لقي ما لا يقل عن 25 شخصا مصرعهم واعتبر عشرات في عداد المفقودين امس في فيضانات وسيول مدمرة اغرقت مناطق واسعة في محافظتي حضرموت والمهرة في اليمن وتسببت بانهيار اكثر من 800 منزل وخسائر مادية جسيمة·
واعلنت السلطات اليمنية محافظتي حضرموت والمهرة والمناطق المجاورة لهما مناطق منكوبة، وشكل الرئيس علي عبدالله صالح الذي قام بتفقد الاضرار خلية طوارئ وانقاذ لاغاثة المنكوبين والمتضررين· في وقت صدرت تحذيرات من استمرار هطول الامطار المصحوبة برياح قوية لـ30 ساعة اخرى مما يهدد جهود الانقاذ·
وقال احد المسؤولين عن الخلية التي تم تشكيلها ''ان المعلومات الاولية تشير الى مقتل 10 في المكلا و7 في وادي حضرموت و8 في المهرة بينهم طفل''· واضاف ان المياه باتت تغمر مدينة شيبام المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي مما يهدد مبانيها بالانهيار· واشار الى ان عدد الاسر المشردة بلغ ·3500 كما اشار الى ان سفينة شحن هندية غرقت بسبب الامواج العاتية قبالة مرفأ في محافظة المهرة المجاورة، لكن تم انقاذ افراد الطاقم الـ·17
واعاقت الرياح القوية التي لا تزال تعصف بالمنطقة منذ ليل الخميس الماضي عمليات الاغاثة التي تقوم بها المروحيات· وقالت عمليات امن محافظة حضرموت إن بين الضحايا ثماني جثث انتشلت من وسط السيول حيث بلغ ارتفاع المياه في العديد من المناطق اكثر من 3 أمتار مما ادى الى قطع الكثير من الطرق التي تربط بين المناطق وتوقف الحركة فيها ووقوع أضرار بشبكات الطرق الداخلية في المكلا وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات·
واعلن مسؤولون في حضرموت في وقت سابق ان عشرات الاشخاص اعتبروا مفقودين في الفيضانات· بينما قال شهود عيان انهم رأوا جثث ضحايا جرفتهم السيول التي تشكلت نتيجة ارتفاع منسوب مياه الانهار بسبب هطول الامطار بشكل مستمر منذ 30 ساعة·
وقال احد مسؤولي خلية الطوارئ التي ترأسها نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي ان الفيضانات دمرت 800 منزل على الاقل بينها 340 في تريم وشيبام والقطن· واضاف ان خمس مروحيات للجيش ارسلت الى المنطقة لاغاثة آلاف الاشخاص الذي عزلتهم المياه في بلدات وقرى المنطقة· وذكر انه تم ايضا وضع مروحيات تابعة لشركات نفطية ناشطة في المنطقة في حال تأهب·
وأوضح محافظ حضرموت سالم الخنبشي أن تقارير ترددت بشأن وقوع خسائر في مناطق شتى ، غير أنه لم يتم جمع البيانات الدقيقة حولها بسبب صعوبة الوصول إلى كافة المناطق المتضررة· ولفت إلى تشكيل فرق ميدانية في مدينة المكلا والمدن المتضررة الأخرى لإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد أن قطعت عنها الإمدادات بكافة الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات فضلا عن إحداث أضرار جسيمة بالطرقات الرئيسة والداخلية·
وتسببت السيول المتدفقة بقطع طريق بويش - المكلا، وفوه - المكلا، وبروم - المكلا في منطقة الساحل، وكذلك قطع الطرقات بين شحير -الشحر، وشحير - الريان، وسيئون -تريم، ووادي العين وقهوة بن عيفان ووادي عمد ووادي دوعن في منطقة وادي حضرموت· وقال الخنبشي''إن هناك عددا من المدن والمديريات محاصرة بكميات هائلة من المياه خاصة أسفل أودية العين وعمد ودوعن ومنطقة ساه بوادي حضرموت''·
وتوقع الخنبشي أن تمتد الأضرار نتيجة لاستمرار هطول الأمطار في مناطق ومدن أخرى مثل سيئون وتريم والقطن وشيبام· في وقت اشارت مصادر الى ان السيول جرفت الأراضي الزراعية ودمرت بعض الممتلكات في محافظات حضرموت وابين والمهرة وشبوة·
وكان محافظ حضرموت ترأس اجتماعا طارئا ضم وكلاء المحافظة ومسؤولي المرافق الخدمية، واتخذت جملة من الإجراءات العاجلة الهادفة إلى إنقاذ المحاصرين نتيجة للسيول بواسطة الطائرات المروحية، إلى جانب التسريع بعودة الخدمات الأساسية إلى المدن المتضررة، وحصر الأضرار أولا بأول· بينما أوضح مدير عمليات أمن حضرموت العقيد سالم السفرة ان ثلاث جثث تم انتشالها من منطقة شحير وأربع جثث من منطقة بويش وواحدة في بورم · واضاف أن اكثر المناطق المنكوبة هي مديريتي ساه وتريم حيث لا تزال جهود الاغاثة مستمرة·
والتقى الرئيس اليمني اثناء جولته الميدانية التفقدية بعدد من السكان في منطقة فوه وتحدث اليهم، وحثهم على تجنب التواجد في المناطق والطرقات التي تتعرض لسيول غزيرة حتى لا تتعرض حياتهم للخطر، كما وجه السلطات المحلية باتخاذ اجراءاتها لايجاد منافذ لتدفق السيول باتجاه البحر بما يجنب المواطنين ومنازلهم الاضرار من هذه السيول واصلاح ما تضرر من شبكة الهاتف والكهرباء والطرقات والمياه
عدد اليوم
