محمود عبد الله (أبوظبي)
افتتح «مجلس زايد الثقافي» في مركز زايد للدراسات والبحوث في نادي تراث الإمارات، نشاطاته أمس بمحاضرة بعنوان «من إشكاليات توثيق التراث المعنوي في الإمارات» للشاعر والباحث الجزائري «عيّاش يحياوي»، قدمتها فاطمة مسعود المنصوري مديرة المركز، واصفةً يحياوي بأنه «طاقة مبدعة في ميدان البحث الإثنوغرافي، ومن الباحثين الجادين عن الأصول المكانية والإبداعية للموروث الإماراتي»، ومؤكدة أن المركز معني بالثقافة والتراث والفكر الجاد.
وناقش يحياوي جملة من الإشكاليات التي تواجه قضية توثيق التراث، ومنها «غياب المصدر الأول»، مستشهداً بالقصائد التي يتم جمعها في ديوان لشاعر نبطي قديم، استناداً إلى مخطوطة، من دون الإشارة إليها، ويرى أنّه في مثل هذه الحالة التي يصدّر جامع القصائد نفسه مؤلفاً، يلغي بعمله الشاعر الأول.واستعرض يحياوي مفهوم الراوي الذي ينتمي للعالم، مشيراً إلى أنه الإنسان العادي، الذي يمتلك مخزوناً نوعياً من المعلومات في مجالات الثقافة والموروث الشعبي، متسائلاً: لماذا لا يتم إنشاء مركز للشعر النبطي في الإمارات، تجمع فيه المخطوطات والأشرطة السمعية، المتعلقة بالموروث، كي تبقى ملكاً للأجيال القادمة؟. وطرح يحياوي جملة من المقترحات، منها: إنشاء متحف للأصوات في الإمارات، داعياً إلى تسجيل وحفظ طقوس الإنشاد ومسرحته لدى بعض الشعراء، كما طالب بضرورة إنشاء متحف للشعر، وبكالوريوس في الدراسات الأنثروبولوجية والشعبية في جامعات الإمارات، لتخريج جيل من الباحثين، يتولى توثيق ودراسة التراث الشعبي الذي تزخر به الذاكرة الثقافية في الإمارات.
عدد اليوم
