الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصداقات الإلكترونية» محفوفة بمخاطر المجهول وإغراءاته

«الصداقات الإلكترونية» محفوفة بمخاطر المجهول وإغراءاته
5 مايو 2012
“صداقات” ولدت من قلب البوابة الإلكترونية، ونمت من خلالها، فهل يمكن أن تكون هذه الصداقة الإلكترونية حقيقية، أم أنها تختفي في الواقع ولا يعود لها وجود، وهل الذين يصادفون مثل هذه الصداقات يخفونها؟ أم أنهم يفصحون عنها بجلاء، هل يعيشونها بصدق وإخلاص، أم أنها تظل مجرد أقنعة كاذبة؟ إلى ذلك، تعلمت حصة راشد، طالبة في المرحلة الثانوية الكثير عن عادات الشعب الإيطالي، من خلال صديقاتها الإيطاليات اللواتي أرسلن لها رسائل كثيرة عبر البريد الإلكتروني، تضيف “لم يقتصر الأمر على الرسائل الإلكترونية، بل تعدته إلى محادثتي لهم عبر غرف الدردشة”. وترى راشد أن الصداقة الإلكترونية ليست مجرد الكتابة عبر لوحة المفاتيح لشخصيات وهمية أو طيف خرافي، لكنها مقتنعة وواثقة بفكرة التبادل الثقافي، من خلال التعرف إلى أصدقاء من بلدان مختلفة. ولفتت إلى أن حجم استفادتها من صداقاتها الإلكترونية، تأتي من خلال قابليتها ومدى استعدادها للتعلم، والتعرف إلى ثقافات أخرى، مشيرة إلى أن الإنترنت وسيلة اتصال بمختلف أنحاء العالم. من جهتها، قالت أسماء (طالبة) “لدى الكثير من الصداقات، حيث إنني أقضي كل وقت فراغي أمام الإنترنت، وأرى من خلال صداقاتي الإلكترونية العديدة أن الصديق الإلكتروني، ربما تتطور العلاقة لتصبح أقوى من صداقة حقيقية، ولكن من وجهة نظري الصديق الإلكتروني يمكن أن أتطرق معه إلى مواضيع وأحاديث تختلف عن المواضيع التي أتطرق لها مع صديقي الواقعي أو الحقيقي”، لافتة إلى أنها كلها صداقات ولكن لكل منها خصوصيتها. وتؤكد “صداقاتي الإلكترونية اكثر عن صداقاتي في الواقع، وأهلي على دراية بهذه الصداقات إذ إنني لا أتعدى الحدود”. تؤيدها الرأي الطالبة الجامعية الهنوف، التي ترى أن هذه الصداقة مهمة لحاجة الفرد في بعض الأحيان للحديث مع صديق، يشكو له مصاعب الحياة، ويطلب منه المشورة والنصح في أمر ما دون الحاجة لمقابلته وجهاً لوجه. وتوضح “ليس بالضروري أن أبوح بجميع أسراري ومعلوماتي الشخصية للطرف الآخر، فقط أكتفي بالمعلومات البسيطة مثل البلد والسن”. في المقابل، هناك شخاص يعارضون فكرة الصداقات الإلكترونية إذ أنهم يرون أنها علاقات زائفة، وعلى الرغم من أنه لا توجد دلائل قاطعة على فشل علاقة الصداقة الإلكترونية. إلى ذلك، قال عبدالله (طالب ثانوي) “الصداقة الإلكترونية تحوي خليطاً من الأجناس المختلفة، لذا يجب على الشخص ألا يثق في الجميع، لأنه يجهل محادثه خلف الشاشة وعليه أن يحافظ على خصوصياته”. ويضيف “تعرفت إلى الكثيرين وتواصلنا وأفضل التواصل من خلال المنتديات لأنه مثمر وقيّم”. وأكدت أروى (موظفة) أنه “يجب الحذر من مثل هذه الصداقات، إذا إنها مبنية على الأوهام ومخفية وراء الكمبيوتر، ولا تعرف الشخص التي تتحدث إليه، والشخص الذي تتواصل معه عبر هذه الصداقة يمكن أن يطلي ملامحه بالأكاذيب حتى لو كان أمامك وبالنهاية الصداقة الحقيقية هي ما يراه القلب لا ما تراه العين”. وترى منال محمد (موظفة) أن “الصداقة عبر الإنترنت تختلف كثيراً عن الصداقة الحقيقية، فأنت لا تعرف من تحادث فكيف تثق به، بينما الصديق الحقيقي أنت تراه وقد اخترته بنفسك من بين ملايين الناس، فثقتك به تكون لا حدود لها، ولكن هنالك الكثير ممن نحدثهم عبر النت يعجبونك بأسلوبهم بطريقة نقاشهم إلا أنك تنخدع بهم”. ويقول الدكتور أحمد عموش، متخصص في علم الاجتماع والنفس، إنه يؤيد مثل هذه الصداقات ولكن ضمن حدود. ويوضح “الصداقة الإلكترونية مهمة في حياة الإنسان الافتراضية ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن شرط ألا تكون بهدف التسلية، وإنما يجب أن يكون لها أهداف إيجابية، مثل تبادل الثقافات والتعرف إلى حضارة الآخر”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©