تختفي مركبات الأجرة في شوارع مدينة الشارقة، خصوصاً في أيام العطل الأسبوعية والرسمية، مما أثار تذمراً من سكان المدينة، على الرغم من أن نحو 5 آلاف سيارة أجرة تجوب شوارع المدينة التي يقف عدد سكانها على أعتاب المليون نسمة·
ويعزو السكان هذا الاختفاء إلى ''تحوّل'' معظم سيارات الأجرة في هذه الأوقات إلى مركبات ''نقل جماعي''، بحسب تعبيرهم، وهو ما يؤكده اشتياق محمد الذي يعمل سائقاً لسيارة أجرة في الشارقة·
ويؤكد مصدر مسؤول في مؤسسة مواصلات الإمارات، فضل عدم الكشف عن هويته، أن مطلع العام المقبل سيشهد زيادةً ملحوظةً في عدد مركبات الأجرة، من أجل ''وأد هذه المشكلة وإغلاق ملفها بالكامل''·
يقول اشتياق إنه وكثير من رفاق مهنته يعملون على نقل أربعة أشخاص في كل رحلة مقابل تحصيل عشرة دراهم من كل واحد، بدلاً من نقل شخص واحد، بمعنى تقاضي العداد الواحد أربع مرات، بقصد تحقيق ربح مادي، متذرعين بـ''الظروف المتردية'' التي يعانون منها·
ويعتبر العمال ''الفئة المفضلة'' لاشتياق وزملائه، لتحصيل 40 درهماً في كل رحلة، مقابل عشرة دراهم قيمة العداد· ويبرر اشتياق قائلاً: ''مهنة السائق مهنة متعبة· فهو يقضي 12 ساعة عمل متحملاً أي مخالفات أو أعطال تطرأ على المركبة، مقابل الحصول على حفنة قليلة من الدراهم التي لا تكفي لتسديد متطلبات الحياة''·
وتضاف هذه الشكوى الجديدة إلى قائمة المآخذ التي يسجلها السكان على سيارات الأجرة، مثل قلة النظافة، وعدم صلاحية المركبة أحياناً، إضافة إلى الغلظة في تعامل السائقين مع السكان· يقول حسين حيدر إن مسألة الحصول على سيارة أجرة خصوصاً في عطلة الأسبوع ''حلم صعب المنال''، إضافة إلى ''سوء معاملة السائقين ورفضهم توصيل الركاب إلى حيث يريدون''·
ويتأفف عبيد محمد عند سؤاله عن رأيه في خدمة سيارات الأجرة، باثاً شكواه جراء تكرار الوقوف طويلاً في صفوف الانتظار للحصول على سيارة أجرة، خصوصاً يوم الجمعة·
وكانت مواصلات الشارقة أطلقت مؤخراً جيلاً جديداً من سيارات الأجرة، عبر إضافة نحو ألف مركبة، ''إلا أن الحال لم تتغير كثيراً، خصوصاً في أوقات العطل''·
وبحسب إحصاءات إدارة المرور والترخيص في الإمارة، فقد وصل عدد السيارات الخاصة في مدينة الشارقة إلى 46 ألف سيارة، في حين بلغ عدد سيارات الأجرة 5 آلاف سيارة، تعمل جميعها لصالح مؤسسة مواصلات الإمارات، من خلال شركات امتياز معتمدة·
وكان عبدالله الزري مدير عام مؤسسة مواصلات الشارقة قال في تصريح سابق لـ''الاتحاد'' إن المؤسسة رصدت هذه الظاهرة من خلال الشكاوى الهاتفية التي تلقتها عبر مركز الاتصال التابع للمؤسسة، وكذلك من خلال مراقبي الجودة الميدانيين التابعين للمؤسسة·
وزاد الزري أن المؤسسة اتخذت عدداً من الإجراءات للحد من هذه الظاهرة، حيث شددت عقوبة عدم التوقف لتحميل الركاب أو رفض توصيلهم بتطبيق غرامات تصل إلى 1000 درهم ورصد نقاط سوداء، و في حال تجاوز أي سائق عدد 16 نقطة سوداء خلال عام، تنهى خدماته فوراً، طبقاً لما جاء بالاتفاقية المبرمة مع الشركات الممنوحة حق تشغيل مركبات الأجرة داخل إمارة الشارقة، متوقعـــاً أن يســــاهم تدشـــين الشركـــة الجديدة (أجرة الشارقــــة) قريبــــاً في سد النقص الحاصل في خدمات مركبات الأجرة·
وبحسب وثائق المؤسسة، فإنها تلقت خلال النصف الأول من العام الحالي 4 آلاف و240 شكوى تتعلق بسائقي سيارات الأجرة، أبرزها الطيش في القيادة، وعدم التحميل، وعدم التوقف·
وأشار مدير عام مؤسسة مواصلات الشارقة آنذاك إلى أنه في إطار جهود المؤسسة أيضاً لحل هذه الأزمة، فقد تم التعاقد مع إحدى الشركات السنغافورية العاملة في مجال الإلكترونيات لتنفيذ مشروع جديدة تقدر كلفته بـ30 مليون درهم، يتم بموجبه إخضاع جميع مركبات الأجرة إلى المراقبة عن طريق الأقمار الاصطناعية، بحلول منتصف العام المقبل·
يذكر أن المواصلات العامة في الشارقة نقلت حوالي مليونين و900 ألف راكب من محطة الجبيل الرئيسة في الشارقة، التي تستعد لإنشاء مبنى جديد لها، إلى مختلف مدن الدولة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، أي بزيادة قدرها 26% أو 600 ألف راكب خلال المدة ذاتها من العام الماضي، بينهم مليونان و300 ألف راكب إلى دبي، و250 ألف راكب إلى أبوظبي، و125 ألف راكب إلى عجمان، و70 ألف راكب إلى كل من العين ورأس الخيمة وخورفكان
عدد اليوم
