الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كوزمين ينتصر في «التكتيك» واستغلال «دكة البدلاء»

كوزمين ينتصر في «التكتيك» واستغلال «دكة البدلاء»
14 سبتمبر 2016 23:14
عمرو عبيد (القاهرة) نجح الأهلي في الفوز بكأس سوبر الخليج العربي الإماراتي على حساب الجزيرة، بعد مباراة قوية من الجانبين خاصة في شوطها الثاني، والذي شهد سرعة وهجوماً من الطرفين بعدما مر الشوط الأول بحذر كبير من كليهما، ولم يشهد فرصاً تهديفية كثيرة، في ظل الالتزام الدفاعي من الفريقين، ورغبة كل منهما في السيطرة على منطقة المناورات والاستحواذ على الكرة. أما في الشوط الثاني، فقد تغير شكل المباراة تماماً، بعد إقصاء حبيب الفردان لاعب الأهلي بعد ساعة من اللعب، ليتخذ اللقاء منحنى مختلفاً حمل الكثير من السرعة وتبادل الهجوم ووجود مساحات كبيرة، خاصة بين خطي وسط ودفاع فخر أبوظبي، ليستحق الفرسان هذا الفوز الغالي واللقب الجديد بعد مباراة، قدم خلالها الفريقان صورة مشرفة جداً عن الكرة الإماراتية. الأرقام والإحصائيات كشفت عن بعض أسباب فوز الفرسان بهذا اللقب الغالي، ولعل البداية يجب أن تكون من خط دفاع الأهلي الصلب وحارس مرماه المتألق، حيث إن دفاع الفرسان كان قوياً كالعادة وأجهض العديد من هجمات الجزيرة بفضل التمركز الجيد والقدرة على قطع التمريرات واستخلاص الكرة وتشتيتها بنجاح، وقدم الثنائي وليد عباس وكيونج الكوري مباراة ممتازة في أغلب فتراتها، وكانا هما الأغزر استخلاصاً وقطعاً للكرات، بواقع 16 كرة من جانب عباس، و15 لكيون، وقاما بذلك دون ارتكاب أخطاء كثيرة ضد مهاجمي الجزيرة، حيث لم يرتكب الكوري أي خطأ ضد لاعبي فخر أبوظبي، بينما ارتكب وليد خطأ واحداً فقط طوال المباراة. ثنائي قلب الدفاع الأهلاوي نفذا الضغط على مهاجمي الجزيرة باقتدار في أغلب الكرات أو الفرص التي لاحت للتسديد من جانب لاعبي فخر أبوظبي، ولهذا ورغم أن الجزيرة توغل إلى داخل منطقة جزاء الأهلي 7 مرات، فإن كل التسديدات ذهبت بعيداً عن المرمى بسبب عدم منح قلب وظهيري الأهلي المساحة الكافية للاعبي الجزيرة وإبعادهم عن المرمى قدر الإمكان، وهو ما تكرر في 6 محاولات أخرى كانت كلها من خارج منطقة الجزاء الحمراء صعبة الاختراق، بنسبة 46% من إجمالي هجمات الجزيرة المكتملة. أمر آخر يتعلق بتقييم نجاح دفاع الأهلي وحارسه في هذه المباراة، وهو ما يخص ركلات الجزيرة الركنية الغزيرة التي حصدها فخر أبوظبي وبلغ عددها 11 ركلة، النجاح الأول لدفاع الأهلي بأكمله كان منع التمريرات العرضية وقطع الكرة وتحويلها إلى ركنية، وهو ما يمنع خطورة اكتمال تلك الهجمات في هذه المرحلة، وبالطبع كان النجاح الثاني في إبعادها في ظل تمركز صحيح ومميز جداً في مثل هذه الكرات الثابتة. وهذا يقودنا إلى ما قدمه ماجد ناصر حارس الأهلي أيضاً في اللقاء، حيث تعامل باقتدار مع أغلب الكرات العرضية التي اعتمد عليها الجزيرة في هجومه، وكاد يسجل منها في الشوط الأول، ومنح ناصر دفاع فريقه راحة كبيرة لخروجه دوماً في توقيت مناسب، باستثناء خروج خاطئ وحيد، أمسك وأبعد ماجد 5 كرات عرضية خطيرة من إجمالي 6 تمريرات، بنسبة نجاح تبلغ 83%، بالإضافة إلى تعامله الناجح بنسبة 50% مع تسديدتين للاعبي فخر أبوظبي بين القائمين والعارضة.. وما يتعلق بتسديدات الجزيرة، هو أمر يمكن تناوله من جهة أخرى، تتعلق بقلة دقة محاولات فخر أبوظبي رغم تعددها، فإجمالي تسديدات الجزيرة بلغ 13 محاولة، منها 2 فقط بين القائمين والعارضة، بدقة 15% فقط، وحتى مع التسليم بنجاح دفاع الأهلي في الحد من خطورتها والتضييق على مسدد الكرة، لكن بالتأكيد يتحمل لاعبو الجزيرة جزءاً من سلبية تلك المحاولات وتراجع دقتها بشكل واضح. بالمقارنة الرقمية، نجد أن الأهلي كان أكثر خطورة بـ 11 تسديدة على مرمى الجزيرة، لأن دقتها كانت عالية وفعالة بشكل واضح، حيث سدد الفرسان 5 كرات بين القائمين والعارضة بدقة 45%، وكانت توغلاتهم داخل منطقة جزاء الجزيرة ناجحة ومؤثرة بالفعل، حيث اخترق الأهلي منطقة فخر أبوظبي 8 مرات من إجمالي 11 محاولة، بنسبة 72.2%. دفاعياً، مرة أخرى، نجد أن فريق الأهلي المنظم، كما عهدناه في الموسم الماضي مع مدربه الروماني كوزمين، أجاد تنفيذ الضغط في مختلف أرجاء الملعب على لاعبي الجزيرة، ولعل ركلة الجزاء التي نتج عنها الهدف الثاني الحاسم أفضل مثال لهذا الأمر، فبين قلب الدفاع والظهير الأيسر للجزيرة، ظهر 4 لاعبين من الأهلي في حالة ضغط عكسي، أسفرت عن استخلاص ناجح من قبل وليد حسين ليراوغ ويتوغل بمهارة فائقة ويحصد ركلة جزاء، وهو ما تكرر في عدة ألعاب أخرى، كان فيها عدد لاعبي الأهلي أكبر من صاحب الكرة في الجزيرة، وتمركزهم كان ناجحاً في الضغط على حامل الكرة وقطعها منه أو منعه من التمرير الصحيح. وبمراجعة أرقام لاعبي الأهلي الخاصة باستخلاص وقطع الكرات، وبعد ثنائي قلب الدفاع عبس وكيونج، نجد أن الظهيرين، صنقور وهيكل، هما ضمن أفضل 4 لاعبين في صفوف الفريق الأحمر من حيث انتزاع الكرات وقطع التمريرات للمنافس، وقطع صنقور 12 كرة ولهيكل 9 كرات، وهو ما يعني أيضاً أن طرفي الملعب للأهلي كانا قادرين على إجهاض هجمات الجزيرة عبرهما بنسبة أكبر من اكتمالها، رغم اعتماد فخر أبوظبي على تلك الطريقة كثيراً في هجومه، وهو ما أكدت عليه الإحصائيات التي أشارت إلى اعتماد الجزيرة على 18 هجمة عبر الجناحين مقابل 8 هجمات فقط من العمق. وظهرت ملاحظة أخرى، وهى أن أغلب لاعبي الأهلي نفذوا هذا الضغط بتعليمات ثابتة واضحة، تعكس ارتفاع معدل اللياقة البدنية والذهنية لديهم مقارنة بلاعبي الجزيرة، وشاهدنا حبيب الفردان يقطع 9 كرات خلال ساعة واحدة فقط من اللعب بسبب طرده، كما قدم إسماعيل الحمادي درساً للاعب المهاجم الملتزم بمهامه الدفاعية بشكل مثالي، حيث عاد كثيراً إلى منتصف الملعب وتمكن من استخلاص 8 كرات، ومثال آخر مهم جداً يظهر من خلال البرازيلي البديل، ريبيرو، والذي لعب 24 دقيقة تقريباً استخلص فيها 3 كرات، بمعدل قطع كرة واحدة كل 8 دقائق، وهو صانع الألعاب والمهاجم المتأخر خلف مواطنه ليما.. وكل تلك الأمور توضح مدى الالتزام التكتيكي للاعبي الأهلي مع المدرب القدير كوزمين. والروماني امتلك ميزة أكبر بحسب ما شاهدناه في تلك المباراة، وهي المتعلقة بالأوراق الرابحة الثقيلة فوق مقاعد البدلاء وحسن اختيار توقيت إشراكهم والتغييرات التكتيكية داخل الملعب في ذات الوقت، فدخول ريبيرو بديلا لأحمد خليل منح وسط ملعب الأهلي ثقلاً زائداً وكثافة عددية أكبر، ومع إضافة مهارة البرازيلي المبهرة، كان للأهلي خطورة وأفضلية كبيرة جداً عقب دخوله، حيث يمتلك القدرة على الاحتفاظ بالكرة وتمريرها بشكل صحيح ومؤثر، مع استخدامه لمهارته في المراوغة بشكل رائع جعل لكل هجمة أهلاوية معه خطورة فائقة، والدليل أنه وحده أضاع فرصتين لإحراز هدفين آخرين خلال أقل من نصف ساعة لعب فقط من جانبه. التبديل الثاني من جانب كوزمين كان ذكياً وواعياً بدرجة ممتازة، فالإحصائيات الخاصة بأداء خميس إسماعيل في هذا اللقاء تشير إلى أنه كان أقل لاعبي الوسط استخلاصاً للكرة، عكس ما شاهدناه من جانبه مع المنتخب الإماراتي، وقطع خميس 5 كرات فقط طوال 75 دقيقة لعب، بالإضافة إلى ارتكابه 3 أخطاء وحصوله على بطاقة صفراء للخشونة، ومع دقة تمرير للكرة بلغت 84% وضعته في المرتبة الثامنة في قائمة الفريق. ومن المنظور الهجومي، نجد أن الأهلي كان أكثر فاعلية بشكل كبير في استغلال الهجمات رغم استحواذ الجزيرة على الكرة بشكل أكبر، حيث تغلب حسم الفرسان بالفعل على استحواذ فخر أبوظبي، والذي بلغ نسبة 56% مقابل 44% للأهلي، لكن الفرسان شنوا 31 هجمة على مناطق الجزيرة مقابل تنفيذ الأخير لـ 26 هجمة، ورغم اكتمال 14 هجمة لفخر أبوظبي فإنهم لم يتمكنوا من إحداث الخطورة اللازمة لهز الشباك الحمراء إلا في مناسبة واحدة فقط من فرصتين مؤكدتين للتهديف، في حين اكتمل للأهلي 10 هجمات صنعوا منها 5 فرص محققة للتسجيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©