الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع سعر الدولار يهدد الصادرات الأميركية

26 أكتوبر 2008 02:21
يهدد الارتفاع القوي في سعر الدولار بالحد من الصادرات الأميركية التي شكلت محرك الاقتصاد الأكبر في العالم في الأشهر الماضية، في وقت يشهد مزيداً من تباطؤ النشاط الاقتصادي في العالم· وسجل سعر الدولار انتعاشاً قوياً منذ منتصف يوليو الماضي، فارتفع سعره بنسبة حوالى 20% مقابل اليورو الذي تدنى من 1,60 دولار الى اقل من 1,30 دولار، وبنسبة 20% مقابل الجنيه الاسترليني و15% مقابل الفرنك السويسري· وحذر مارك بادو المحلل في شركة كانتور فيتزجيرالد من أن ''العديد من الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات ستتأثر بارتفاع سعر العملة·· سنشهد انخفاض الصادرات إلى أرقام توازي ركوداً اقتصادياً''· والواقع أن أي ارتفاع في سعر الدولار يضعف إسهام التجارة الخارجية في النمو الأميركي، في وقت كان هذا الإسهام أساسياً خلال الفصول الأخيرة التي شهدت فترات تراجع في الاستهلاك الداخلي· وستتراجع حركة تصدير المنتجات الأميركية الى الاتحاد الاوروبي عن المستويات الاستثنائية المسجلة في الآونة الاخيرة وقد وصلت الى أوجها في يوليو الماضي حيث سجلت 23,8 مليار دولار، قبل أن تتراجع في أغسطس الماضي إلى 23,6 مليار دولار بحسب آخر ارقام تم إحصاؤها· ومن الأمثال على هذا التراجع أن مجموعة امازون·كوم للبيع على الانترنت خفضت توقعات مبيعاتها الاربعاء الماضي مبررة ذلك بـ''تغيير كبير في اسعار الصرف''· وقال الخبير الاقتصادي نايجل جولت من مجموعة جلوبال اينسايت: إن ''الولايات المتحدة سجلت تحسناً في قدرتها التنافسية بفضل تراجع الدولار منذ ،2002 ونحن الآن نسلك الطريق المعاكس''· والأميركيون بحاجة إلى دولار ضعيف في مواجهة الصين أيضاً، حيث إن صادراتها الى هذا البلد لا تتعدى خمس وارداتها منه، وقد بلغت هذه النسبة في أغسطس الماضي 6,5 مليار دولار مقابل 31,8 مليار دولار· غير أن الخزانة الأميركية لا تبدي تشدداً حيال بكين على الصعيد المالي· وأعرب الوزير هنري بولسون الثلاثاء الماضي عن ارتياحه لرفع سعر اليوان في السنوات الاخيرة، وقد ازداد بنسبة 7% منذ مطلع العام، في حين أن مساعده روبرت كيميت طالب قبل سنة بتسريع رفع سعر العملة الصينية· ويكمن بصيص الأمل الوحيد على هذا الصعيد في تراجع سعر الدولار بمعدل 8% بالنسية الى الين الياباني الذي يعتبر ملاذاً عند وقوع أزمات، في حين أن الميزان التجاري الأميركي مع اليابان يسجل عجزاً· لكن المحللين يشيرون إلى أن الارتفاع المحدود في سعر الين والمشكلات الاقتصادية في اليابان قد تجعل تأثير هذا الارتفاع ضعيفاً إلى حد يكاد لا يذكر· وقال نايجل جولت: إن ''الخطر على الصادرات الأميركية في المستقبل القريب لا يكمن في العملة بل في تباطؤ الاقتصاد العالمي''، وتابع الخبير الاقتصادي: إن ''تبدل أسعار العملات سيأتي بتأثيره بشكل بطيء إنما مطرد خلال العام ·''2009 وفي مطلق الاحوال، فإن الولايات المتحدة لم تعد تعتمد كثيراً على باقي العالم لتعزيز نموها، وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) بن برنانكي الاثنين الماضي: إنه ''حتى لو بقيت التجارة الخارجية عاملاً ايجابياً للاقتصاد الأميركي، فإن مساهمتها في النمو الأميركي ينبغي أن تكون اقل حجماً في وقت يتباطأ النمو العالمي''· وكتب الخبير الاقتصادي الأميركي ديفيد هايل في مجلة تايم: ''المسألة ليست أن الناس يريدون أموالاً بالدولار بقدر ما أنهم يفضلون ذلك على امتلاك أموال بعملات اخرى''·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©