الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أبوظبي للتخطيط العمراني: تعدد مراكز المدينة يحقق الاستفادة من مساحات الأراضي وشبكات النقل

أبوظبي للتخطيط العمراني: تعدد مراكز المدينة يحقق الاستفادة من مساحات الأراضي وشبكات النقل
26 أكتوبر 2008 02:17
أكد مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن مفهوم ''تعدد مراكز المدينة''، والذي يشكل نقلة مهمة وبعيدة الرؤى في مضمار التطوير العمراني للمدن العصرية، يضمن تحقيق أعلى مستويات الاستفادة من مساحات الأراضي وشبكات النقل في العاصمة أبوظبي وذلك من خلال إعادة مركزة الكثافة السكانية، والتي تتمحور حالياً في الجزء الشمالي الشرقي لجزيرة أبوظبي وترتفع في حدتها جنوباً على امتداد طريق المطار· وقال فلاح الأحبابي، مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، إن عدد سكان العاصمة أبوظبي سيتضاعف ثلاث مرات خلال العقدين المقبلين ليصل إلى ثلاثة ملايين شخص بحلول عام 2030 مقارنة مع ما يقارب مليون نسمة حالياً، الأمر الذي يفرض معه عدة تحديات كبيرة تتعلق بمتطلبات الاستدامة وسلاسة تنقل الأشخاص والمركبات· وأوضح أن تمركز سكان المدينة في منطقة واحدة أوجد معه صعوبات لما يتعلق بحرية الحركة في الوقت الراهن، في حين يجري تطوير بقية مناطق وضواحي جزيرة أبوظبي من خلال تشييد القصور والفلل والمساجد والمدارس ومراكز التعليم والترفيه حيث تتميز هذه المناطق بكثافة سكانية متدنية· ووفقاً لما يشير إليه مجلس أبوظبي للتطوير العمراني، فإن استراتيجية استخدام أراضي العاصمة أبوظبي ستشهد تغيراً جذرياً في عام 2030 لتكون معها العاصمة قادرة على العمل والاستمرارية وفقاً لأرقى مستويات الأداء على الرغم من الطفرة السكانية التي تتضاعف إلى ثلاث مرات في حينها· وفي هذا السياق يوضح سعادة الأحبابي بأن الخطط المزمع تنفيذها تقوم على إيجاد منطقة ''مركز العاصمة'' التي تستوعب ما يقرب 350 ألفاً إلى 380 ألف ساكن ولتمثل مركزاً ثانياً للعاصمة أبوظبي ضمن منطقة ما يعرف بمدينة خليفة (ج)· وستقام هذه المنطقة على محور يشكل امتداداً لطريق جسر المصفح وتكون مركزاً للمجتمعات الإماراتية في المدينة الرئيسية· وفيما يتعلق بجزيرة أبوظبي، سيتم توسيع مركز المدينة جهة الشمال الشرقي لتضم جزيرة الصوه (المركز المالي الجديد) ومنطقة ميناء زايد التي أعيد تطويرها وبعض أجزاء جزيرة الريم· وستكون هذه المنطقة المركز المالي والتجاري النابض لـ''أبوظبي''· وفي المقابل، فإن منطقة ''مركز العاصمة''- الموقع الجديد للدوائر الاتحادية والسفارات وبعض المؤسسات الحكومية المحلية - ستمثل الموقع الطبيعي لتواجد مؤسسات ودوائر الحكومة الوطنية· ويعقب الأحبابي بالقول إن أبوظبي، وانطلاقاً من كونها عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، تود التأكيد على دورها الريادي السياسي الطبيعي عبر تعزيز استراتيجية تطوير عمراني ذات رؤى وتطلعات هادفة وبعيدة النظر تأخذ في الاعتبار التأكيد على دور وتأثير المدينة· وأشار إلى أن مجلس التخطيط العمراني، ومن خلال تطوير مفهوم ''بنية النقل التحتية المستدامة والعصرية'' يضرب مثالاً ملموساً ومؤثراً حول مدى تناغم استراتيجية تطوير العاصمة أبوظبي من جانب، ويلقي الضوء على قدرات المجلس في مواكبة متطلبات أساليب الحياة المدنية العصرية التي تروج لها خطة أبوظبي للعام 2030 من جانب آخر· وتهدف بنية النقل التحتية الجديدة التي سيتم تطويرها إلى ربط مركز المدينة الحالي بمنطقة ''مركز العاصمة''، خاصة وأن وجود مركزين ضمن المدينة يسهم في إرساء نظام حركة سلس وعالي الكفاءة· وتتميز المدن ذات المركز الواحد بما يعرف بـ''تدفق حركة يماثل الموج'' صوب مركز المدينة في ساعات الصباح يتسبب في حالات اختناق مرورية بالنسبة للطرق المؤدية إلى المركز، في حين تتميز طرق وشوارع مخارج المدينة بكونها خالية من الحركة بنحو النصف· ويتغير هذا السيناريو بشكل معكوس عند ساعات المساء، من هنا فإن المدن التي يتواجد فيها مركزان تتيح حركة مرور متكافئة بين الجانبين، الأمر الذي يعني بأن مساحات الشوارع ووسائل النقل العام تجري الاستفادة منهما بشكل تام وفي كلا الاتجاهين في وقت واحد· وفي هذا المضمار، يوضح الأحبابي أن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، وعبر إرساء ''نموذج جديد من تخطيط المدن'' بعيداً عن الصورة التقليدية، يسعى إلى الترويج لمفاهيم عمرانية وحضرية جديد لما يتعلق بتصميم المدن، مشيرا إلى أن دور مجلس التخطيط العمراني يقوم على وضع التصورات ذات الرؤى المستقبلية وبعيدة النظر وترجمتها على أرض الواقع· ويذكر أن خطة أبوظبي 2030 تقوم على إرساء عدة مراكز رئيسية ذات حراك اقتصادي وعمراني وتجاري وسكاني واسع إلى جانب ''مركز المدينة'' ومنطقة ''مركز العاصمة''، إذ تتضمن هذه الاستراتيجية إجراء عمليات توسع كبيرة عبر إعادة تطوير وتوسيع منطقة الشهامة- الباهية، وبني ياس والوثبة، فضلاً عن تطوير المجتمعات الجديدة مثل منطقة الفلاح والشامخة· وإلى جانب ذلك، تجري عمليات تخطيط وبناء مشاريع جديدة على قدم وساق في كل من شاطئ الراحة وجزيرة اللولو والسعديات والريم وياس وجزر الحضريات لينعم سكانها في المستقبل من منافع البحر القريب· وتعزز هذه المشاريع فرص استخدام وسائل النقل المائي والعبارات والتاكسي المائي بين الجزر من جهة أخرى·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©