الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سمعة» الصحفيين محط جدل دائم.. والرشوة أكثر الاتهامات انتشاراً

«سمعة» الصحفيين محط جدل دائم.. والرشوة أكثر الاتهامات انتشاراً
18 مايو 2014 20:55
هناك الكثير مما يمكن كتابته عن أفضل وأسوأ صفات الصحفيين، ولكن هناك خلطا بين التاريخي والمعاصر، وبين الصحفيين في بلاد الحريات، ونظرائهم من محدودي الدخل والحريات في الدول الأقل نموا. وازداد هذا الخلط أكثر فأكثر في المرحلة الحالية التي تمر بها الصحافة. وقد تتفاوت أسوأ صفات الصحفيين من بلد لبلد، والتي تصل أحيانا لدرجة الظاهرة، مثل ما يجري في بعض الدول الأقل نموا أو الأقل حماية للمهنيين وظروفهم المعيشية والاجتماعية، ومنها بعض الدول العربية، حيث تتحول سمعة الصحفيين بين الحين والآخر إلى موضوع جدل يومي يأخذ بطريقه الصحفيين الشرفاء والعصاميين والمكافحين. وشهدت السنوات القليلة الماضية الكثير من قضايا الرشى والسعي وراء إكراميات تمس هذه السمعة، وبعضها كان محط نقاش وإضاءة في وسائل الإعلام والمجتمع عامة. ففي اليمن، الذي تصدر فيه 260 مطبوعة، بينها عشر صحف يومية، و160 صحيفة خاصة، و38 حكومية و45 حزبية، أثارت وسائل الإعلام في يوليو الماضي ما أسمي «تزاحم عشرات الصحفيين على الفعاليات بغرض الحصول على مبالغ مالية»، مؤكدة أن سمعة الصحافة اليمنية باتت على المحك، وفق ما كتبه عبدالخالق عمران في موقع «المصدر أونلاين»، الذي أشار إلى تراكم أخطاء وإشكالات عبر العقود بشكل يطرح على «الصحافة الجيّدة تحديات جمّة لتخليص المهنة مما شابها من القصور والاختلالات». ويلاحظ الصحفي علي الفقيه، نائب رئيس تحرير صحيفة «المصدر» اليومية، قدوم مجاميع تتزاحم أثناء تغطية الفعاليات والندوات على المكافآت على نحو يُسيء لسمعة الصحفي والجهة التي يمثلها. من جهته، أكد توفيق الشرعبي، مدير الأخبار بقناة «السعيدة»، أن القناة فصلت 13 محرراً بسبب هذه التصرّفات، ولا يتردد خالد العلواني، مدير الأخبار بقناة «سهيل» بالقول إنه يحبذ «التنسيق بين الجهات المنظمة للفعاليات ووسائل الإعلام بشكل مباشر والاتفاق على تعامل ما نظير هذه الخدمة، لا يكون الصحفي طرفاً فيه». وأوضح رئيس لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين جمال أنعم، أن النقابة تلقت شكاوى من جهات حكومية وغير حكومية حول ممارسات مسيئة لمهنة الصحافة من قبل بعض الصحفيين، و«عملت النقابة على حصرهم ووجدت أنهم لا يتجاوزون 20 شخصاً معظمهم أدعياء من غير منتسبي النقابة». وحمّل أنعم بعض الجهات مسؤولية كبيرة في اعتمادها أساليب ربما تُغري وتفتح شهية البعض للتكسب السريع والسهل، مؤكداً أن ثمة صحفيين تحولوا إلى متعهدي حروب وتصفيات حسابات لصالح هذا الطرف أو ذاك. وفي أواخر عام 2012 واجه الأردن ما أسماه حملة اتهامات لبعض الصحفيين بتلقي أموال من مدير مخابرات سابق. وفي حينها أكد رئيس حماية وحرية الصحفيين نضال منصور أن «سمعة الصحفي عند الرأي العام تتراجع وتنهار»، متحدثا في الوقت نفسه عن خشيته من أن تكون هناك محاولات لتشويه صورة الصحفيين. لكن منصور لفت في الوقت نفسه إلى جانب في غاية الأهمية، وهو أن شراء الذمم لم يواجه بشكل حاسم في الوسط الصحفي، ولم تصدر مدونات سلوك قاطعة تمنع مثل هذه الأعمال. وربما تأخر الوقت كثيرا لصدور وثيقة سلوك من هذا النوع، لكن الأخطر أن يتأخر أكثر إلى أن تتضاءل أفضل سمات الصحفيين ويتعاظم أسوأها. (أبوظبي الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©