الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

قبيلة أندونيسية ترفض التكنولوجيا

قبيلة أندونيسية ترفض التكنولوجيا
17 يوليو 2010 22:47
اقترحت عليهم الحكومة تزويدهم بالكهرباء وبناء مدارس لهم، لكنهم رفضوا. فأفراد قبيلة “بدوي” يفضلون السير حفاة وزراعة تلالهم الخصبة بأيديهم في جزيرة جاوا الاندونيسية. لا أهمية للتقدم والتكنولوجيا بنظر سابري. ويقول هذا الرجل الباسم، “نعيش حياة هانئة بالتناغم مع الطبيعة. لا ينقصنا شيء”. سابري (38 عاما) الذي رزق بسبعة أولاد يجهل ما يجري في العالم الخارجي. ولا يعرف شيئا عن كأس العالم أو عن الأزمة الاقتصادية. عالمه ينتهي عند حدود موطن “بدوي” الذي يغطي خمسة آلاف هكتار من الغابات الاستوائية، وهو أشبه بمحمية في قلب جزيرة جاوا المكتظة بالسكان. ويعيش هناك قرابة 12 ألف “بدوي” في شبه اكتفاء ذاتي، بحوالي ثلاثين قرية داخل منازل مبنية من الخيزران وورق النخيل تفتقر إلى النوافذ. الأثاث والتجهيزات الكهربائية والأدوات المنزلية الحديثة محظورة فيها، ويطهو السكان طعامهم على الحطب ويتناولونه جالسين على الأرض. يقول دجارو داينا، أحد وجهاء القبيلة “نتتبع منذ قرون القواعد الصارمة نفسها”. وأصول قبيلة “بدوي” التي تقارن أحياناً بـ”الأميش” الأميركيين غامضة. قد تكون منحدرة من مملكة هندوسية لجأت إلى الجبال عند وصول الإسلام إلى أندونيسيا في القرن الخامس عشر. الأكثر أصالة بينهم هم 500 “تانجتو” اي “(البدويون) البيض”، الذين يعيشون في ثلاث قرى منعزلة ويحظر دخول الغرباء إليها. القواعد صارمة جداً فيها، ويتم إبعاد كل من لا يحترمها وينضم إلى “(بدو) الخارج”. هؤلاء يلبسون ثياباً سوداء أو زرقاء داكنة، ويتبعون قواعد أقل صرامة لكنها تبقى متشددة: السير هو وسيلة التنقل الوحيدة. يتم الاغتسال في النهر من دون صابون، والأطفال لا يرتادون المدارس. ولا تعترض الحكومة على نمط الحياة هذا مع أنها حاولت أحيانا “تحديث” قبيلة “بدوي”. يقول دجارو داينا “اقترحوا تزويدنا بالكهرباء لكننا رفضنا احتراماً لثقافتنا. لكن الوضع قد يتغير يوما ما”. ويقول كايوت، وهو رجل في الثمانينات من عمره يؤكد انه “لم يغادر قريته قط”، إن “التغييرات كانت سريعة في السنوات الاخيرة وبات من الصعب مقاومة التأثيرات الخارجية”. فنمط الحياة الغربي يستهوي شبان الـ”بدوي” امثال سانا، وهي ربة عائلة، تستمع إلى الراديو “في سبيل التسلية مع ان ذلك ممنوع”. وبات من الشائع ان يهز سكون الغابة رنين هاتف نقال. يقول ساماني الذي يملك هاتفاً نقالاً لإدارة عمله في تجارة كبش القرنفل “هذا لم يكن مقبولا قبل بضع سنوات”. ذلك أن ساماني، والكثيرين غيره، اعتادوا على استعمال المال الضروري منذ تطوير الزراعات الحرجية (الخشب، سكر النخيل، الفواكه) في حين أن الـ”بدويون” كانوا يزرعون هذه المنتوجات في السابق لتلبية حاجاتهم فقط. ويشكل توافد السياح الذين كانت تجتذبهم “غرابة” الغوص خارج “أرج العالم الحديث” على حد تعبير مرشد سياحي، تحدياً آخر للقبيلة.
المصدر: سيبولجير
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©