الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية والأزمات «خارج حسابات» الأسرة

ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية والأزمات «خارج حسابات» الأسرة
5 مايو 2013 20:29
تناولت إشاعات على خدمات الهواتف الذكية إمكانية توقع حدوث هزات أرضية جديدة، وكثر الحديث مرة أخرى حول ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية، وتبرع بعض مستخدمي تلك الخدمات إلى الإدلاء بمعلومات دون دراية بكيفية التعامل مع هذه المواقف، وتناول آخرون جانباً علمياً في تفسير الهزات، دون أن يعرف المتلقي هويتهم أو مصدر تلك البيانات، التي تحتاج إلى عالم، أو على الأقل متخصص، بينما طالب عدد منهم بعدم ترويج تلك الإشاعات المتعلقة بإمكانية توقع حدوث الهزات الأرضية، وهو ما أكده مدير إدارة الزلازل من المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بأبوظبي، المهندس خميس الشامسي بقوله: لا يمكن بأي حال من الأحوال التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه. لم أتدرب على أنه في حال «الزلزلة» إن كنت داخل بيتي، أن أقف تحت مدخل الباب، أو أن أدخل تحت طاولة متينة، وأن أبتعد عن النوافذ والزجاج، وإن كنت خارج بيتي عليّ أن أقف بعيداً جداً عن المباني، والأشجار، وخطوط الهاتف وأعمدة الكهرباء، وإن كنت في سيارتي عليّ أن أبقى في داخلها، وأن ابتعد عن الأنفاق والجسور، وأن عليّ في جميع الأحوال أن أجتهد في أن أتمالك نفسي، كانت هذه عبارات تداولها بعض مستخدمي خدمات الهواتف الذكية في الفترة الماضية، ورغم الفائدة التي تظهر منها، في التوعية بثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية، إلا أن بعضها تطرق إلى إمكانية توقع حدوث الهزات الأرضية. ثقافة غائبة وقد كشف الزلزال الذي ضرب مؤخراً شرق إيران، ووصل ارتداده إلى الدولة، ضعف ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية لدى الكثير من الأسر، وحالة الفوضى، وشعور البعض باللامبالاة منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال، التي أوضحت نزول السكان من المباني وتجمع العديد منهم أمام مداخل الأبراج وأسفل الشرفات، في مشهد يؤكد عدم معرفة المعلومات المهمة عن كيفية التصرف الآمن في حال وقوع الحوادث الطبيعية. وحول ثقافة التعامل مع الهزات الأرضية، يرى محمد عبد العزيز «موظف حكومي» أن الأمر يتطلب الحكمة في التصرف وضرورة اتباع إرشادات السلامة التي تقرها الجهات المتخصصة في التعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية، بعيداً عن الاهتمام بما يروجه بعض مستخدمي خدمات الهواتف الذكية من معلومات لا ترقى إلى مستوى الحقيقة، وقد تكون إشاعات، يسوقها أشخاص غير مسؤولين، لا يقدرون خطورتها، مشيراً إلى أنه لم يشعر بالهزة الأرضية التي حدثت مؤخراً نتيجة الزلزال الذي ضرب شرق إيران، فهو كان ينجز مهامه الوظيفية، لكن مع صراخ وتدافع الكثير من الموظفين، علم بهذه الهزة متأخراً، فما كان منه إلا أنه ركض مع الزملاء نحو السلالم، لكن مع تدافع الكثير انتابه حالة من الخوف والقلق تجاه أسرته في هذه اللحظة من تعرضهم لمكروه ما. الطريقة الصحيحة وفي السياق ذاته، ترى رقية حسين أحمد موظفة أن هناك افتقارا لثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية، فما حدث مؤخراً لم يكن سوى ارتداد للزلزال الذي ضرب شرق إيران، متسائلة باستغراب «لو تبعت ذلك عدة ارتدادات فماهي الطريقة الصحيحة للتعامل مع ذلك الحدث الذي زرع في نفوسنا الكثير من الخوف والقلق على أنفسنا وأهالينا ؟ حتى إن البعض من زملاء العمل، فضلوا البقاء لساعات طويلة في الطرقات خوفاً من تكرار الهزة، ثم يأتي بعد ذلك ويقدم بعض مستخدمي تلك الخدمات بمعلومات غير صحيحة، يحتاج ذكرها إلى متخصصين، ويتسببون في بلبلة بين الناس، فهذا أمر غير مقبول. ويتفق في الرأي معها بدر سالم الظاهري موظف، الذي يؤكد أنه على الرغم من وجود أدوات الوقاية والسلامة ببعض المؤسسات، وتوافر نقاط التجمع الآمن عند حدوث الكوارث الطبيعية، إلا أن العاملين داخل تلك المؤسسات وبالذات رجال الأمن لم يكونوا على علم بتلك التفاصيل، مما يستوجب إخضاعهم إلى دورات متخصصة لكيفية التعامل مع تلك المواقف، موضحاً أنه لا يشغل باله كثيراً بما يروجه مستخدمو الهواتف الذكية، مطالباً إياهم بحصر ما يتناولونه في الأخبار الطريفة أو الترفيهية دون التعرض لمثل هذه النوعية من المعلومات. التنبؤ بالزلازل بدوره، قال مدير إدارة الزلازل من المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بأبوظبي، المهندس خميس الشامسي إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، فطبيعة الأرض غير المتجانسة والتوزيع العشوائي للصخور والتراكيب الجيولوجية، وعدم خضوع هذا الأمر لمعادلات ثابتة وقيم معيارية يجعل من المستحيل التنبؤ بالزلازل، ومع ذلك فإن الجهود ما زالت حثيثة في هذا المجال وخاصة من بعض الدول التي عانت ولا تزال تعاني من ويلات الزلازل كالصين مثلاً. وأضاف: إن موضوع التنبؤ بالزلازل أمر شائك جداً إذ يجب التنبؤ بوقت الزلزال وشدته وموقعه، ومن المستحيل في الظروف الاعتيادية التنبؤ بهذه العناصر الثلاثة معاً، فعلى الرغم من وجود مراكز رصد الزلازل، إلا أنه لا يمكنها أن تتنبأ بها، ومراكز الزلازل حول العالم تعمل على مراقبة ومتابعة النشاط الزلزالي وتسجيل جميع الزلازل من حيث القوة والموقع والوقت، وبالتالي تكوين قاعدة بيانات زلزالية للمنطقة ووضع خرائط للخطر الزلزالي، ودراسة الأماكن النشطة زلزالياً من جميع النواحي وعمل الدراسات والبحوث في هذا المجال، واستخراج كودات للمباني وجعلها مقاومة للزلازل، إضافة إلى توعية الجمهور، وانطلاقاً من مبدأ الوقاية خير من العلاج، فإن الاستعداد للزلازل وتكوين بنية تحتية مقاومة للزلازل هما الحل الأمثل لمقاومة تلك الأخطار. نظام الرصد وعن طبيعة نظام رصد الزلازل في دولة الإمارات، يوضح ذلك بقوله: ترسل الشبكة الوطنية بياناتها الزلزالية من جميع المحطات البالغ عددها سبع محطات إلى المركز في أبوظبي عبر الأقمار الصناعية على مدار الساعة، ويتم استقبال هذه البيانات من خلال نظام متخصص باستقبال وتخزين وتحليل البيانات الزلزالية أوتوماتيكياً، المزود بأجهزة الحاسوب المتطورة وأحدث البرمجيات الخاصة بتحليل البيانات الزلزالية، ومن ثم تزويد المعنيين بالمعلومات الزلزالية أولاً بأول، من خلال الرسائل الإلكترونية والنصية فور اكتشاف وتحليل الحدث الزلزالي، ولزيادة فعالية الشبكة الوطنية للزلازل وتحسين دقة تحليلها، تم ربطها مع الشبكات الزلزالية في الدولة والمناطق المجاورة من خلال شبكات الإنترنت. حيث تم الربط مع شبكة زلازل دبي المكونة من أربع محطات، ومحطة زلازل جامعة الشارقة التعليمية، و7 محطات من شبكة زلازل عُمان، بالإضافة إلى استقبال عدد من محطات شبكة رصد الزلازل العالمية المنتشرة في الدول المجاورة، حيث يتم التعامل مع بياناتها الزلزالية وكأنها جزء من الشبكة الوطنية الإماراتية وعلى مدار الساعة. سلامة المباني ولفت إلى أنه من خلال المشروع المشترك مع بلدية أبوظبي تم تركيب شبكة لقياس سلامة المباني في إمارة أبوظبي، حيث تم اختيار سبعة مبان توجد بها مجموعة من الأجهزة لرصد حركة تلك المباني، وفي حال حدوث ضرر في المباني يتم إعطاء تنبيه في المبنى ويتم إرسال البيانات الخاصة بحركة المبنى بطريقة أوتوماتيكية إلى المركز ليتم تحليلها، موضحاً أن هناك تعاونا مع الجهات المعنية في الدولة في حال حدوث زلزال محسوس، حيث يتم إرسال تقرير هزة لبعض الجهات المعنية في الدولة مثل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات، عمليات الشرطة، الدفاع المدني والبلديات. إضافة إلى جهات أخرى، وفي حال حدوث ضرر ما يتم توجيه إدارة الطوارئ والأزمات إلى المنطقة المعنية، بعد التأكد من أن المنطقة مأهولة بالسكان أو منطقة مبان مهمة وليست منطقة خالية. مقاييس ذكر مدير إدارة الزلازل من المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بأبوظبي، المهندس خميس الشامسي أن محطات رصد الزلازل تقيس قوة الزلزال في مركزه على مقياس ريختر، ولا تقيس درجة تأثيره على المناطق التي تتأثر به، بينما مقياس ميركالي للشدة الزلزالية، وهو مقياس حسي وتقييمي للآثار الناجمة عن الزلازل يعتمد على درجة إحساس الناس به والآثار الناجمة عنه والتي تتناقص مع الابتعاد عن مركز الزلزال، ومكون من 12 درجة وصفية وهي الطريقة الأقرب إلى الواقع والمطبقة عالمياً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©