الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسماك السلمون للأغنياء فقط

أسماك السلمون للأغنياء فقط
18 مايو 2014 22:40
ترجمة: حسونة الطيب قبل أن تجد شرائح السلمون المُدخنة طريقها لرفوف المراكز التجارية، كانت تكلفة هذا النوع من الأسماك عالية يصعب استهلاكها من قبل عامة الناس. ومع أن مزارع السلمون ساهمت في تغيير هذه الصورة، إلا أن الارتفاع الكبير في أسعار السلعة بفضل الزيادة الكبيرة في الطلب العالمي، دفع خبراء القطاع للتحذير من اقتصار استهلاكها قريباً على الأغنياء فقط. ويقول فيليب باربي، مدير شركة أوشن دايركت الفرنسية العاملة في توزيع السلمون: «كان السلمون في الماضي من السلع الفاخرة. وعندما ترتفع أسعاره، تعود للانخفاض مرة أخرى، لكن لمستوى يكون استهلاكه محصوراً على الذين يملكون المال فقط». وقفزت أسعار السلمون إلى أكثر من 50 كروناً نرويجياً للكيلو (8,50 دولار)، محققة رقماً قياسياً في السنة الماضية، بفضل قوة الطلب من بلدان تتضمن الولايات المتحدة الأميركية وبعض الأسواق الناشئة مثل البرازيل. كما يأمل العديد من المنتجين والمستثمرين الذين اجتمعوا مؤخراً في المعرض السنوي للمأكولات البحرية في بروكسيل، في تحقيق أرباح قوية هذا العام. وساهم في ارتفاع الأسعار أيضاً، شيوع صيت طبق السوشي الياباني الذي يدخل السلمون ضمن مكوناته الرئيسية، بجانب حمض أوميجا 3 الدهني المشبع المستخلص من السلمون والذي يتميز بفاعليته في تخفيض الكوليسترول. ويرى كلاوس هاتيلبريك، مدير العمليات في مجموعة مزارع النرويج الملكية للسالمون، أن تغييراً طرأ على عملية الطلب وحقق نمواً سنوياً يتراوح بين 6 إلى 7% خلال عام 2012 - 2013 متجاوزاً مستوياته التاريخية. ونجم عن الارتفاع الكبير في الأسعار، ارتفاع مشابه في قيمة صادرات النرويج من السلمون بنسبة قدرها 35% خلال العام الماضي بالمقارنة مع 2012. كما أعلنت الشركات المنتجة لسمك السلمون عن ارتفاع في أرباحها أيضاً. وارتفعت أرباح مارين هارفيست أكبر شركة لمزارع السلمون في العالم التي تتخذ من أوسلو مقراً لها وتملك فروعاً، بالإضافة إلى النرويج في كل من شيلي واسكتلندا، بنحو ستة أضعاف خلال 2013، بينما أعلنت رويال سالمون، عن أفضل نتائج لها منذ إنشائها قبل 21 عاماً. ومن المنتظر تلقى السلعة المزيد من الدعم على جانب التوريد، في وقت تواجه فيه عمليات زراعة السلمون تحديات هيكلية ربما ينتج عنها انخفاض في نمو المخزون. وفي النرويج، التي تُعد أكبر منتج لسالمون المزارع في العالم، ينجم عن الطرق التي تنتهجها الحكومة في إصدار التراخيص لممارسة هذه التجارة، قيود تؤدي إلى تراجع الإنتاج، بينما تحدد مخاطر الأمراض، كمية الأسماك التي يمكن تربيتها في المزارع القائمة. كما أن ارتفاع غذاء الأسماك الناتج عن الزيادة الكبيرة في عمليات الاصطياد ومحدودية مصادر الأسماك الصغيرة المستخدمة كغذاء نتيجة للتغير المناخي، بجانب مواد خام أخرى، ساهمت جميعها في ارتفاع تكلفة الإنتاج. وتأثرت الأسعار خلال السنة الماضية أيضاً، بعامل دوري تمثل في درجات حرارة البحار، حيث عانت النرويج تدنياً غير عادي في درجة حرارة البحر، ما أدى إلى تراجع نمو الأسماك. ويتوقع العاملون في إنتاج الأسماك والمحللون، أن تظل الأسعار على ارتفاعها. وبالمقارنة مع نحو 39 كروناً نرويجياً للكيلو الواحد الأعلى منذ ثمانينيات القرن الماضي، من المتوقع بلوغ أسعار 2014 نحو 40 كروناً، لتتراوح بين 38 إلى 40 كروناً خلال العام المقبل. وجاء في بيان أصدرته منظمة الزراعة والأغذية من مقرها في روما: «من المفترض وعلى المدى الطويل، أن ينجم عن القيود التنظيمية والفيزيائية المفروضة على نمو المخزون، مصحوبة بزيادة كبيرة في الطلب العالمي، استمرار في ارتفاع أسعار السلمون». كما حذر آخرون من الإفراط في التفاؤل، حيث حذر بورج برايتز، المدير التنفيذي لشركة سيفرنايا التي تقوم باستيراد السلمون لروسيا، من أن يحول ارتفاع الأسعار بين المستهلكين والموزعين والأسواق في البلدان الغنية. وتأثرت على سبيل المثال السوق الروسية، من الانخفاض الكبير في قيمة الروبل. ويشير ارتفاع درجات الحرارة في البحار هذا العام، إلى نمو أفضل في الإنتاج ومن ثم إلى زيادة المخزون. لكن يبدو تعرض الشركات العاملة في معالجة السلعة كالسلمون المُدخن في الأسواق الغنية مثل فرنسا، حيث يولي المستهلكون المزيد من الاهتمام لقضية الأسعار، في وقت تجني فيه شركات الإنتاج نوعاً من الأرباح. وبموجب مستويات الأسعار الحالية البالغة 45 كروناً للكيلو الواحد، ينبغي لهذه الأسعار التراجع لدون ما بين 38 إلى 40 كروناً، حتى يكون في مقدور شركات المعالجة والتوزيع والتجزئة، بلوغ مرحلة الأرباح. كما أنه ودون استقرار الأسعار عند المستويات التي يمكن لشركات التشغيل والتوريد تحقيق الأرباح، ربما يعاني سوق السلمون التقلص والانحسار. وفي حالة استمرار الأسعار في الارتفاع، سيتوفر السلمون على موائد الأغنياء فقط. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©