لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تحن فاطمة جمعة حائزة الجائزة الدولية في مسابقة الطبخ الشعبي إلى أيام رمضان زمان، حين كانت تلعب في الفريج مع صديقاتها وتنتظر موعد أذان المغرب لتحمل طبقا وتبادله من الجيران، ولا تزال فاطمة تحيا وتعيش على هذه الذكريات التي لم تفارقها يوما.
عاشت فاطمة برأس الخيمة بمنطقة المعيريض الحيوية التي تشكل جزءا من ذاكرتها وتسكن وجدانها، الحياة كانت بسيطة حسب قولها، ولكن كانت مبهجة وسعيدة، كانت تقضي رمضان في صغرها تساعد والدتها في المطبخ، وتحفظ القرآن على يد عمتها، بينما تخصص جزءا من الوقت لممارسة الألعاب الشعبية مع وصديقاتها، إذ كانت لعبتها المفضلة صناعة العرائس من القصب والخشب والأقمشة، بينما الصبيان كانوا يمارسون لعبة «التيلة»، أما العيد فكان يشكل لها فرحة لا توصف، حيث ترتدي الملابس التقليدية الجديدة وتخضب يديها بالحناء وتلعب المريحانة التي كانت تقام في البيت حيث يأتي أولاد الجيران والعائلة ليتحول البيت إلى مهرجان يزهو بالألوان والفرح، أما فوالة العيد فقالت إنها كانت تتكون من بعض الفواكه المعلبة وخاصة الأناناس والخوخ، والبسكويت المعلب.
وأضافت فاطمة: «لم تختلف بهجة رمضان وطقوسه عن الزمن القديم كثيراً في بيتنا، حيث لا زلنا نحرص على إعداد أطباق شعبية بذات النكهات، إذ نجهز خلال شهر شعبان «البهارات» ونغسلها ونقوم بتحميصها وطحنها ونبيعها، كما نجهز سمن البقر بطريقة خاصة، حيث نضيف له بعض الهيل والزعفران والكركم والقليل من الحلبة والطحين لنحصل على سمن بنكهة متفردة، مما يجعل طبخ بيتنا يختلف في طعمه عن البيوت الأخرى».
وتضيف فاطمة: يشكل المطبخ خلال رمضان محورا أساسيا في نقل تجربة وشغف الطهي إلى فتيات الأسرة، مما جعلها تتمتع بمهارة عالية في إعداد الأطباق الشعبية، خاصة أنها كانت تلازم والدتها خلال رمضان وهي تعد الطعام على الحطب أو الغاز الصغير لتفوح رائحته وينتظره الصغار بشغف كبير، إذ كانت السيدات في الزمن القديم يستمتعن بتجهيز الأطباق، بينما البنات صغيرات السن يساعدن في تحضير هذه الأطباق.
وتعمل فاطمة جمعة على تجهيز بهاراتها المتميزة وبيعها أو إهدائها لأفراد من عائلتها، حيث قالت «لا تخلو البيوت الإماراتية من البهارات، ومن جانبي أعمل على تجهيز البهارات الخاصة بالأكلات الشعبية بكميات كبيرة قبل رمضان وخلال رمضان أقدمها لمن يرغب فيها، كما هو الشأن بالنسبة للسمن الذي أعده من حليب البقر الخالص بجودة عالية، إلى جانب إعداد أطباق في البيت لكل من يطلبها.
وتجهز فاطمة جمعة أطباقاً متنوعة لتوزيعها على الجيران، في رمضان شهر الخير والكرم، وتحاول استرجاع العادات القديمة، والطقوس المعمول بها في بعض الأماكن، وتحافظ عليها العوائل، خاصة التي تتعلق بتبادل الأطباق.
عدد اليوم
