السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مجد كردية.. يرسم «فَصاعين» يغمرهم ضوء الشمس بالتساوي!

مجد كردية.. يرسم «فَصاعين» يغمرهم ضوء الشمس بالتساوي!
28 يوليو 2017 15:05
نوف الموسى (دبي)  «فصعون وفصعونة، أصغر من زهر اللوز وأكبر من العالم، لا تفارقهم الابتسامة حتى مع الدموع، لا يملكون أيدي إلا ليحملوا وردةً أو ليمسكوا يد صديق، ثيابهم ملوثة بالتراب، لأنهم يحبون الركض في البراري، لا يملكون بيتاً، يكرهون الجدران، يحلمون بشباكٍ مفتوح معلقٍ في الهواء». هنا.. وبصوت طفولي جداً وبريء حد الابتسامة على سلاسة التعبير في نص الحكاية، يروي الفنان السوري مجد كردية خياله الفني، لـ «قصة عصابة الفراشة المخيفة جدن»، التي يرسم شخصياتها بتنبه الحب الذي يتجاوز الحدود، نسج الفنان في إحدى لوحاته معبراً عن الأسلاك الشائكة برغبة وهي: «الأرض لازمها كوي»، مصرحاً بأنه «يحاول التدخل أحياناً، لكن أغلب محاولاته تنتهي بالفشل، لأن العصابة ما زالت تعتبر كتابة اسمه على عالمهم تصرفاً غير مرغوب فيه».  وجاء قرار العصابة، بحسب الفنان مجد كرديه، بأن يرسموا أنفسهم على بطاقات المعايدة لأن البشر يهدون البطاقات لبعضهم والعصابة تحب العطاء. حيث وصل عبق تلك البطاقات إلى مدينة دبي، في وقت سابق، وتحديداً في موقع جميرا ب «The workshop» الفني، الذي يحتفي بالفنون ويدرك أبعاد ترويجها واستثمارها في الحياة الثقافية، حيث عُرضت مجموعة من رسوماته المدهشة، المغمورة بضوء الشمس، المتساوية في تفشي إشعاعها على جميع الكائنات. «إذا خايف تتغيرَّ، كيف رح تصير سمشْ»، نداء تربع على الزاوية اليسرى للوحة مجد كردية، فيها التطور العفوي الوجودي نحو تنامي الحياة بتكويناتها الضخمة، يكتبها مجد على اللوحة ويخبرنا أنه بطبيعة الحال تختلف السمش عن الشمس، فهي دائمة الابتسام، بينما يظل الفحوى البصري يكتنز كثافة من الجمال المتعدد في مساراته التشكّلية، فالفنان مجد يخاطب الطفل الداخلي بذكاء وفطانه متفردة، يستحيل أن يتوقف الكبار أمام لوحة (في أمل تشفى الأرض، نبضها ضعيف.. اعطيني إبرة ورد)، ولا يتوحَّدون مع روحهم الطفولية، كأنهم يرجعون إلى البيت الحقيقي، إلى النقاء الأسمى، فالفنان مجد يقدم مشروعه الفني، برؤية طفل واعٍ جداً، حيث يحول كل «عصابة الفراشة» إلى أرواح تعمل على تطهير الكرة الأرضية، من فجائعية الخوف إلى نور المحبة، يبرهن ذلك عبر لوحة (اغسل العالم بقلبك). رسومات الفنان مجد كردية، تتجلى في نضج روحي متكامل، نتاج التأثر الفكري بفلسفة الفنان القائمة على محاكاة البيئة اليومية، ومتغيرات طبيعة الحياة البشرية، التي ذاقت ويلات الحروب والتشويه الداعي للانفصال عن وحدة الروح الإنسانية. ورغم ذلك تحضر اللوحات الفنية ل مجد كردية، كنداء للحياة مجدداً، ومحاولة لطرق باب الوعي بالمتعة، فكل ما يدعو له مجد كردية، إنما هو الثقة بقدرة الإنسان على الاختيار والتبدل والتحول والبدء من جديد نحو بهجة روحية عليلة. واختيار حساسية الطفل المتكاملة مع عوالم الحيوانات عبر لغة حوار فذة، استدلال على القدرة الكامنة لنقاء الوعي المتجلي في الطفل، وإمكانيته في الوصول إلى مسلك الطبيعة في معرفة الكون الذي يرى مجد كردية، أن بتقاطعنا معه نشكل فناً مزهراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©