جنيف، كابول (وام، وكالات) - أكد سعادة السفير عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى المعتمدة في جنيف، الدعم القوي الذي تقدمه الإمارات للاستراتيجيات والبرامج الرامية إلى توفير الإغاثة المستدامة لملايين اللاجئين الأفغان. مشيرا إلى أن تعاون الدولة مع أفغانستان يمثل 14% من إجمالي المساعدات الخارجية للدولة فضلا عن الدعم الذي تم تخصيصه للبنية التحتية والخدمات والبناء في أفغانستان.
ووجه الزعابي خلال مشاركته في أعمال (المؤتمر الدولي المعني بوضع استراتيجية حلول لصالح اللاجئين الأفغان لدعم العودة الطوعية وإعادة الإدماج المستدام وتقديم المساعدة للدول المضيفة) المقام حاليا في جنيف الشكر إلى الحكومة السويسرية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على استضافة المؤتمر.. مؤكدا أهمية جهود المجموعة الدولية لمساعدة أفغانستان، خاصة اللاجئين الأفغان لإعادة دمجهم في موطنهم الأصلي.
وأشار السفير الزعابي إلى اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان الذي عقد في أبوظبي يوم 25 من أبريل الماضي بمشاركة 60 دولة ومنظمة إقليمية ودولية.
وأكد أن دولة الإمارات تعتبر شريكا بارزا لأفغانستان سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو العلاقات المتعددة الأطراف.. مشيرا إلى تعاون الدولة مع أفغانستان يمثل 14 في المئة من إجمالي المساعدات الخارجية للدولة فضلا عن الدعم الذي تم تخصيصه للبنية التحتية والخدمات والبناء في أفغانستان.
واعتبر الزعابي أن بناء السلام مسار طويل المدى يتطلب مثابرة والتزاما.. مؤكدا الدعم القوي الذي تقدمه الإمارات للاستراتيجيات والبرامج الرامية إلى توفير الإغاثة المستدامة للملايين من اللاجئين الأفغان حيث تشير إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من خمسة ملايين و700 ألف أفغاني عادوا إلى وطنهم منذ عام 2001.
وثمن التعاون القائم بين مختلف وكالات الأمم المتحدة وبقية الشركاء الميدانيين.. معربا عن أمله في تعزيز هذا التعاون لتحديد احتياجات اللاجئين الأفغان وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وجدد السفير عبيد الزعابي التزام دولة الإمارات بمواصلة دعم المشاريع وخطط العمل الدولية لصالح أفغانستان والتي تشمل البنية التحتية وإعادة البناء والتأهيل والصحة والزراعة والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وصولا لإعادة الأمن والاستقرار في كل أرجاء أفغانستان. يذكر أن المؤتمر يشارك فيه “40” دولة مانحة فضلا عن مشاركة أفغانستان وباكستان على المستوى الوزاري إضافة إلى مشاركة معالي ديديي بوركهالتر وزير خارجية سويسرا وانطونيو غوتيرس المفوض السامي لشؤون اللاجئين والأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان.
وكانت الأمم المتحدة قد طالبت يوم أمس الأول بتشجيع حوالي 3 ملايين لاجئ أفغاني في باكستان وإيران على العودة إلى بلادهم للمساعدة في استقرار بلدهم وتعزيز فرص السلام ودعت إلى جمع 1.9 مليار دولار للمساعدة في ذلك.
في غضون ذلك، أشاد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس بالاتفاق الاستراتيجي الذي جرى التوقيع عليه مؤخرا مع الولايات المتحدة، إلا أنه حذر من أنه لا يزال يتعين إجراء مفاوضات صعبة بين البلدين بشأن التواجد العسكري الأميركي في أفغانستان بعد العام 2014.
ووقع كرزاي ونظيره الأميركي باراك أوباما الثلاثاء الماضي اتفاقا بشأن العلاقات بين البلدين بعد انسحاب القوات القتالية الأميركية في العام 2014، إلا أنه لا يتطرق إلى المسألة الحساسة المتعلقة ببقاء قوة أميركية صغيرة في البلاد بعد ذلك التاريخ.
ومن بين العوائق المحتملة في أي اتفاق منفصل حول التواجد العسكري هو منح الجنود الأميركيين الحصانة من المقاضاة في المحاكم المحلية، وهي المسألة التي أدت إلى إلغاء خطط لبقاء قوة مماثلة في العراق.
وصرح كرزاي في مؤتمر صحفي في حديقة قصره المشدد الحراسة إن الاتفاق الزمني الذي يتوقع الانتهاء من وضعه خلال عام “سيتطلب مفاوضات أكثر صعوبة” من مفاوضات اتفاق الشراكة الاستراتيجية. وستشتمل المحادثات على “قضايا حساسة جدا بالنسبة لسيادة أفغانستان القومية، والمصالح الأفغانية والمصالح الأميركية”.
وقال كرزاي “نأمل من الولايات المتحدة أن تتفهم الحساسيات في بلادنا. وسنفكر في مصالحهم، ولكننا نأمل بأن لا يطلبوا ما هو غير ممكن”. والعام الماضي طالب مجلس اللويا جيركا الذي يضم قادة القبائل، بعدم منح الجنود الأميركيين حصانة من المقاضاة أمام محاكمات محلية.
وزاد من تعقيد الوضع مقتل 17 قرويا أفغانيا في مارس الماضي برصاص جندي أميركي بينما كانوا في منازلهم ليلا. وتم نقل الجندي إلى بلاده وتوجيه الاتهامات له في الولايات المتحدة.
عدد اليوم
