السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فِضَّـةُ الكتاب في أبوظبي

فِضَّـةُ الكتاب في أبوظبي
6 مايو 2015 22:25
تفتح أبواب معرض أبوظبي الدولي للكتاب في يوبيله الفضي هذا العام للاحتفاء بالكلمة التي كانت دائماً من علامات الله في المخلوق العاقل، وسرّ تميّز الإنسان وترقّيه.. وتعتبر هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة في طليعة أكثر التظاهرات المشابهة في العالم العربي تقدّماً وإبهاراً وشمولية، وتستقطب إلى أحضان مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أعلى نسبة من المشاركين من البلدان العربية والأجنبية، فيشهد المعرض عاماً إثر عام، ارتفاعاً في نسبة مشاركات دور النشر فيه فضلاً عن تزايد روّاده بشكل متواصل، ما يجعله في طليعة أبرز الأحداث الثقافية وأكثرها نجاحاً. معرض أبوظبي الخامس والعشرين في دورته الفضيّة هذا العام، يمثّل كما مثّلت الدورات السابقة منذ البداية، التجسيد الواقعي لأحد أرقى نماذج التواصل الفكري الحيّ في المنطقة العربية، وواحدة من العلامات الحضارية المتميزة في أبوظبي. وهو بذلك يكرّس موقع الإمارة كعاصمة ثقافية بارزة في المنطقة العربية والشرق الأوسط. «الاتحاد الثقافي» المهتم بمتابعة هذه التظاهرة الثقافية الشاملة، تجوّل في بيروت كما في حواضر عربية أخرى، وعاد من العاصمة اللبنانية المعروفة بوطيد علاقتها القديمة بالكتاب إبداعاً وصناعة، وبالنشر عموماً، بجملة تعقيبات ومواقف من بعض أبرز الناشرين الحريصين على المشاركة في المعرض... هنا غيض من فيض ما تمّ تسجيله. تخصيب فكري يؤكد غسان شبارو أن مؤسسة الدار العربية للعلوم هي مشاركة دائمة في معرض أبوظبي للكتاب، رافقته منذ بداياته الأولى. ويرى أن المعرض أصبح موعداً هاماً ينتظره الناشر العربي وكذلك المؤلف والكاتب والقارئ والمترجم، باعتباره يشكل مناسبة بالغة الأهمية لكلٍ منهم، فالناشر العربي ينتظر المعرض ليقدم كتبه ويعرضها تحت الضوء ويعمل على تسويقها. ويستفيد من احتكاكه المباشر مع مجموعات متميزة من الناشرين العرب والأجانب، فيُغني معارفه ويخصّبها. كذلك يلتقي بمؤلفين عالميين فينسّق معهم عقود ترجمة ونشر كتبهم ونقلها إلى اللغة العربية. وإلى ذلك فالمعرض هو ساحة مهمة للناشرين العالميين كي يعرضوا كتبهم على الناشر العربي ويتعرّفوا بدورهم على ما ينشره، فتتخصّب عملية التلاقح الفكري حيث يقوم الناشرون العرب بترتيب عقود لترجمة كتب لمؤلفين أجانب، ويقوم ناشرون أجانب بالأمر ذاته مع ناشرين عرب، ما يبني جسراً ثقافياً إنسانياً بين الشعوب ويتيح الخروج من الأجواء المحلية نحو العالمية. أهم من معرض فرانكفورت يقول عصام أبو حمدان (مدير التوزيع والمعارض في دار الساقي للنشر- بيروت)، إن الدار تشارك في معرض أبوظبي منذ بداياته المبكرة حين كان يُقام في المجمع الثقافي، وهي تواظب على الحضور سنوياً بالنظر إلى الأهمية الكبيرة لهذا المعرض الذي نعتبره بحق من بين أفضل المعارض من نوعه على المستويين العربي والعالمي، هو بنظرنا أهم من معرض فرانكفورت الذي يكاد يقتصر اهتمام القائمين عليه على «البريستيج»، في حين يمتاز معرض أبوظبي للكتاب بغناه الواسع وتنظيمه الذي لا غبار عليه، فضلاً عن اجتذابه أعدادا هائلة من عشّاق الكتب من مختلف الأنواع. ويتابع أبو حمدان: إن معرض أبوظبي للكتاب هو بالنسبة إلينا في «دار الساقي»، مناسبة ثمينة للتواصل مع الكُتّاب والمترجمين وصنّاع الكتاب في مختلف أنحاء العالم. ومشاركتنا المنتظمة في فعالياته سنوياً تغنينا وتوفر لنا فرصاً ما كانت لتتوفر في أي معرض آخر. ومن جهة أخرى فالإماراتي قارئ يقظ متعدد ومميّز، يحسن اختياره للكتاب. والسيدة الإماراتية هي في الواقع من أهم رواد المعرض ومن الأكثر اهتماماً بكتب الأدب ولا سيما أدب الروايات. والمعرض يوفر كذلك فرصاً واسعة للتفاعل مع مختلف الأوساط والأنشطة الثقافية، وسط اهتمام ملحوظ من قبل الهيئة المنظمة بكل تفصيل مهما بدا صغيراً، مع تخصيصها جوائز خاصة للناشرين. وتبقى ملاحظة بالغة الأهمية وهي أن سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تلتزمها الهيئة المنظمة، هي عدم منع أيّ كتاب داخل المعرض، تاركة أمر التقدير للإنسان الذي هو الرقيب على نفسه. وهذه سِمة حضارية بارزة قلّما تمتعت بها دول الشرق الأوسط. لكل هذه الأسباب نحرص في «دار الساقي» على حضور معرض أبوظبي للكتاب بانتظام. الأبرز عربياً اشار د. حسن خليل باسم «دار الفارابي» إلى أن الدار «تعتبر معرض أبوظبي من المعارض الأساسية التي تنتظرها من عام إلى عام، ومن ابرز التظاهرات الثقافية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط». وأكد د. خليل أن ما يقوله ليس رأياً شخصياً ولا خاصاً بالدار وحدها بل هو رأي شائع ومتعارف عليه بين دور النشر اللبنانية والعربية والعالمية او المؤسسات الفكرية والثقافية التي تشارك في المعرض. فالمعرض يتحول الى مساحة من النقاش الغني والتعاون الثقافي يرتقي بالفكر وبالنفس إلى مصاف نبيلة، ما أحوجنا إليها في ظل الأوضاع السيئة التي تمر بها منطقتنا. وأضاف د. خليل أن دار الفارابي تعتبر معرض أبوظبي محطة أساسية لها من اجل عرض جديدها على صعيد الإصدارات والتعرف على جديد ما تصدره الدور العربية والعالمية في مختلف ميادين الكتابة والنشر. ثم إن «دار الفارابي» تتفاعل مباشرة مع جمهور واسع مختلط ومتنوّع، ما يتيح لها الوقوف مباشرة على نبض الرأي العام وتلمّس مراكز اهتماماته بخصوص كل ما يتصل بالكتابة والمعرفة والنشر. أغنى معارض الكتاب عن «دار التنوير» في بيروت، تحدث حسن ياغي فأكد أن المؤسسة حريصة على المشاركة باستمرار في كل معارض الكتاب الأساسية وخصوصاً معرض أبوظبي للكتاب لأهميته وغناه وسعة استقطابه، فضلاً عن حسن العناية والتنظيم. يشير ياغي إلى أن الهدف الأول من مشاركة الدار في المعرض ليس بيع الكتب تحديدا، على الرغم من أهمية هذه الناحية والإمكانيات الواسعة التي يتيحها معرض أبوظبي للكتاب من خلال استقطابه الواسع، بل إن الهدف الأساس يتركّز في العمل على الاستفادة من الفرص الواسعة التي يوفرها على المستوى المهني من خلال الأنشطة الثقافية الهادفة والمحضّرة جيداً التي يقيمها، سواء منها الندوات أو المحاضرات أو اللقاءات مع كتّاب ومؤلفين كبار وناشرين لهم نجاحاتهم وسمعتهم على المدى الواسع. ويتحدث ياغي باهتمام عن القيمة العالية والأهمية الكبيرة لجائزة الشيخ زايد التي تُقدّمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، المعنية بالإشراف على المعرض وتنظيمه، وهي الجائزة الأبرز والأثمن من نوعها على المستوى العربي. كما عن جائزة البوكر، وعموماً عن الفرص الكبيرة المتاحة للتعارف مع عدد كبير جداً من الوكلاء الأدبيين لكتّاب كبار وكذلك لدور نشر مزدهرة من مختلف أرجاء العالم، مع ما يوفر كل ذلك من إغناء للمعارف وتوسيع لآفاق الأعمال وتوفير فرص توقيع عقود مهمة. ميدالية ثمينة أثنى غسان شبارو على إدارة المعرض، وهنأها على هذا الإنجاز الباهر الذي يرفع علم الثقافة عالياً، شاكراً الله سبحانه وتعالى الذي أكرم الدار العربية للعلوم - ناشرون بالفوز بجائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية لهذه الدورة الفضية للمعرض، والتي سوف تتسلّمها خلال فعالياته المقبلة، معتبراً الجائزة مثابة ميدالية ثمينة نالتها الدار بعد جهدها لأكثر من ثلاثين سنة في العمل ضمن عالم الكتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©