائرين بدءاً من المواقف وحتى القاعة الرئيسة، حيث يتم نقل كبار السن والسيدات من خلال سيارات الجولف، ثم توجيههم إلى خيام الإفطار، ومن بعد تناول الطعام في الخيام، نعمل لضمان تهيئة الجامع مرة أخرى لاستقبال المصلين للتراويح. إضافة إلى التوجيه إلى أماكن الوضوء والقاعات المخصصة للرجال والأخرى المخصصة للنساء، وداخل صحن المسجد نقوم بتوجيه المصلين وترتيب الصفوف داخل القاعة الرئيسة والإجابة على أي استفسارات وتقديم العون والمساعدة للمصلين والمفطرين». وأورد آل علي أن متوسط عملنا في المركز يومياً لا يقل عن 8 ساعات، إلى جانب الدوام الرسمي في الصباح الذي يستغرق 5 ساعات، وبرغم هذا الجهد إلا أن كل ذلك لا يعني شيئاً مقابل الأجر والثواب الذي نحصل عليه في خدمة هذه الجموع، وهذا هو الدافع الأساسي للعمل والمشاركة في هذه الأعمال من 3 سنوات مضت وإلى الآن. ومن العنصر النسائي، تقول شيماء الكندي، اختصاصي جولات ثقافية بالجامع: «لي الشرف الكبير في خدمة بيت من بيوت الله حامل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لطالما سعى في جعله صرحاً معمارياً كبيراً، ليضم أعداداً هائلة من المصلين في مكان واحد. وافتخر بخدمة المصلين بالجامع عبر الإشراف على قاعات الصلاة، وتنظيم المصليات، استقبال المصليات، وتوفير أقصى سبل الراحة للمصليات وتلبية احتياجاتهم، ومساعدتهم في حال الطلب، ومساعدة كبار السن، والمحافظة على سلامة وأمن المصليات من جميع النواحي، والحرص على حل مشاكلهم في حال ضياع طفل أو مقتنياتهم. وعن مواعيد العمل بالنسبة لها، أوضحت أنها تبدأ قبل صلاة التراويح إلى ما بعد الصلاة حول الساعة الـ11، بعد التأكد والاطمئنان من خروج المصليات وتلبية احتياجاتهم، وخلال فترة العشر الأواخر من قبل التراويح إلى ما بعد التهجد من الساعة 8 إلى الساعة 3. ويوجد فريق آخر يواصل العمل حتى رفع أذان الفجر لتقديم الدعم وتوزيع وجبات السحور والخدمات للمصلين الذين يكملون من بعد صلاة التهجد وحتى صلاة الفجر. وحول آلية العمل مع زملائها الموظفين والمتطوعين، أكدت أن ما ينجح العمل هو روح التعاون الواحد بين الموظفين، من أكبر موظف إلى أصغر موظف، فعندما ننزل في الميدان، تختفي المناصب وكلنا نعمل يد بيد في خط واحد، كلنا نتعاون في اتمام مهماتنا لتصبح على أكمل وجه. وما يدفعنا في بذل كل جهدنا في خدمة جامع الشيخ زايد الكبير هو حبنا لهذا المكان العظيم. ولا ننسى جهود المسؤولين في دعمنا لنعمل دائماً بروح الفريق الواحد. وتابعت: «بما أني أحب التطوع وتطوعت في عدة مجالات بشكل عام فما بالك في العمل لخدمة ضيوف بيت الله وفي شهر فضيل أحمد ربي بأني موظفة ومتطوعة لخدمة ضيوف الرحمن في شهر رمضان وأسال رب العالمين الأجر والثواب، تعلمت أشياء كثيرة وصقل فيني عدة صفات مثل الصبر والإيثار ورحابة الصدر والتعاون والتواصل والعطاء، وأنا أجد متعتي من خلال التطوع». زميلتها عذاري عبدالله السويدي، منسق خدمات زوار بالجامع، أوضحت أن دورها يتمثل في الإشراف على قاعة الصلاة من حيث تنظيمها وتجهيزها وتوفير احتياجات المصليات من كراسي ومياه وغيرهما، كما يتم التنسيق والتعاون فيما بيننا، ويتم التوزيع حسب احتياجات العمل، من خلال روح الفريق الواحد.  وقالت: «إننا نعمل متطوعين، وهذا عمل خيري، يقدمه الإنسان للمجتمع من دون مقابل، وحرص ديننا الإسلامي على مساعدة الآخرين والتضامن معهم والشعور بحاجتهم وتلبيتها، وهذا مبدأ إسلامي أساسي نشأت عليه المجتمعات الإسلامية، والمقابل يحصل عليه العبد من رب العباد، فالتطوع عبادة يؤجر عليها المسلم ويكسب رضا الله تعالى، وهو عمل يقدمه المسلم لرب العالمين، وأنا كموظفة في جامع الشيخ زايد الكبير أسعى في خدمته لكسب رضى الرب ولخدمة وطننا الغالي الذي بذل الغالي والنفيس لتوفير احتياجاتنا كافة على أكمل وجه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©