الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوز «مودي».. هل يعزز العلاقات الأميركية الهندية؟

فوز «مودي».. هل يعزز العلاقات الأميركية الهندية؟
18 مايو 2014 22:41
هوارد لافرانشي واشنطن عندما زار الرئيس الأميركي باراك أوباما الهند في عام 2010، أعلن أن العلاقات الثنائية بين أقدم وأكبر دولتين ديمقراطيتين في العالم بمثابة «شراكة محددة لاتجاهات القرن الحادي والعشرين». ومنذ ذلك الحين لم تزد العلاقات إلا تدهوراً. وهناك سلسلة من العوامل أدت إلى ضعف العلاقات الواعدة بين الدولتين: منها استياء الولايات المتحدة من الانتهاكات التجارية الهندية، وتلاشي اهتمام البيت الأبيض بالتحول الداخلي الملحوظ في الهند، ثم النزاع الدبلوماسي الذي اندلع في ديسمبر الماضي بعد القبض على دبلوماسية هندية في نيويورك. ويعتبر الفوز الكاسح الذي حققه «حزب بهاراتيا جاناتا» الهندوسي القومي في الانتخابات المحلية فرصة لـ«إصلاح» العلاقات بين واشنطن ونيودلهي والوفاء بالوعد الذي قطعه الرئيس أوباما قبل أربعة أعوام، حسبما يرى مسؤولون ومحللون من جنوب آسيا. ويتوقع المحللون أن يسعى حزب «بهاراتيا جاناتا» بقوة إلى تطبيق تدابير اقتصادية داعمة للنمو وإعادة تأكيد دور الهند كقوة آسيوية عبر سياسات خارجية أكثر نشاطاً، لافتين إلى أن ثمة خطوات يمكن للولايات المتحدة من خلالاها تعزيز مصالحها ومصالح المنطقة معاً. وقالت ليزا كورتيز، الباحثة رفيعة المستوى في شؤون جنوب آسيا، لدى «هيرتدج فاونديشن» في واشنطن، «إن انتخاب الحكومة الجديدة، والتي سيشكلها حزب بهاراتيا جاناتا، يتيح الفرصة لإعادة تجديد العلاقة التي ضعفت خلال الأعوام القليلة الماضية». وأضافت كورتيز: «إن هذه فرصة للولايات المتحدة والهند كي تمضيا قدماً على طريق تعزيز كثير من المصالح الاقتصادية والاستراتيجية المشتركة». لكن قبل أن يمكن للعلاقات التحول من طريقها الوعر إلى مسارها السريع، سيكون على الولايات المتحدة الاتفاق على بنود مع زعيم حزب «بهاراتيا جاناتا»، ناريندرا مودي، الذي بات في حكم المؤكد أنه رئيس وزراء الهند المقبل. ولعل نتائج الانتخابات جعلت من مودي وجهاً جديداً لآمال وطموحات 1.2 مليار هندي، لكنه ظل مدرجاً على القائمة السوداء من قبل الولايات المتحدة لما يقرب من عشرة أعوام. وقد رفضت الولايات المتحدة إصدار تأشيرة دخول لمودي في عام 2005 بسبب اتهامات له بأنه إما متورط في إثارة اضطرابات طائفية قاتلة أو أنه لم يفعل شيئاً لوقفها في عام 2002 بعد أن اندلعت في ولاية غوجارات عندما كان رئيساً لوزرائها. وحصدت تلك الاضطرابات أرواح أكثر من ألف ضحية مسلم، وجعلت مودي هدفاً لجماعات حقوق الإنسان الدولية. وهنأت إدارة أوباما يوم الجمعة مودي على فوز حزبه، بينما أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن «رئيس وزراء الهند مرحب به في الولايات المتحدة». وفي بيان لاحق، أكد البيت الأبيض أن الرئيس أوباما اتصل بمودي للتأكيد على أنه يتطلع للتعاون معه عن كثب لإنجاز الوعد الاستثنائي للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والهند. وعلى صعيد الخارجية الأميركية، قالت المتحدثة باسم الوزارة جين بساكي: «نهنئ ناريندرا مودي وحزبه على فوزهما في الانتخابات المحلية التاريخية في الهند»، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات شهدت مزيداً من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بحرية ونزاهة أكثر من أية انتخابات أخرى في التاريخ الإنساني. وأوضحت أنه بالنسبة لـ «مودي» كـ«رئيس للحكومة»، سيتم منحه تأشيرة الدخول التي يتم إصدارها لرؤساء الحكومات. لكن بعض المحللين والمسؤولين وممثلي الجالية الأميركية الهندية يعتقدون أن الأمر سيتطلب مزيداً من التواصل والحماسة أكثر من ذلك لإعادة العلاقات إلى مستوى «الشراكة المحددة». وأفادت كورتيز بأنه على إدارة أوباما أن تنظر بعين الاعتبار إلى الحملة الشاملة لكافة أطياف المجتمع التي خاضها مودي كتأكيد على أن الزعيم الجديد يعتزم خدمة كافة المواطنين الهنود. وأضافت: «على أوباما أن يتواصل مع مودي ويوضح له أنه لن يرفض التعاون معه بسبب اضطرابات غوجارات»، مؤكدة أنه على الولايات المتحدة أن تأخذ في الحسبان أن مودي لم يشارك في الفعاليات الجماعية في الحملة الانتخابية. ويشير آخرون إلى أن عدداً من التحقيقات التي أطلقت عقب اضطرابات غوجارات أكدت براءة مودي، حتى على الرغم من تورط عدد من وزراء حكومته في التحريض على العنف. ومن بين الأفكار التي تقدمها الجالية الأميركية الهندية أن يوجه أوباما دعوة إلى مودي لزيارة البيت الأبيض في سبتمبر المقبل لحضور الاجتماع السنوي الذي تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بصفته زعيماً هندياً. وأشار سانجاي بوري، رئيس مجلس إدارة لجنة العمل السياسية الهندية الأميركية إلى أنه على الرئيس أوباما أن ينتهز فرصة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعوة مودي فيقدم دَفعة للعلاقة التي تبدو ضعيفة في الوقت الراهن. ولفتت كورتيز إلى وجود عدد من الفرص في الأفق القريب كي توضح الولايات المتحدة رغبتها في العمل مع الهند بقيادة مودي، بما في ذلك الاجتماع الثلاثي بين الولايات المتحدة والهند واليابان المزمع في يونيو القادم. وأوضحت أن هذا الاجتماع سيسمح لإدارة أوباما بتعزيز مبادرة الرئيس المعروفة بـ«محور آسيا» عن طريق التأكيد على المكان الذي تتصوره للهند. لكنها أكدت أنه قبل ذلك، يتعين على إدارة أوباما أن توضح للهند أن واشنطن مستعدة ومهتمة بالعمل مع زعيمها الجديد. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©