قمة آسيا وأوروبا تدعو إلى مواجهة حاسمة للأزمة العالمية

دعا زعماء 43 دولة من آسيا والاتحاد الاوروبي في بكين أمس المجتمع الدولي الى التصرف بسرعة وبشكل حاسم في مواجهة الازمة المالية العالمية، وقال رئيس وزراء الصين وين جياباو في ختام اجتماع آسيا وأوروبا(آسيم) إنه يتعين على الحكومات أن تقوم دون إبطاء بكل ما يلزم للحد من ضرر الأزمة· وألمح وين عقب القمة إلى أن بلاده ستدعم مسعى فرنسا لوضع قواعد مالية أكثر صرامة في قمة بشأن الازمة سيعقدها الرئيس الأميركي جورج بوش الشهر المقبل في واشنطن· وقال في مؤتمر صحفي عقب قمة آسيا وأوروبا التي ضمت 27 عضوا بالاتحاد الاوروبي و16 دولة آسيوية واستغرقت يومين: ''يتعين علينا استخدام كل الوسائل لمنع الازمة المالية من التأثير على نمو الاقتصاد الحقيقي''· وقال وين: ان الصين ستشارك بنشاط في قمة 15 نوفمبر المقبل بتوجه يتسم ''بالمسؤولية والعملية''، وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي إنه يتوقع أن تخرج قرارات ملموسة من محادثات واشنطن، والتي قال: إنه يتعين أن تعالج الأسباب الأساسية للأزمة لا تأثيراتها فحسب· واضاف في مؤتمر صحفي أمس: ''لقد فهمنا جميعا أنه لن يكون من الممكن ان نلتقي ببساطة ويدور بيننا نقاش؛ نحن بحاجة إلى تحويلها (القمة) لمنتدى لصنع القرار·· من المستحيل ببساطة أن نتحدث عن الضرائب والازمة المالية بدون التحدث عن العملات وطريقة تفاعلها· كل هذه القضايا ستناقش بالطبع''· وطبقا لمسؤول رئاسي فرنسي فقد أعرب ساركوزي للرئيس الصيني هو جينتاو عن خشيته من أن الولايات المتحدة الحذرة من تبني قواعد تنظيمية صارمة ستكون قانعة إذا تمخضت القمة عن ''مبادئ وعموميات''· وقال وين: إن الدول بحاجة الى أن توازن بشكل صحيح بين الابتكار والتنظيم لكنه أضاف ''نحن بحاجة الى ابتكار مالي لكننا بحاجة الى إشراف مالي ربما بدرجة أكبر''· كما ناقشت قمة آسيا وأوروبا التي تعقد كل عامين قضايا مثل سلامة الغذاء والتغير المناخي وأهداف الامم المتحدة للتنمية، لكن الانهيار في الاسواق العالمية هو الذي حفز الهمم فيما درجت العادة أن تكون مناسبة للكلام الخالي من الفعل· واستيقظ الزعماء على أنباء عن إغلاق بورصة وول ستريت على أدنى مستوى في خمسة أعوام ونصف، في حين تراجعت الاسهم في اليابان بنسبة 9,6% وفي أوروبا بنسبة 5,4%· وأوضح وين أن الثقة والتعاون والمسؤولية هي مفتاح لإنهاء الأزمة، وتابع قائلاً: ''الثقة تعني أن جميع الدول خاصة المتقدمة منها بحاجة الى الإسراع باتخاذ إجراءات حاسمة لجلب الاستقرار إلى الأسواق المالية لجعل الناس أكثر ثقة وليستعيدوا ثقتهم''· وأضاف أن الطلب الخارجي الاخذ في الضعف يضر باقتصاد الصين لكن ليس بشدة، وتباطأ النمو الصيني بشكل حاد الى تسعة في المئة في الربع الثالث من 11,9 في المئة طوال عام ·2007 واستطرد بقوله ان بكين واثقة من انها تحمي الاقتصاد عبر سياسات مناسبة مثل تطوير الريف والاقاليم الشاسعة في غرب البلاد، وقال: ''لا يزال طلبنا الداخلي يتمتع بإمكانيات كبيرة·· طالما ان سياساتنا دقيقة فإن بوسعنا الحفاظ على نمو مطرد وسريع نسبياً''· ودعا رئيس المفوضية الاوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي جوزيه مانويل باروزو: إلى اتفاقية ''شاملة وعالمية'' بشأن تغير المناخ تقوم على مسؤوليات ''مشتركة ومتفاوتة'' وهو اعتراف مغلف بأن الدول الغنية يتعين ان تفعل اكثر من الدول الافقر مثل الصين للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري· وقال ''وجود أزمة مالية لدينا لا يعني ان تهديد التغير المناخي اختفى''· وأصدر زعماء آسيا الستة عشر وزعماء الاتحاد الاوروبي السبعة والعشرون بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن قلقهم من تأثير تفشى الازمة المالية الدولية فى الاقتصاد العالمى ، خاصة ما تفرضه من تحديات شديدة للاستقرار المالى والتنمية الاقتصادية فى آسيا وأوروبا· وقال البيان: إن سلطات جميع الدول ينبغى أن تظهر رؤية وعزماً وأن تتخذ إجراءات حازمة وحاسمة وفعالة بطريقة مسؤولة وفى الوقت المناسب لكى ترتفع إلى مستوى تحدى الأزمة المالية· وأعرب القادة عن ثقتهم الكاملة فى أن هذه الأزمة يمكن التغلب عليها من خلال مثل هذه الجهود المتضافرة، ورحب القادة بالاجراءات التى تبنتها الدول والمنظمات لضمان التسيير السلس للنظام المالى والاقتصاد الحقيقى· واتفق القادة على ان صندوق النقد الدولى ينبغى ان يقوم بدور حاسم فى مساعدة الدول التى تضررت بشدة من هذه الازمة بناء على طلب منها· ودعا القادة جميع الدول إلى اتباع سياسات منظمة للنقد والمالية العامة والمال ومسؤولة وسليمة وتعزيز الشفافية والشمول وتدعيم الاشراف وتحسين آليات إدارة الازمات بهدف مواصلة التنمية الاقتصادية لبلادهم واستقرار اسواق المال· جدير بالذكر أن المنتدى المقبل لقمة (آسيم) سينعقد في بلجيكا في عام 2010