الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوح الطريق إلى كلية التجارة (1)

10 يونيو 2018 21:37
عبر الدهاليز السرية للذاكرة.. أجد طريقاً ممتداً من بوابة «جامعة جنوب الوادي» إلى كلية التجارة بها.. ذات يوم كنت هنا على قارعة الطريق.. أنصت إلى المارة.. لحظة خلود في ملامحهم وضحكاتهم.. كنت مخلوقاً سعيداً.. كنت باستمرار أطلق الخيال للعالم الوردي.. الابتسامة الوحيدة المتبقية لي على طول هذا الطريق.. موجودة تحت هذه الشجرة التي جلسنا تحتها قبل أن نرحل إلى ديارنا.. البداية تكمن في بوابة الدخول الثانية.. لتمضي مع المجهول الذي تعشقه. - لماذا؟ - لأنني ما زلت هنا. - أنت تعشق التفاصيل. - أي تفاصيل! - التفاصيل تعرفها. - هل توهمت حقاً؟ - هناك في إيقاع ضحكات الأصدقاء والمرأة الحزينة.. أكمل السير. كان الطريق من البوابة الأولي إلى الثانية طويلًا.. يمكنك أن تأخذ نفساً عميقاً، أن تهيئ لنفسك حلماً جميلًا.. خطواتك الكثيرة المتباعدة تستقيم عند إدراكك الخطوة الأولى على البوابة الثانية. - هل لديك كارنيه للدخول؟ - نعم. - التاريخ منتهٍ. - ساعة الزمن متقدمة 10 سنوات! - هل تستطيع أن تؤخرها إلى هذا اليوم البعيد؟ - نعم.. 10 سنوات و20 ساعة و30 دقيقة! - التاريخ أصبح صالحاً.. تفضل. الخطوات الأولى تأخذك إلى خيال ملموس داخل واقع بعيد كل البعد عن الحقيقة.. هنا نصمت ونطير فوق السحاب لاستعادة الأنا القديمة.. والوجوه القديمة.. ضحكات الأصدقاء.. قاعة المحاضرة الأولى.. هنا الشيء واللاشيء.. لا تغدو الدقيقة كالسنين.. وتغدو السنين كدقيقة.. هنا الامتلاك الكامل. - هل تزعجك ذكرياتك؟ - دائماً - هل تريد أن آخذك إلى مكانك الأول معها. - من هي؟ - تهدهد السنوات السابقة ذاكرتك.. أنت تعرف من تكون؟ - تذكرت.. هي كانت هنا. في منتصف الطريق إلى كلية التجارة.. تظهر الصور الأصلية والأماني الممنوعة.. كان هنا مكاننا الأول.. في الركن الهادي.. لكن وجهها يتلاشى من الذاكرة.. فقط أتذكر حركاتها.. المشاهد إلى ذلك اليوم.. مسافة قصيرة بين الذاكرة والذكرى. - لن تقدر أن تحبها من جديد. - أظن ذلك، على الأقل نحن أصدقاء. - لن تسلك هذا الطريق لتقول لها «أحبك»! - أكثر ما يحلم به. - هي لم تعد هي. - فات الأوان. قصائد الحب والشوق، التي نلمس فيها شوقي لها.. داخل أوراق.. من الصعب ترجمتها بمشاهد حقيقية.. نراها في الفراغ.. تلك الليلة من شهر يناير كانت باردة.. والأمطار غزيرة.. كان يجب أن نختبئ من برودة الجو وهطول المطر. - تتلاعب والمشهد بسيط! - أنت تتذكره؟ - أنت صارحتها.. - قالت كن صديقي.. - فذهبت لتختفي. عمرو أبوالعطا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©