السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معاناة غزة.. ماذا أكتب؟

10 يونيو 2018 21:37
منذ قامت إسرائيل بفرض حصارها الجائر على غزة عام 2006، الذي وصفه منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ماكسويل غيلارد بأنه «اعتداء على الكرامة الإنسانية»، وأنا أحاول الكتابة عن هذه المعاناة التي لم ولن يشهد التأريخ شدة ضراوتها، ولكن قلمي كان يتجمد في يدي، وتتناثر الأفكار وتتشتت وسط ضبابية الأجواء المحيطة بتبعات هذا الحصار. ماذا أكتب بعد عملية هدم المطار الوحيد في قطاع غزة كلياً مما زاد شدة الحصار والمعاناة؟ ماذا أكتب عن الحروب الضروس التي واجهتها غزة بصمود وشموع في أعوام 2008 و2012 و2014؟ ماذا أكتب عن منع الاحتلال دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع والمواد الغذائية الأساسية، ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر بين القطاع وإسرائيل، وصولاً إلى تجويع الشعب على أمل أن يرضخ للمطالب الصهيونية؟ وماذا أكتب، وأبناء غزة يجترحون كرامتهم كل يوم في وقت تركهم فيه العالم وحيدين؟ وماذا أكتب وغزة تقدم كل يوم العشرات من الشهداء معظمهم يسقطون وهم يشيعون جثامين من سبقهم إلى الشهادة؟ لقد أجبروا على مواجهة مصيرهم بأنفسهم، وهذا المصير ليس وليد اليوم، فمعاناة أهل غزة وعموم فلسطين مستمرة منذ أكثر من سبعين عاماً؟ كل ما أملكه وأستطيع تقديمه لأهل غزة هو الكلمة الصادقة والدعاء الحق وبالابتهال إلى الله تعالى بأن يحفظهم، وهم متفائلون، ورؤية الضوء في آخر النفق المظلم تمدهم بالعزيمة وتجعلهم أكثر تمسكاً بالحق الذي سيوصلهم إلى مرادهم برغم صعوبة ما يواجهونه. وما ضاع حق وراءه مطالب. نصّار وديع نصّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©