أعلن أمس في إسلام آباد اعتقال أربعة مشتبه بهم في إطار التحقيق في الاعتداء على فندق ''ماريوت'' في العاصمة الباكستانية ، الذي تسبب بمقتل ستين شخصاً في العشرين من سبتمبر· وبالتزامن كشف النقاب عن بدء مدربين عسكريين أميركيين تدريب الجيش الباكستاني الذي سيدرب بدوره ميليشيات قبلية على مكافحة المسلحين في المناطق الحدودية مع أفغانستان ،على غرار تجربة مجالس ''الصحوات '' في العراق ·
وأعلن مصدر في الشرطة الباكستانية أن الموقوفين الأربعة مثلوا أمس أمام قاض متخصص في مكافحة الإرهاب· وقال المسؤول في الشرطة الطف ختاق ''إنهم قيد التوقيف الاحتياطي لمدة سبعة أيام وقد مثلوا أمام القاضي الجمعة''· وذكر أنه تم توقيف الرجال الأربعة في إسلام آباد أخيرا وفي مدينة روالبيندي المجاورة ، من دون إعطاء تفاصيل إضافية· وكان انتحاري فجر شاحنة محملة بـ600 كيلوجرام من المتفجرات في مدخل الماريوت· واتهمت السلطات الباكستانية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاعتداء ·
من جهة أخرى أعلن مسؤول عسكري أميركي أن حوالى 25 مدرباً عسكرياً أميركيا بدأوا تدريب القوات المسلحة الباكستانية التي ستدرب بدورها الحرس القبلي على مكافحة التمرد لمســــــــاعدتها في بسط الأمن في المناطق الحدودية مع أفغانستان· وقال هذا المسؤول إن ''البرنامج قد بدأ· انها مهمة تدريب مدربين'' في باكستان ، مشيرا الى أن الأميركيين لن يعملوا مباشرة مع الـ 80 الفاً من ''حرس الحدود'' الذين جندهم الجيش الباكستاني ويتولى قيادتهم ·
واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الهدف من هذا البرنامج هو ''تدريب حراس الحدود هؤلاء على مكافحة التمرد وجعلهم يتمتعون بمزيد من الفعالية في المناطق القبلية''· وقد بدأ هذا البرنامج البالغ الحساسية على الصعيد السياسي - حيث تقول إسلام آباد باستمرار إن وجودا عسكريا اميركيا على اراضيها سيعتبر مساسا بسيادتها- بعد مفاوضات استغرقت اشهرا بين الجيشين الاميركي والباكستاني·
وقال مسؤولون باكستانيون في واشنطن إن خطة تسليح الميليشيات والتي تعرف باسم العسكر ستتضمن تقديم بنادق كلاشينكوف الهجومية وغيرها من الأسلحة الصغيرة بعضها مشتراة من الصين لرجال قبائل في منطقة باجور ومناطق أخرى في المناطق القبلية التي تديرها السلطة الاتحادية في باكستان · وقدر مسؤول باكستاني أن هناك حوالي 25 ألفاً من أفراد الميليشيا في هذه المناطق· بعضهم اشترك بالفعل مع الجيش في عمليات ضد أهداف للمتشددين·
وهناك وجوه شبه قوية بين استراتيجية دعم الميليشيات القبلية لطرد المتشددين وبين حركة مجالس الصحوة في العراق إلا أن مسؤولين باكستانيين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما أصرا على ألا تضطلع واشنطن التي لا تحظى بتأييد شعبي في باكستان بأي دور في وضع أو تمويل أو تنفيذ الخطة·
وقال أحدهما ''هذه مبادرة من رجال القبائل أنفسهم والحكومة الجديدة· رجال القبائل سئموا من المتشددين ويريدون إخراجهم من مناطقهم والحكومة تساعدهم''· وقال برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إنه لا يعرف تفاصيل الخطة· وتابع قائلا ''الأمر المهم هنا هو أن باكستان· الحكومة الباكستانية· تعترف بأنها تواجه تحدياً من المتطرفين داخل بلدهم ومن الواضح أنهم يبحثون في مجموعة من الوسائل للتعامل معه''·
ولكن مسؤولي البنتاجون قالوا إن الخطة شبيهة بما يدعو إليه ضباط كبار في الجيش الأميركي منذ بعض الوقت
عدد اليوم
