الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«لوريال» تحافظ على صدارة عالم الجمال رغم الأزمات

17 يوليو 2010 22:34
لم تؤثر الفضائح السياسية والمالية التي أثيرت حول عائلة بيتانكور، التي تملك حصة كبيرة في مجموعة “لوريال” الأولى عالمياً في مجال مستحضرات التجميل، على أسهم الشركة أو مبيعاتها التي تحقق زيادة كبيرة. ولا تزال المجموعة على المستوى الاقتصادي بمنأى عن اللغط الذي آثاره قبل أسابيع الكشف عن تسجيلات أجريت بصورة سرية في منزل وريثة الشركة العملاقة ليليان بيتانكور في إطار خلافها مع ابنتها فرانسواز التي تعتبر أن أمها البالغة من العمر 87 فقدت سيطرتها على أفعالها بحيث باتت تبدد ثروتها. وتواصل مجموعة “لوريال انتعاشها بعد تأثرها بالأزمة الاقتصادية العام الماضي، مسجلة زيادة بنسبة 12,4% في رقم أعمالها خلال الربع الثاني من 2010. أما في البورصة، فارتفع سهم الشركة قرابة 2% خلال شهر واحد، في حين كان مؤشر بورصة باريس قد تراجع 4,8%. وخلال سنة واحدة ازداد سعر أسهمها 54% مقابل 9,4% لمجمل مؤشر البورصة الفرنسية. ويقول المحللون إن القضية السياسية ليس لها صدى كبير في عالم الأعمال. فخلال مؤتمر عبر الهاتف بين مديري “لوريال”، لم يتطرق واحد منهم إلى الملف أو تبعاته المحتملة. وتشير التسجيلات إلى شبهات حول تهرب ضريبي وتضارب في المصالح محورها وزير العمل الفرنسي اريك فيرت وتمويل غير مشروع لحملة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الانتخابية. وتلتزم المجموعة سياسة “لا تعليق” منذ بداية القضية التي تثير مع ذلك تساؤلات حول مالكيها وقلقاً حول احتمال انتقال ملكية هذه الشركة، التي تشكل مفخرة للصناعة الفرنسية، إلى مالكين أجانب. واتهمت أثرى امراة في فرنسا، حيث تبلغ ثروتها نحو 17 مليار يورو، ابنتها بالسعي إلى السيطرة على حصة العائلة لإعادة بيعها. لكن فرانسواز تنفي ذلك. وأشار ساركوزي إلى المسألة خلال مقابلة تلفزيونية في 13 يوليو، مؤكداً رغبته في “أن لا تنتقل إلى بلد آخر”. وتملك عائلة بيتانكور 31% من رأسمال “لوريال”، وهي بذلك أكبر مالك ضمن المجموعة، التي يصل رأسمالها إلى 50 مليار دولار في البورصة. وكان والد ليليان هو الذي أسس الشركة في 1909. وتملك شركة “نستله” السويسرية العملاقة منها الآن 29,8%. وتخلت ليليان بيتانكور عن حصتها لأبنتها وأحفادها ولم تحتفظ سوى بحق الانتفاع الذي يتيح لها التحكم بحقوق التصويت وتلقي عائدات الأسهم. وتملك ابنتها وأحفادها الأسهم قانونياً لكن لا يحق لهم بيعها. لكن طلب الحجر على الوريثة المليارديرة الذي جددته ابنتها الأسبوع الماضي يلقي ظلالاً من الشك على الوضع. وتعتبر الأبنة أن أمها تتعرض للتضليل والاستغلال مادياً. ومن الصعب تقدير تبعات الحجر على ليليان بيتانكور، كما تقول بياتريس كولن التي شاركت في تأليف كتاب “لوريال نموذجاً”. ففي حال الحجر على ليليان بيتانكور، تقول آن كارون ديغليز، مستشارة محكمة استئناف باريس، إن الإجراءات الجديدة ستتيح تنويع أساليب إدارة الممتلكات تحت الوصاية. ومهما حصل، فإن الحجر لن يغير من توزيع الحصص بين بيتانكور و”نستلة” التي أعلنت مؤخراً أنها تفضل بقاء الحال على ما هي عليه. ويقول المحللون إنها ليست بالضرورة مهتمة بالاستحواذ على الشركة. ويمنع عقد الشراكة بين “نستله” وعائلة بيتانكور الطرفين زيادة حصة أي منهما قبل انقضاء ستة أشهر على وفاة ليليان بيتانكور. ولكنه يعطيهما حتى 2014 حق الاسبقية المتبادل في حال قرر أحد الطرفين بيع حصته. وما هو مستحيل في الوقت الحالي يمكن أن يصبح إيجابياً بالنسبة لشركة “لوريال”، لو استحوذت عليها “نستلة”، لأن ذلك سيتيح لها الاحتفاظ باستقلالية أكبر مما سيحصل لو أشترتها شركة منافسة، كما تقول كولن.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©