الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قِبلة العيون

قِبلة العيون
26 أكتوبر 2008 02:28
لم تكن الزيارة الأولى لتانيا داميكو إلى مسجد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ثالث أكبر مسجد في العالم لجهة مساحته بعد الحرمين الشريفين، وتبلغ مساحته الاجمالية 22 ألفا و412 مترا مربعا· فداميكو التي تقيم في أبوظبي منذ 20 عاماً، واكبت وضع اللَبَنات الأولى للمسجد، الأساسات والأعمدة، فالزخرفة والرسوم والموزاييك والثريات والقبب الـ 57 والبحيرات الخارجية التي تعكس في الليل مع الإضاءة المميزة العمران الهندسي الإسلامي المطعّم بفنون الزخرفة حيث تمتزج العصرنة مع الحداثة· واستفادت داميكو من فتح الصرح الإسلامي الكبير أمام الزائرين، لتتأمل وتتملّى من السقوف والجدران، وتقول إنها تنتظر اكتمال بناء محيط المسجد لترى اللون الأخضر للعشب والأشجار فتكتمل الرؤية الفنية للمركز الديني ''الطاهر''· في كل مرة يزورها الأقارب من ايطاليا في أبوظبي، تصطحبهم إلى المسجد، وقد تحدّدت ال زيارات من الساعة العاشرة قبل الظهر حتى الثانية عشرة ظهراً، كي لا تختلط الزيارات، التي لا بد منها مع تحول المسجد إلى أهم معلم في أبوظبي، مع أوقات الصلاة حيث يحتاج المصلون إلى الهدوء للعبادة· تعرف داميكو التقاليد الإسلامية فتتوجّه مباشرة إلى مدخل النساء لتلبس العباية السوداء وتغطي شعرها وضيفاتها قبل الدخول إلى المسجد· وتعمّق نظرتها إلى التفاصيل، فالأخضر الطبيعي الذي تنتظره بشغف، بالنسبة لها أكثر من محيط بيئي، فهو تكامل بين المساحات البيضاء للجدران والأعمدة والسقوف ومساحات تحلم بها خضراء غنّاء· وعلى جدران المسجد وزجاجياته كتبت آيات قرآنية بيد فنانين من مختلف أنحاء العالم، كما كتبت أسماء الله الحسنى· ''اللون الأبيض طاغٍ بشكل كبير، ويحتاج إلى لونٍ آخر، لا يمثّله اللون الأزرق لبلاط البحيرات'' بحسب داميكة، لأن الأزرق يدخل في ألوان زخرفة النباتات والزهور على الأعمدة وفي لوحات الموزاييك· تدخل هي وضيفاتها المكان بخشوع، ففي الداخل تصلي وتتأمل في الثريات والقبب والسجاد· يجول عدد من الزوار في المسجد، ينظرون إلى هندسته التي تجعل الزائر دون قصد يرفع رأسه مباشرة كأن ثمة ما يشده لرؤية السقف والقبب، يأخذون الصور ويتبادلون الكاميرات ليتصوّروا قرب الأعمدة والجدران المزخرفة· تبدو داميكو مهتمة بالشعور بالدفء في الأماكن التي وصفتها بـ''الطاهرة''، فتنظر إلى السجاد الكبير، وفي المسجد سجادة ضخمة تزيد مساحتها على 5625 مترا مربعا في القاعة الرئيسية، قام بحياكتها يدوياً نحو 1200 حرفي إيراني، وهي أكبر سجادة في العالم، استخدم فيها 35 طنا من الصوف و12 طناً من القطن وتكوّنت من مليونين و268 ألف عقدة· كما أن ساحة المسجد هي من أكبر ساحات المساجد في العالم، تبلغ مساحتها 17 ألف متر مربع غطّت بالكامل بالفسيفساء· تتعرّف داميكو على الرخام الأبيض الايطالي في البناء الذي استخدم في زخرفة المسجد إلى جانب الرخام الأبيض اليوناني والصيني والهندي وأنواع أخرى· أما الثريات الكريستالية المطلية بالذهب فتزيّن المسجد نهاراً بضخامتها وتصميمها الرائع الذي شاركت فيه شركات عالمية مصنّعة للثريات، وليلاً تضيء قاعات الصلاة بجمالية تتوافق مع أهمية المكان الذي يقع بين جسر المصفح وجسر المقطع في وسط أبوظبي الجديدة· وافتتح أمام الجمهور والمصلّين نهاية العام الماضي بعد أن استغرق إنجازه نحو 12 عاما· حقائق وأرقام رفع منسوب المسجد بأمر من المغفور له (بإذن الله تعالى) الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى 9 أمتار عن مستوى الشارع بحيث يمكن مشاهدته من كل الزوايا في الطرق المحيطة به· تبلغ مساحة الساحة الخارجية للمسجد 17 ألف متر مربع وتعدّ من ضمن أكبر المساحات المكشوفة في مساجد العالم الإسلامي· يتسع المسجد لنحو 40 ألف مصلّ، وتتسع القاعة الرئيسية لأكثر من 7 آلاف مصلّ· قبة المسجد الرئيسية أكبر قبة في العالم يبلغ ارتفاعها 83 مترا وقطرها الداخلي يبلغ 32,8 متر، وتزن ألف طن، زخرفت بالجبس المقوى بالألياف، زخرفه فنانون مغربيون بزخارف نباتية صمّمت خصيصاً للمسجد· يضم المسجد 57 قبة مختلفة الأحجام· للمسجد 4 مآذن ارتفاع كل منها 107 أمتار مكسوة بالرخام الأبيض· يحمل أسقف وقباب قاعة الصلاة الرئيسية 24 عموداً كل منه مقسّم إلى أربعة ركائز (مجموعها 96 عموداً)· يبلغ عدد الأعمدة الموجودة في الأروقة المحيطة بالصحن الخارجي للمسجد 1048عمودا· عدد ثريات المسجد 7 من مختلف الأحجام والألوان· إنجاز ضخم لم ينته عمرانه بعد بدأ بناء المسجد عام 1996 بناءً على توجيهات المغفور له (بإذن الله) الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ويتم حاليا وبعد عام على افتتاحه، استكمال مشاريع تنسيق الموقع المحيط بالجامع، التي تضم أعمال التشجير والرصف بالبلاط وإنجاز المواقف الخارجية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©