يونكر: لا دخول لبريطانيا في سوق «الاتحاد» من دون حرية حركة الأوروبيين

ستراسبورج، برلين (د ب أ) قال رئيس المفوضية الأوروبية أمس إن بريطانيا لن تحصل على الدخول غير المحدود إلى سوق الاتحاد الأوروبي المهمة إذا لم تسمح لباقي الأوروبيين بدخول أراضيها بشكل حر. وتحرص بريطانيا على استمرار دخولها إلى سوق الاتحاد الأوروبي رغم قرارها الصادم في يونيو بالخروج من التكتل. وقال جان كلود يونكر خلال الخطاب السنوي حول حالة الاتحاد الأوروبي: «فقط من يشعرون أنهم ملتزمون بمنح حرية الحركة للأشخاص والعمال يمكنهم التمتع بالدخول دون قيود إلى السوق الداخلية (في الاتحاد الأوروبي). لن تكون هناك سوق داخلية على أساس منفصل». وقوبل تصريح يونكر بالتصفيق في البرلمان الأوروبي، حيث كان يونكر يلقي خطابه في وقت مبكر أمس. ويهدف الخطاب إلى المساعدة في تحديد توجه الاتحاد الأوروبي خلال عام مقبل. وقال يونكر، إن على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الحفاظ على علاقة «ودية». وأشار إلى أن الشعوب خارج أوروبا تتساءل عما إذا كان خروج بريطانيا سيكون البداية لنهاية التكتل؟ وقال «أقول هنا والآن، نحن في الوقت نفسه نحترم ونأسف لقرار بريطانيا، لكن وجود الاتحاد الأوروبي ليس في خطر». ورغم ذلك، اعترف يونكر بأن التكتل ليس «في أفضل حالاته» حالياً، ويواجه في بعض الجوانب «أزمة تتعلق بوجوده». واستبعد يونكر إعادة المفاوضات مع كندا بشأن اتفاقية التجارة الحرة المعروفة باسم «سيتا». وقال، إن موقف الاتحاد هو أن الضمانات التي نحتاج إليها يمكن تحديدها وإنهاء التفاوض بشأنها في البرلمانات»، مؤكداً بقوله «لكن لا يمكن أن يكون هناك إعادة للمفاوضات». وأشار إلى أن اتفاقية «سيتا» تعد «أفضل وأكثر اتفاقية تجارة تقدماً» يقوم الاتحاد الأوروبي بإبرامها. يشار إلى أن هذه الاتفاقية تعد محل اختلاف بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. واقترح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مضاعفة صندوق الاستثمارات الأوروبي، الذي يهدف لتحفيز النمو وخلق فرص عمل في التكتل الهش اقتصادياً، خلال الأعوام الستة المقبلة. وتم تأسيس «الصندوق الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية» العام الماضي لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في أنحاء الاتحاد الأوروبي. ورغم التشكك في البداية، قال يونكر إن المشروع قد جمع حتى الآن 160 مليار يورو (180 مليار دولار) في شكل استثمارات، ويستفيد منه أكثر من 200 ألف شركة صغيرة ومبتدئة. وأضاف «الآن سنقوم بتوسيعه... اليوم نقترح مضاعفة فترة الصندوق ومضاعفة قدرته المالية». وقال يونكر، إن الهدف هو جمع ما لا يقل عن 500 مليار يورو في شكل استثمارات بحلول عام 2020، وهو نهاية فترة الخطة الحالية لميزانية الاتحاد الأوروبي، و630 مليار يورو بحلول عام 2022، مضيفاً أنه «بالطبع، بمساهمة الدول الأعضاء، يمكننا تنفيذ ذلك بشكل أسرع». وأعلن يونكر أيضاً أن المفوضية تطلق أيضاً مشروع استثمار مشابهاً من أجل أفريقيا ودول الجوار، الذي يحتمل أن يجمع ما لا يقل عن 44 مليار يورو. وقال «سيساعد ذلك في معالجة أحد الأسباب الجذرية للهجرة». كما كشف رئيس المفوضية الأوروبية عن فكرة لتأسيس صندوق دفاع أوروبي لتحفيز البحث العلمي والابتكار. من جهة أخرى، وصف رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس مطلب إخراج المجر من الاتحاد الأوروبي بأنه «محض هراء». وقال شولتس في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) أمس إنه سأل وزير خارجية لوكسمبورج يان أسلبورن: «لا نعرف حتى الآن كيف ينبغي لنا أن يخرج البريطانيون من الاتحاد، فكيف نريد إخراج المجر؟». وأعرب شولتس عن تفهمه من الناحية الشعورية لتصريحات أسلبورن التي أدلى بها في مقابلة مع صحيفة «فيلت» الألمانية، مضيفاً أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان «أستاذ في الاستفزاز».